كثير من الأشخاص يعرفون مرض السرطان أنه مرض عضوى وهو من أخطر الأمراض التى عرفتها البشرية ولكن هناك سرطان أخطر من هذا النوع العضوى الذى يصيب الجسد وهو الذى يصيب النفس البشرية وتحدثنا عنه د. زينب مهدى معالجة نفسية واستشارى أسرة وخبيرة تنمية بشرية فتقول: إن النفس البشرية هى عمود كل إنسان ولو أصيبت فالبتبعية الإنسان قد أصيب بالانهيار وبالأخص مرض الوسواس القهرى. الذى يكون إما أفكارًا قهرية تسيطر على الإنسان بشكل لا إرادى ولا يستطيع التخلص منها وإما سلوكيات تجعل صاحبها غير قادر على التوقف عن القيام بتلك السلوكيات وتجبره دائمًا على القيام بها وتصيبه بالقلق والتوتر طيلة الوقت ومن هذه السلوكيات المشهورة، كثرة إعادة الوضوء وشعور المريض أنه قد أخطأ فى الوضوء فدائما يريد أن يعيد الوضوء وبعض الحالات تطمئن عندما يكون بجانبها فرد من أفراد العائلة يطمئنها أنها لم تخطئ فى الوضوء والمكوث فترة طويلة أثناء الاستحمام. وأوضحت مهدى أن كل شخص يعانى من الوسواس لديه طقوس معينة فى الاستحمام مثل غسل الشعر أولا ثم غسل اليد اليمنى ثم اليسرى وهكذا ولو أصابه الشك فى أنه لم ينظف جزءا ما فى الجسم فيعيده مرة أخرى، كذلك هناك وسواس العد مثل المريض الذى يسير فى الطرقات ويعد أعمدة النور التى بالطريق. وأنواع كثيرة من الوسواس ليس لها حصر مستطردة: لكن لكل مشكلة ولكل مرض نفسى حل بإذن الله، حيث إن مريض الوسواس القهرى يكون حساسا جدًا وهو نفسه يريد أن يتعافى من تلك الأفكار والسلوكيات القهرية لأنه هو أول شخص يكون قد أرهق منها أكثر من أفراد عائلته. فهذه إشارات مهدى إلى خطة علاجية تمثل روشتة مضمونة لكل مرضى الوسواس القهرى حتى تقل هذه الأعراض المؤلمة واحدة تلو الأخرى ولابد من الاستمرار على تلك الخطة عدة شهور حتى يلاحظ أنه أصبح أكثر طبيعية مما كان عليه فى السابق، وتتضمن تلك الخطة الشق الدينى: وهو قراءة سورة الناس مرارا وتكرارا (أما فى الصلاة لو أصيب بالوسواس فإنه قد قام بالصلاة بشكل خاطئ فلا يعيدها مرة أخرى، حيث إن كل الفتاوى الشرعية دعمت أن مريض الوسواس لن يعيد الصلاة مرة أخرى لأن ذلك سوف يساعده على التعافى، وأيضًا هناك الشق السلوكى: وهو الذى يأخذ وقتا طويلا جدا ويتمثل فى عندما تأتى فكرة الوسواس فى ذهن المريض لا يستسلم لها ففى بداية الأمر يشعر بالتوتر ولكن بوجود شخص مقرب فى الأسرة يكون مع المريض طيلة فترة العلاج ويحاول أن يعمل له تشتيتًا للفكرة الوسواسية.