تتزايد أهمية التعليم واكتساب المهارات العقلية للأطفال ليصبحوا قادرين على التفكير بشكل فعّال كهدف أساسى ونمائى وتطورى للتربية. وإذا أردنا لأطفالنا أن يكونوا مؤهلين مستقبلا للعمل بنجاح فى مجتمع على درجة عالية من التطور والابداع فانه يجب علينا تزويدهم بمختلف مهارات التفكير اللازمة للحصول على المعلومات ومعالجتها فى عالم دائم التغير والتطور. وعند هذا الأمر يقول الدكتور جمال شفيق أحمد أستاذ علم النفس بمعهد الطفولة ومقرر لجنة قطاع الطفولة ورياض الأطفال بالمجلس الأعلى للجامعات، إن من أسهل الطرق لتعليم وتنمية التفكير الناقد عند الأطفال استخدام سلسلة من الإجراءات المستندة إلى الأنشطة التى تركز على استثارة تفكير الأطفال على اتخاذ إجراءات إيجابية ومستمرة مما يؤدى إلى تعليمهم تقنيات التفكير الناقد وتنشيط عمليات التفكير الأساسية وأضاف: لعلة يمكن تحقيق ذلك للأطفال سواء داخل البيئة الاسرية أو المدرسية من خلال تعليم وتدريب وتنمية أنواع ومستويات متدرجة من التفكير. وتابع: أنواع مستويات التدريب تتدرج ما بين: أولا مهارات البحث والاستقصاء وهى التى تمكَّن الأطفال من طرح الأسئلة والتفكير بطرح السؤال المناسب والتخطيط لطرح المزيد من الاسئلة على أساس المعلومات لموجودة والأطفال بحاجة إلى فرص لطرح الاسئلة والإجابة عنها وكلما ترك المجال مفتوحا نشجع الأطفال على التفكير. وأشار إلى أن النوع الثانى من مستويات التدريب يتضمن كذلك مهارات معالجة المعلومات وهى التى تمكن الأطفال أن يفعلوا شيئا مع الإجابات الوارده والمعلومات التى جمعوها ويصبح الأطفال قادرين على تنظيم المعلومات والاحتفاظ بها حيث يحتاجون لمشاهدة واختيار كيفية ربط اجزاء المعلومات المختلفة بعضها بالبعض الآخر. وأشار إلى أن النوع الثالث من مهارات التدريب يتضمن استخدام مهارات الاستدلال العلمى حتى يصبح الأطفال قادرين على تفعيل هذه الأفكار ويتعلمون كيفية شرح وجهات نظرهم للآخرين ودعم التفسيرات حيث ترتبط تنمية مهارات الاستدلال ارتباطا وثيقا بتطوير كل من اللغة والمهارات الاجماعية والعاطفية لوضعها جنبا إلى جنب مع بعضها البعض لتجنيب إصابة الأطفال بالإحباط نتيجة عدم قدرتهم على التعبير عن أنفسهم بوضوح. وأوضح شفيق أن مستويات التدريب تتضمن كذلك: 1 - تقسييم المهارات وهذا من خلال عملية التقييم يبدأ الأطفال بوضع معايير للحكم على المعلومات وتحليل نتائجهم تحليلا علميا ومنطقيا وهذه المهارات مرتبطة بالإمكانات الاجتماعية والعاطفية واللغوية. وأضاف: كما تتضمن مستويات التدريب. 2 - مهارات حل المشاكل حيث نعطى للأطفال القدرة على الفهم بأن الأشياء يمكن أن تتغير وأن هذا سيكون له تأثير حاسم على الأفكار أو النتيجة النهائية ومن خلال استخدام مهارات حل المشاكل يطور الأطفال قدرتهم على الإدراك بأن المشكلة شىء يجب حله وليس مؤشرا على الفشل.