تسابق المعارضة السورية الزمن لإعداد أوراقها وصفوفها فى محاولة جديدة تقوم بها مصر لإعداد خريطة طريق ووثيقة سياسية تؤدى إلى حل للأزمة السورية بعدما فشلت وثائق جنيفوموسكو فى إحداث التوافق المطلوب لإطلاق مشروع ينهى أكبر كارثة إنسانية فى التاريخ يمر بها الشعب السورى وخلال الأسبوع الجارى تقوم اللجنة التحضيرية لحوار المعارضة السورية فى القاهرة بالاتفاق على وثيقة سياسية وخارطة طريق مع تحديد الموعد النهائى لهذا المؤتمر الذى يعد الفرصة الأخيرة لتسوية هذا الصراع ومع انشغال العالم بالأزمة اليمنية يبدو أن الملف السورى سوف يراوح مكانه حتى نهاية العام الحالى– ويبقى الرهان على المفاجآت نظرا لارتباط ملفات الإرهاب التى تجتاح المنطقة بما يحدث فى سوريا. وقالت مصادر اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار لجمع المعارضة السورية فى القاهرة إن اجتماعا تمهيديا يعقد يومى 18, و19 الشهر الجارى للاتفاق على وثيقة سياسية وخارطة طريق وتحديد موعد انعقاد المؤتمر الموسع الذى يضم كل القوى المعارضة السورية باستثناء الإخوان، وأشارت إلى أن المؤتمر يشارك فيه حوالى 200 شخصية من معارضى الداخل والخارج، وأفادت بأن الائتلاف ممثل بشخصيات من أعضائه باعتباره الممثل الشرعى المعترف به من قبل مائة دولة ولكنه ليس الممثل الوحيد لأن هناك قوى معارضة كثيرة لها تواجد على الأرض وفى الداخل السورى منها هيئة التنسيق الوطنية واحزاب كثيرة تم تشكيلها مؤخرا. وذكر المصدر أن معظم المدعوين فى المؤتمر سيكون ممن سبقت لهم المشاركة فى مؤتمر القاهرة لعام 2012 وقالت إنه اجتماع جمع كل أطياف المعارضة وتمكن من إصدار وثيقة العهد الوطنى والرؤية السياسية المشتركة عبر توافق شامل مؤكدة أن مؤتمر القاهرة الجديد سوف يستند إلى هذه الوثائق إضافة إلى ما صدر عن اتفاق جنيف واحد كمرجعية للحل فى سورية. وردا على سؤال حول ما ذكره النظام السورى مؤخرا بأن المعارضة سبق وأن رفضت جنيف واحد، وبالتالى لن تكون هذه الوثيقة ضمن الحلول المستقبلية. قال قاسم الخطيب عضو الائتلاف السورى إن المعارضة قدمت أفكارا مهمة دارت حول مطالب متواضعة من بينها الإفراج عن السجناء والمعتقلين السياسيين وفتح ممرات آمنة لحماية أبناء الشعب السورى وسحب السلاح من المدن، ولكن النظام السورى لم يتجاوب منذ جنيف واحد وحتى اليوم وخلال انعقاد موسكو اثنين لم يقبل بشار الجعفرى بأى من هذه النقاط ولا توجد أى بادرة لحسن النية وخرج بأربع نقاط فقط تتركز كلها حول مكافحة الإرهاب. وأضاف أن الائتلاف رفض مؤتمر موسكو ولن يكون هناك موسكو ثلاثة لأن روسيا تختار أطراف الحوار وكأنها بين النظام والنظام وليس بين المعارضة والنظام. وقال إن الحل السياسى سيكون عبر الدول الإقليمية وفى المقدمة مصر والسعودية وهذا ما نسعى إليه. وتتضمن وثيقة العهد التى سبق للمعارضة السورية وأن وافقت عليها المرحلة الانتقالية والتى تتحدث عن أهمية التغيير بإرادة السوريين من خلال غطاء عربى– دولى يحمى وحدة وسيادة سوريا– وضرورة توحيد جهود المعارضة على كافة الأصعدة من أجل تحقيق الحل الذى يتوافق عليه الجميع ويصبو إليه الشعب السورى، وان تشمل المرحلة الانتقالية تشكيل حكومة تتولى إدارة شئون البلاد والعمل على اجراء انتخاب برلمان تأسيسى يقر مشروع الدستور ويطرح للاستفتاء، وأن تشكل الحكومة الانتقالية مجلسا للأمن الوطنى بقيادة رئيس السلطة التنفيذية يضم فى عضويته قادة عسكريين شرفاء ومن الجيش الحر والمقاومة المسلحة وشخصيات مدنية ذات الصلة وأن يتولى مجلس الأمن عمليات إعادة هيكلة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وحل الميليشيات المسلحة وسحب السلاح من المدنيين وتضم وثيقة العهد التى سيتم وضعها فى إطار جديد خلال مؤتمر القاهرة بندا يتحدث عن العدالة الانتقالية لتحقيق العدالة لجميع الضحايا الذين تعرضوا لانتهاكات وتعويضهم واستعادة ثقة المواطن بمؤسسات الدولة وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وكثير من البنود التى تؤدى إلى بناء النسيج الاجتماعى السورى من جديد، كما سيتم تشكيل هيئة عامة للتعويضات الاجتماعية وإعادة الإعمار وإعانة أهالى جميع الشهداء والمعتقلين والجرحى وتعويضهم بشكل عادل، وإعادة النازحين والمهجرين فى الداخل والخارج وتسوية أوضاعهم. ومع دعم مصر للمعارضة السورية المعتدلة عبر مؤتمر الحوار الذى يعد له حاليا تبقى الأدوار العربية والدولية لدعم الحلول التى تفضى إلى حل الصراع، لكن هيمنة الأزمة اليمنية قد ترحل أولوية الملف السورى ربما إلى نهاية العام الجارى وإن كان وضع الشعب السورى ليس أفضل حالا من اليمنى وجميعهم يعانون من أسوأ كوارث إنسانية بسبب الصراع على السلطة وانتشار الموجات الإرهابية التى تتخذ من مناطق الحروب ملجأ لها.