فى ظل تصاعد الأحداث وتعقدها فى اليمن مع غياب الحلول السياسية للأزمة التى تشهدها البلاد، تعقد دول مجلس التعاون الخليجى بالرياض الحوار السياسى بين القوى السياسية اليمنية وذلك لحلحلة الأزمة السياسية اليمنية التى مازالت تراوح مكانها منذ شهور. وأكد د. عادل الشرجبى – أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء - أن هناك تحديات كبيرة تواجه قمة الرياض لبحث الأزمة اليمنية ودفع القوى السياسية للحوار الجاد خاصة فى ظل محاولة استغلال الرئيس السابق على عبد الله صالح نفوذه السياسى والقبلى والمالى فى زعزعة استقرار اليمن وعرقلة مسار العملية السياسية فى اليمن، وذلك بالرغم من تهديدات مجلس الأمن الدولى أواخر الشهر الماضى عقوباته المفروضة على معرقلى العملية السياسية فى اليمن. وأضاف أن زيارة وفد عسكرى من قبل الحوثيين إلى إيران لإتمام صفقات متعلقة بالدعم والتسليح وتجهيزات عسكرية، موضحًا أن تكرار تلك الزيارات فى الفترة الأخيرة هى حرب نفسية ضد الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى وتهدف لعرقلة الحوار الوطنى وإفشال مساعى الرياض فى حل الأزمة اليمنية. ويرى د. عبد الرحمن معزب عضو مجلس النواب اليمنى ورئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر بمحافظة آب وصنعاء، أن عقد الحوار السياسى بين القوى السياسية اليمنية تحت رعاية مجلس التعاون الخليجى بالرياض فى نهاية شهر مارس الجارى فرصة ثمينة للخروج من الأزمة وينم عن اهتمام وحرص الإخوة الخليجيين لتلافى أى مضاعفات وتجنب المنزلقات التى قد تحدث فى حالة استمرار الأزمة اليمنية، مؤكدًا على أهمية وقوف مجلس التعاون الخليجى مع القوى السياسية جميعا على مسافة واحدة حرصا على نجاح مهامهم وتذليل أى صعوبات لدفع عملية الحوار الوطنى. واستنكر معزب المناورة التى أجراها الحوثيون قرب الحدود السعودية مؤخرًا، خاصة أنه لا ضرورة لاى استفزازات متبادلة. داعيًا أن يحرص الجميع على حسن الجوار وترسيخ الأمن والتعاون وتجنب أى رسائل أو توترات متبادلة فالجميع يعيش فى مساحة جغرافية متقاربة وأى اختلال فى الأمن سينعكس على الجميع، مؤكدًا أن توقيت زيارة الوفد العسكرى من قبل الحوثيين لإيران لإتمام صفقات متعلقة بالدعم والتسليح وتجهيزات عسكرية يمكن أن يعوق مسار الحوار السياسى بين القوى السياسية فى اليمن. ومن جهته أكد د. فضل الربيعى - رئيس مركز مدار للدراسات السياسية بعدن - أن لقاء الرياض المرتقب الذى سوف يجمع القوى السياسية اليمنية على طاولة الحوار يمثل فرصة ثمينة إذا ما نظر إليها الكل من زاوية تقدير الحالة الراهنة التى يمر بها اليمن والتى وصلت إلى حدود التصادم الخطير أمام اليمنيين. وقال إن هناك خيارين أمام القوى السياسية اليمنية أما الحوار الجاد وإما الحرب، موضحًا أن الحوار القوى اليمنية عندما يكون تحت مظلة مجلس التعاون الخليجى يأخذ مداه وبعده الجاد لاسيما بعد تعثر كل الحوارات السابقة، خصوصًا أن المبادرة الخليجية هى مرجعية الحوار، لافتًا أن هذا الحوار كان ينبغى أن يكون منذ البداية لأن الحوارات الداخلية فى اليمن لم تثبت نجاحها ولم تلتزم الأطراف بما تم التوقيع عليه مثلما حدث فى كثير من الحورات التى اتسمت بالمماطلة دون أى جدوى. وأوضح أن الأزمة اليوم فى اليمن قد دخلت دائرة الاستقطابات الخارجية بما يعنى أن تصاعد الأزمة قد تصل مخاطر تبعاتها الى خارج اليمن، مشيرًا إلى أن الحواررات السابقة التى انتقصت من استحقاقات بعض القوى فى اليمن سوف يكونوا حاضرين فى لقاء الرياض الذى يأخذ شرعيته من التأييد الإقليمى والدولى، موضحًا أن خروج الحوار إلى مكان امن بعيدًا عن التدخلات الخارجية والمؤثرات الداخلية سوف يساعد المتحاورين فى التوجه نحو البحث العقلانى ويولد الأفكار التى تساعد فعلا على الخروج النفق المظلم وعدم الاستمرار فى الأزمة. واستطرد قائلًا إن رفض البعض عقد الحوار اليمنى خارج اليمن غير مبرر خاصة التفكير بعقد الحوار فى الداخل ما هو إلا عودة لحوار العبثى وغير مجد وبالتالى فإن رفض الحوار يعنى الدخول فى الحرب.