منافذ السوء والانحطاط.. تؤدى كلها إلى بعضها.. مصالحها واحدة وهدفها واحد.. وتجاربها واحدة وهى الانحلال.. فهل يمكن مثلاً لتاجر المخدرات إذا أراد أن يغسل أمواله أن يسخِّرها فى أعمال ومشروعات أخلاقية؟.. وهو يعرف أن الأخلاق إذا انصلحت.. بارت تجارته.. وأصابها الكساد وانصرف عنها زبائنها..وخبراء الاقتصاد يؤكدون أن أعلى الأرباح تحققها تجارة المخدرات والسلاح والدعارة.. وهناك فى أوروبا.. يمكن لشركات الدعارة والأدوات الجنسية أن تنضم إلى البورصة.. وقد يقول قائل وما الجديد فى هذا؟. الجديد هنا يا سيدى.. تلك الحملة التى هبت مؤخرا من أطراف عديدة.. بأسماء مختلفة.. بتنويعات وتصريحات.. فالصحفى الذى عاش فى باريس أكثر مما عاش فى مصر.. وتشبَّع بحياة الخواجات.. يطالب بحملة جماعية لخلع الحجاب.. أى لا يكفيه أن يحارب المحجبة ويدافع عن حرية العريانة.. ثم فى نهاية المطاف يتباهى بأنه «ليبرالى» ابن «ليبرالى».. فهو يريدها ثورة «بلا بيض» ثم تخرج علينا الست التى هى مخرجة شاذة فى أقوالها وأفعالها ومسلكها.. والتى حولت مسكنها الخامس إلى صالة للقمار.. وليس لها رسالة سوى إشاعة الفاحشة.. والدعوة لممارسة الجنس قبل الزواج باعتباره حرية.. بصرف النظر عن تقاليد المجتمع وتمسكله بالدين سواء المسلم أو المسيحى. هذه الدعوة فى هذا التوقيت مع دعوة خلع الحجاب للخواجة إياه.. مع ملاحظة أن نفس الست الشاذة فى القول والفعل سبق لها السخرية من المحجبة.. وهى لا تصنع فيلما به مشهد جنس.. لكنها تبحث عن الجنس أولا ثم تضعه فى إطار سينمائى وقد طرحت الشذوذ والسحاق، لأن هذه هى رسالتها التى جعلت بعض المنظمات الأوروبية تختارها وتكرِّمها وترفع شأنها.. وتمنحها الجوائز وكأن البلد ليس فيها سواها.. ثم تظهر ممثلة ما تزال فى أول السكة وهى تربية أوروبية تقبل كل الأدوار مهما كانت نوعيتها.. وهذه فجأة قررت أن تترك التمثيل.. وتدخل مجال نقل العرى الذى تمارسه على الشاشة.. إلى ميدان الحياة، وأعلنت هى الأخرى أن الولد إذا أحب البنت وقال للشلة فهذا هو الإشهار وبالتالى فإن العلاقة التى تتم سرا فى شقق مفروشة أو تحت الكبارى.. هى زواج شرعى بصرف النظر عن وجود بيت وبدون حسابات لنتائج هذه العلاقة.. وكأننا فى حاجة إلى مزيد من أطفال الشوارع.. ثم انظر إلى برامج تحت الكوبرى وفوق الكوبرى والمستخبى وبرامج الرقص والفرفشة.. وتحويل العوالم إلى مصادر للثقافة الهايفة.. والانحلال.. فالراقصة تفتى بأن الرجل إذا صلى على الست مراته أن تحترس منه.. وكأن الرجوع إلى الله جريمة.. بينما الرجوع إلى شيطانهم وهلسهم قمة الفضيلة.. وهذه التى كانت تقدم برامجها فى قناة دينية ثم فجأة أصابها فيرس فى نافوخها.. فخلعت.. وخلعت.. وتحولت إلى مسخ تلعب بالعين والحاجب.. وظنت أن صورتها على أفيش فوق أسطح المنازل.. سوف يرفع قدرها.. بينما هى فى حقيقة الأمر تنحدر إلى