ما بين التوقع والمفاجأة.. جاء إعلان حركة بوكو حرام النيجيرية انضمامها لتنظيم داعش لتكون بذلك واحدة من بين 37 جماعة متطرفة بايعت داعش خلال الأشهر الماضية. وقد سلطت «نيويورك تايمز» الأمريكية الضوء على البيعة الأخيرة التى تمت من قبل جماعة بوكو حرام لداعش حيث قالت الصحيفة إنه مع وجود آلاف المقاتلين التابعين لها وسيطرتها على أجزاء من شمال نيجيريا تعتبر بوكو حرام واحدة من أكبر الجماعات الإرهابية التى تعلن انتماءها لتنظيم داعش على مستوى العالم. وفى حين لم تكن مبايعة تنظيم بوكو حرام فى نيجيريا لتنظيم داعش فى سورياوالعراق مفاجأة لدى بعض المحللين الذين رأوا أن مؤشرات المبايعة كانت واضحة منذ تسجيل مرئى لأبى بكر شيكاو زعيم الجماعة النيجيرية فى أغسطس الماضى امتدح فيه زعيم داعش، أعرب ريان كامينجر كبير المحللين فى الشأن الأفريقى عن دهشته بشأن إعلان بوكو حرام ولاءها لتنظيم داعش قائلا إن بوكو حرام أكبر جماعة جهادية حيث تمتلك 6000 مقاتل وتستحوذ على مساحات تقدر بنحو 20 ألف كيلومتر مربع متسائلا ماذا سيكون شكل القيادة والسيطرة بين هذين الكيانين اللذين يبعدان آلاف الأميال عن بعضهما البعض؟ وتوقع كامينجر ألا يكون هناك جديد بعد قسم بوكو حرام الولاء نظرا لكونها جماعة ليست متجانسة لاختلاف فصائلها لذلك فهوى يرى أنه من السابق لأوانه القول على وجه اليقين بأنه إذا كانت بوكو حرام سوف تقع مباشرة تحت قيادة داعش وإلى أى مدى سيكون داعش وكيلا لها؟ وبينما يرى خبراء أن تأثير الإعلان على أرض الواقع لا يزال صعب التكهن بمدى أهميته وأن إعلان الانتماء ربما يعد إعلانًا بالانتماء المعنوى فقط، يقول ارون زيلين زميل فى معهد واشنطن إن تنظيم داعش كان على اتصال مع بوكو حرام متسائلًا: هل داعش أرسلت أفرادا من سوريا أو العراق إلى شمال نيجيريا للمساعدة فى تنظيم عملياتها أم أنها كانت تقلد منهجيته ونشاطاته؟ خاصة أن بوكو حرام بدأت بالفعل فى استخدام شعار داعش ورفع أعلامها فى كل المقاطع المصورة التى تنتجها إضافة لاشتراك التنظيمين فى الكثير من ملامح التطرف والعنف والوحشية والتى تجاوزت تنظيم القاعدة . من جانبه، اعتبر جاكوب زين مختص الشئون الأفريقية فى مؤسسة جيمستاون الأمريكية للأبحاث أن حركة بوكو حرام رغم أنها حصلت فى البدء على تمويل ودعم من جانب القاعدة فى المغرب الإسلامى فإنها تبنت أخيرا العقيدة العسكرية لتنظيم داعش وحصلت فى المقابل على ضمانات الاعتراف بها من جانب التنظيم. وأكد محللون أن المصلحة المتبادلة دفعت حركة بوكو حرام النيجيرية لإعلان مبايعتها لتنظيم داعش للحصول على تمويل مادى وتسليحى لدعمها فى الحرب ضد الحكومة النيجيرية ولكنهم أشاروا فى الوقت نفسه إلى أن مثل هذه التحالفات كثيرا ما تتلاشى وتسقط بشكل سريع حيث تدب الفرقة والانقسامات فيما بينها بل يكفر بعضها بعضا مما يرجح معه فى النهاية انهيار هذه المبايعة وهذا التحالف. وجاءت مبايعة بوكو حرام لداعش بعد 3 أيام من قرار الاتحاد الإفريقى بتشكيل وحدة عسكرية لمواجهة جماعة بوكو حرام التى تسيطر على مناطق بشمال نيجيريا والتى كثفت من هجماتها فى الأشهر الأخيرة عبر الحدود لتشمل الكاميرون والنيجر فى مسعاها لإقامة إمارة إسلامية وهو ما أعقبه اتفاق ثلاثى برعاية الاتحاد الإفريقى بين تشادونيجيريا والنيجر على إثره تشكلت قوة رسمية من الاتحاد الإفريقى لمواجهة مسلحى الحركة الذين لحقت بهم خسائر كبيرة على يد القوات التشادية التى هدد رئيسها ادريس ديبى الجماعة بالقضاء عليها وقتل زعيمها أبو بكر شيكاو إذا لم يستسلم وأكد ديبى أننا سننتصر فى الحرب وسنقضى على بوكو حرام لوضع حد نهائى لهذه الآفة.