«إن لم تريدوا أن تعملوا لله.. فاعملوا للدنيا والرغيف» هذه كلمات حسن البنا فى مستهل دعوته لتأسيس جماعة الإخوان ينقلها رفيقه وصديقه المقرب عبد المتعال الجابرى فى كتابه (لماذا تم اغتيال الشهيد حسن البنا؟) الذى أصدره عام 1978 ووجدت أن من الواجب أن أعود إلى مثل هذا الكتاب لكى نعرف وجهة نظر الإخوانى فى مؤسس ومرشد الإخوان الأول. والحقيقة أن الكتاب يدين ويكشف عورات هذا التنظيم وأكاذيبه.. وكيف كان «البنا» مناورًا وذكيًا ويعرف كيف يروج لبضاعته وينحنى للريح إذا اشتد ويطاطى حتى تشعر بالحيرة معه: هل هو رجل دعوة لا يبغى سوى وجه الله؟.. أم أنه لاعب سياسى يحلم بالسلطة؟!فى ذلك نتوقف أمام ما كتبه الأمريكى «روبير جاكسون» حيث قال عن «البنا»: كان قديرًا على أن يحدث كل إنسان باللغة التى يعرفها ويحاوره فى ميدانه بطريقته ويعزف على الوتر الحساس ويضع يده على مواطن الضعف والقوة فى محاوره. فقد كان يعرف لغة اللصوص وقطاع الطرق والقتلة كما يعرف لغة مشايخ ورجال الدين كان هدفه كما أعلنه فى جمعية الشبان المسلمين: السعى لإعادة الخلافة وأن يقام الحكم الإسلامى فى البلاد! فهل هذا ينسجم مع دعوته للعمل من أجل الرغيف والدنيا؟! أنه ما جاء فى كتاب عبد المتعال.. وهو حافل بالتناقضات التى تكشف لك كيف يفكر هؤلاء: يعلنون أنهم غير جاهزين لانتخابات الرئاسة بعد ثورة يناير فإذا جاءهم الوحى الأمريكى وخاطبهم الهاتف من البيت الأبيض أن انزلوا فإذا بهم ينزلون ويلحسون ما سبق أن أعلنوا.. قال البنا لأعوانه: سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبة فى طريقكم وستجدون من أهل التدين والعلماء الرسميين من يستغرب فهمكم للإسلام وينكر عليكم جهادكم فى سبيله وسيحقد عليكم الرءوساء والزعماء وذو الجاه والسلطان وستقف فى وجوهكم كل الحكومات على السواء. أنتم لستم جمعية خيرية ولا حزبًا سياسيًا ولا هيئة موضعية لأغراض محدودة المقاصد ولكنكم روح جديدة تسرى فى قلب هذه الأمة». وبالنظر إلى هذا نجده يزرع العداء فى قلب الإخوانى تجاه المجتمع كله الشعب الجاهل والحكام الذين يرفضون شرع الله وعلماء الدين الذين لا يفهمون مثل الإخوان. قال لهم أنتم لستم جمعية خيرية ورأيناهم يسيطرون على المساجد بالمستوصفات التى تعالج والجميعيات التى تقدم الدعم للغلابة وتخلق لهم قاعدة شعبية تنفعهم فى الانتخابات أى أنهم يقدمون الحسنة لوجه البرلمان وليس لوجه الرحمن قال لهم لستم حزبًا وأسسوا حزبًا لأن السياسة تفرض عليهم ارتداء هذا الثوب والغاية تبرر الوسيلة وأنشأوا فرق الجوالة والرياضة لجمع الشباب حولهم وكما أن الأمريكان كانت أعينهم عليهم من أول لحظة كان الانجليز أيضًا يراقبونهم ويدرسون خطواتهم جيدًا من أجل التعامل معهم بالأسلوب الأمثل وقد ظهرت فى نفس الوقت توقيت الإخوان عام 1928 جماعة «إخوان الحرية» وهى ماسونية أسسها الانجليز وقد استفاد البنا من الأسلوب الماسونى فى سرية التنظيم ولاحظ أن كلمة إخوان تجمع بينهما. وعندما قتل الشاب محمود العيسوى رئيس الوزراء أحمد ماهر اعتراضًا على اقتراحه بدخول الحرب مع الانجليز ضد المحور أنكر معرفته أو علاقته بالإخوان نهائيًا. لكن الشيخ حسن البنا كشف بعد ذلك. وعندما قتلوا الخازندار باشا قالوا فعلناها حتى لا يكون كرسى القضاء مناصرا للاحتلال الانجليزى ثم يقولون بعد ذلك إن دعوتهم سلمية ليس فيها من قتل وعنف. نعم جاهدوا ضد اليهود فى فلسطين من باب الإعلان عن أنفسهم وقد أعلنوا. فما الذى جعلهم الآن يجاهدون ضد المسلمين ويتحالفون مع اليهود؟ وقال عبد المتعال فى كتابه: إن سلاحهم الموعظة الحسنة لكنه فى نفس كتابه بعد صفحات قليلة يفخر بأن مهندسًا إخوانيًا نجح فى صناعة ما يسمى باللغم الطائر وآخر صنع نوعا جديدًا من القنابل. وقال لهم البنا إنكم تتاجرون مع الله. فأسسوا شركات الإخوان للتجارة فى ميت غمر بخلاف شركات المناجم والمحاجر والمنسوجات والمدارس ودور الطباعة والصحافة. وقالوا إن هدفهم طرد الاحتلال وتتقدم بلادهم مصر فإذا بتنظيمهم الدولى فى هيئته التأسيسية الأولى يضم عناصر من العراق والأردن وباكستان والسودان والكويت وتركيا واليمن. وبعد انتهاء حرب فلسطين أرادوا إعلان «جمهورية القدس» رغم أن هؤلاء أبعد ما يكونون عن السياسة. وقد استمر بعض الإخوان فى فلسطين ومن هنا كان ارتباط حماس بهم وارتباطهم بها. قال لهم حسن البنا: إن الله ميزكم بالانتساب إلى الدعوة فاحرصوا على التميز بآدابها وشعائرها بين الناس وأصلحوا سرائركم وأحسنوا أعمالكم واستقيموا على أمر الله. الكلام طيب ولا بأس لأول وهلة ولكنك ستجد بالعين الفاحصة يقولون لهم إن الله ميزهم بالانتساب إلى الدعوة فهل غيرهم من المسلمين لم يميزه الله أم أن الإخوان هم شعب الله المختار وحدهم.. وأن غير الإخوانى مشكوك فى أمره. وقال عبد المتعال إن شباب الإخوان فى مستهل الدعوة وبدايتها كانوا يصعدون ترام الإسكندرية لمواجهة عساكر الإنجليز والحقيقة أنها طريقة قديمة للإعلان عن أنفسهم وقد رأيناهم بعد ثورة 30 يونيه يصعدون إلى مترو الأنفاق لمواجهة عساكر وشعب مصر وزادوا على ذلك بأن زرعوا قنابلهم فى محطات الأتوبيس والمترو والقطار وعند الجامعات والمدارس وعند نقاط الجيش والشرطة والكنائس إنها دعوتهم الإنسانية التى تريد إعلاء كلمة الله بالدم والحرق والخراب وأنت تراهم فى وقتنا الحالى يتفننون فى كل ما من شأنه وقف الحال. فهل هذا هو دينهم؟ وهل هذه هى دعوتهم؟ يمكنك أن ترجع إلى عبد المتعال لتكتشف النصب والاحتيال باعترافه وبخط يده وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن كذب وضلل وناور وأراد سلطان الدنيا بسلطان الدين!