أسفل السافلين وبقدر ما يكون العلو فى الشهرة والمال.. بقدر ما يكون السقوط الأخلاقى فيما تقدمه.. لكنها فرحانة بنفسها رغم أن حياتها الخاصة «خرابة» وقد قصدت أن أشير إلى ذلك حتى يعرف الناس أن هؤلاء مهما لمعوا.. فهم مجرد أدوات للفاحشة بدرجات ومستويات ونوعيات مختلفة وأدوار تتوزع.. وليس لهم هدف.. إلا هدم المجتمع بقصف أعمدته الأساسية من الأخلاقيات التى يحتمى تحت سقفها أهل مصر المحروسة من قديم الأزل وشتان بين إنسان يخطئ وقد يتوب الله عليه فى أية لحظة.. وبين من يتاجر بالخطيئة ويحولها إلى فخر ومجد فإذا رأيت هذا الاهتمام الخرافى فى دراما السينما والتليفزيون بالمنحرفات واللصوص والقتلة.. فأعلم أنها بضاعة يريدون لها الرواج.. لأن أغلب الأموال التى يتم بها إنتاج هذا الوباء.. مصادرها غير شرعية.. وحرام (مخدرات، سلاح، دعارة) فكيف لهؤلاء بعد ذلك وهم أصحاب مصانع الشيطنة أن يقدموا البرنامج النظيف والفيلم الهادف والمسلسل الذى يمجد العلماء على حساب العوالم.. والأبطال على حساب الشواذ وأشباه الرجال. ألم تستوقفك هذه النماذج المدخنة الحشاشة المخمورة المنحلة التى يبروزونها ويضعون تحتها عشرات الخطوط الحمراء والزرقاء والسوداء.. بحجة أنها موجودة فى المجتمع وهم فى حقيقة الأمر يريدون للشباب أن ينظر إليها بعين الاعتبار.. ويقولون له الرجالة لازم تعيش مع أن التصرفات التى نراها منه ومن معه لا تمت للرجولة بصلة.. فهو ينتمى إلى شلة الصياعة والصرمحة أكثر من الانتماء إلى بيته وأهله وواجبه. والمخبول الذى يدخل على مديره فى بلطجة ووقاحة لكى يخبره بأنه لن يحضر غدا.. وآخر يريد تغيير التليفزيون.. وثالث ينط مثل القرد فى شارع مزدحم بالسيارات قال إيه شارب مشروب الطاقة.. ولك أن تتصور لو قلده طفل صغير وشرب الهباب الذى يتم الإعلان عنه ثم صطدمته سيارة أو انزلق وسقط من سلم البيت.. والعجيب أن هؤلاء السابق ذكرهم وفعلهم يتكلمون بدرجة عالية من الجرأة والوقاحة والسفالة.. وكلهم يشكلون معا.. دائر السوء أو خارطة الانحلال.. فهل يمكنك أن تصدق إعلامية تعالج طفلا أو مريضا.. ثم تظهر فى مسلسل «صايع».. فى دور «واطى».. ثم تقدم حلقات فى برامجها عن الشواذ والسحاقيات وتترك لهن الفرصة لإشاعة الفاحشة على الملأ هل تصدقها؟.. إلا أنها تحاول أن تتجمل وهى من الكاذبات وقد رأينا كيف إن واحدة من إياهن دخلت المطار تحمل ما يوازى ربع كيلو من الحشيش فلما اقترب منها الضابط وقد تشكك فيها.. اعتدت عليه.. ثم هددت بأن تخلع ملابسها وتفضحه.. وكأن هذا الحشيش الذى تم العثور عليه معها.. مخصص للجمعيات الخيرية. وقد دخل النبى صلى الله عليه وسلم فزعا إلى بيت زينب بنت جحش وهو يقول:ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلَّق بإصبعه (أى وضع دائرة) وسألت زينب: أنهلك يا رسول الله وفينا الصالحون.. قال: نعم.. إذا كثر الخبث!!