اشتعلت حرب التصريحات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية الجديدة، بسبب ما شهدته القدس الأسبوع الماضى من اعتداءات استفزازية على المواطنين الفلسطينيين أثناء الصلاة بالمسجد الأقصى وعلى رأسهم النساء من قبل عدد كبيرمن المستوطنين اليهود الذين خرجوا فى مسيرات لتدنيس المسجد الأقصى بحجة الاحتفال بمرور 48 عاماً بعيد الاستقلال أو توحيد القدس، التى يعدونها عاصمة لإسرائيل. وفى احتفال حضره عشرات الآلاف من المستوطنين اليهود بالقدس، عقدت جلسة خاصة لرئيس الوزراء الإسرائيلى الذى قال فى خطابه إن القدس دائماً عاصمة للشعب اليهودى وليست ملكًا لأى دولة أخرى وأنها وطنن لليهود وسيبقوا بها، وغير قابلة للانقسام، كما أكد على أنه ستواصل حكومته الائتلافية الجديدة بناء وتغذية وتوسيع الأحياء اليهودية فى القدس. ويتضح من موقف حكومة نتنياهو أنها تسير الآن عكس الاتجاه الذى جاءت من أجله فكما جاء فى مقالة بصحيفة هآرتس «الاحتلال فى الاتجاه المعاكس»، أن الحكومة الإسرائيلية تخالف كل وعودها التى جاءت على أساسها، أنه بعد إنشاء خطة الحكومة الإسرائيلية الجديدة إلى الخريجين، سيلتزم رئيس الوزراء بالتوصل إلى اتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية، فى ضوء التصريحات التى أدلى بها خلال فترة الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية السابقة. وعلى حد قول الصحيفة الإسرائيلية فإن الحكومات الإسرائيلية بما فى ذلك الحكومة الجديدة ليس لديها أى نية للالتزام بالسعى إلى إقامة دولة فلسطينية، حيث قيل من قبل فى المبادئ التوجيهية التى قدمت فى وثيقة للكنيست أن «الحكومة سوف تعزز عملية السلام وستسعى جاهدة لتحقيقه مع الفلسطينيين ومع جميع جيرانها، مع الحفاظ على الأمن والتاريخ والوطنية لإسرائيل». يأتى هذا فى الوقت الذى أسند فيه نتنياهو مسئولية المفاوضات مع الفلسطينيين الفترة القادمة إلى نائبه ووزير الداخلية الإسرائيلى سيلفان شالوم، الذى أعلن من قبل رفضه لحل الدولتين وبناء دولة فلسطين، إلا أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما صرح بأن حكومة نتنياهو الجديدة والتحديات التى تضعها أمام أبو مازن لن تؤدى إلى أى اتفاق العام المقبل، وكما جاء فى صحيفة يديعوت أحرونوت الاسبوع الماضى تحت عنوان «حرب 2015: الجيش الإسرائيلى يحارب نزع الشرعية بدلا من وزارة الخارجية» فإن أمريكا وإسرائيل تعلمان من الآن أن المفاوضات القادمة محكوم عليها بالفشل، ولهذا أمريكا تواصل تركيزها على الاتفاق النووى مع إيران وبعد ذلك تنوى استئناف ضغوطاتها سواء على إسرائيل أو الفلسطينيين. وأكد أبو مازن أنه على أعتاب التوجه إلى مجلس الأمن بمسودة بها مطالب الشعب الفلسطينى ولكنه ينتظر اجتماع لجنة المتابعة العربية مع الجانب الأوروبى لمناقشتها، مؤكداً أنه يحاول على الجانب الفلسطينى أن يواصل جهود المصالحة التى تعيقها حماس، لبدء الانتخابات البرلمانية وتعيين حكومة وطنية أجل إعمار غزة، ولكن حماس مازالت تفعل ما يضر القضية الفلسطينية، حتى أنها عاودت حفر الانفاق فى القطاع. وأكد أبو مازن من قبل أنه مستعد لإجراء محادثات مع نتنياهو الأمر الذى فضح خدعة نتنياهو للعالم بزعمه عدم وجود شريك حقيقى له بالمفاوضات خاصة أن تصريحات الرئيس الفلسطينى جاءت بدون شروط مسبقة، الأمر الذى قام به أبو مازن فى محاولة لتعزيز حملة لنزع الشرعية عن الحكومة الإسرائيلية.