القرار الذى أصدرته لجنة حصر أموال وممتلكات جماعة الإخوان برفض التظلم الذى تقدم به للجنة اللاعب محمد أبو تريكة.. وضع فى الحقيقة الكثير من النقاط فوق حروف غامضة! القرار يعنى ببساطة أن اللجنة تملك أدلة قوية لتورط اللاعب ومن ثم تحفظت على أمواله وممتلكاته.. وفى نفس الوقت فإن القرار يعنى أن الأسباب التى استند إليها اللاعب فى تظلمه غير صحيحة وغير دقيقة! وكان من المفترض أن يسدل قرار اللجنة الستار حول هذه الأزمة.. كان من المفترض أن يخرجنا القرار من المتاهة التى يحاول البعض أن يجرنا لها.. لكن الغريب أن هناك من لا يزال يتمسك بأن أبو تريكة.. خط أحمر !قبل أن نناقش حكاية الخط الأحمر لابد أن نتفق أولا على أن اللجنة.. لجنة حصر «أموال وممتلكات جماعة الإخوان».. لم تصدر قرارها بالتحفظ على أموال وممتلكات اللاعب محمد أبوتريكة من فراغ أو لأنها قررت فجأة أن تنتقم منه.. إنما هى تفعل ذلك فى إطار واجباتها القانونية! اللجنة كما قد لا يتذكر البعض تقوم بمهامها فى إطار تكليف الحكومة لها بتنفيذ الحكم الصادر فى سبتمبر من عام 2013 من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بحظر أنشطة جماعة الإخوان ومصادرة أموالها. وقد لا يعرف كثيرون أيضا أن اللجنة التى تعمل فى إطار تكليف الحكومة لا تصدر قراراتها بالتحفظ على الأموال والممتلكات إلا بناء على حكم محكمة.. وفى حالة اللاعب محمد أبو تريكة فإن قرار اللجنة جاء تنفيذًا لحكم قضائى صادر فى هذا الشأن من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة. القانون إذًا هو الذى أصدر قرارًا بالتحفظ على أموال اللاعب وممتلكاته.. القانون هو الذى تكلم وتحرك بعد وصول تقارير من مصادر عديدة ومختلفة للجنة حصر أموال وممتلكات جماعة الإخوان.. تؤكد أن هناك 8 شركات للسياحة تدعم الإخوان وتدعم العمليات الإرهابية ومن بينها شركة «أصحاب تورز» التى أسسها اللاعب محمد أبو تريكة بالاشتراك مع عنصر إخوانى يدعى عبدالكريم فوزى عبد الكريم. التقارير أكدت أيضا أن أحد العناصر الإخوانية الإجرامية والمحبوس حاليا على ذمة القضية رقم 14275 لسنة 2014 إدارى الدخيلة.. والمتهم كذلك فى الجناية رقم 171 لسنة 2013.. كان يشغل منصب مدير الشركة التى يمتلكها اللاعب محمد أبوتريكة. هل يمكن بعد ذلك أن يكون أبو تريكة أو غيره.. خط أحمر؟! ??? ليس مقبولا وليس جائزا بأى حال من الأحوال أن يكون أبو تريكة أو غيره.. فوق القانون.. لا أحد فوق القانون. اللاعب أبو تريكة صحيح أنه كان لاعبا متميزا وصحيح أنه أسعد جماهير الكرة فى مصر كلها.. وصحيح أنه كان مشهودا له بالخلق الرفيع كلاعب كرة.. لكن هل معنى ذلك أن يكون فوق القانون؟!.. هل يبرر له ذلك أن يكون خطا أحمر كما يزعم البعض؟! بنفس منطق هذا البعض كان من الممكن اعتبار الرئيس الأسبق حسنى مبارك خطا أحمر.. فقد كان واحدا من أبطال حرب أكتوبر مهما اختلفنا على أفعاله وتصرفاته فيما بعد.. ولكن ذلك لم يضعه فوق القانون ولم يجعله خطا أحمر.. فلماذا يكون أبوتريكة خطا أحمر؟!.. لماذا يكون فوق القانون.. لماذا نغفر له دعمه للإرهابيين الذين يقتلون أفراد الشرطة والجيش؟! وليس خافيا بعد ذلك أن اللاعب أبو تريكة هو الذى أوصل نفسه بنفسه لهذا المصير! قرار لجنة حصر أموال وممتلكات جماعة الإخوان تضمن إشارة واضحة لانتماء أبوتريكة لجماعة الإخوان وتقديم الدعم لها.. والحقيقة أن كلاما كثيرا قيل قبل ذلك عن قيام أبو تريكة بالتبرع بمولدات كهرباء لمعتصمى رابعة والنهضة.. وهو ما لم ينفه أبو تريكة.. ولا بالتصريح ولا بالتلميح. ثم إنه لم يخف تعاطفه مع جماعة الإخوان ولا دعمه ومساندته للرئيس المعزول محمد مرسى.. أضف لهذا كله أن اللاعب أبو تريكة لم ينف اتهامات لجنة حصر أموال وممتلكات جماعة الإخوان إنما قال كلاما بعيدا عن السياق.. كأنه يلف ويدور لكى يتلافى إما الاعتراف بالاتهام وإما إنكاره.. وأظننا قرأنا جميعا تصريحه الذى قال فيه عقب صدور قرار التحفظ على أمواله وممتلكاته. قال: لن أترك البلد وسأعمل فيها وعلى رقيها.. ومن طلب منك أن تترك البلد؟! ويتبقى أن نعرف أن أبو تريكة سيحاكم جنائيا.. فإذا صدر حكم بإدانته فسيتم حبسه وتصادر أمواله وممتلكاته.. بالقانون.. أما أصحاب نظرية الخط الأحمر فلن يسمع لهم صوت! ??? مهما أبدى البعض من تعاطف مع اللاعب أبوتريكة فالحقيقة التى لا يستطيع أن ينكرها أحد أن أبوتريكة فقد الكثير من رصيده لدى الجماهير المصرية منذ تبين انتماؤه وتعاطفه مع الإخوان. أما الذين يطالبون بأن يكون أبو تريكة خط أحمر فهؤلاء إما أنهم من جماعة الإخوان.. وهؤلاء وجدوا فى الواقعة فرصة لمهاجمة النظام.. وإما أنهم من «مهاوييس» الكرة الذين يضعون انتماءاتهم الكروية قبل أى انتماء.. ثم معارضى النظام والكارهين له.. وهؤلاء أيضا من المهاوييس.. وإن كان يمكن أن نزيد على ذلك أنهم حمقى وبُلهاء لأنهم يتصورون أن لاعب كرة مهما علا شأنه يمكن أن يهز استقرار مصر! ??? عندما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد».. عندما قال الرسول ذلك أراد أن يعلمنا أنه لا أحد فوق القانون.. ليس هناك خط أحمر.. لا أمير ولا غفير.. ولا لاعب كرة!