«دور المرأة فى حماية الأمن القومى» كان عنوان المؤتمر الذى عقده المجلس القومى للمرأة من أجل إبراز وتوضيح دور المرأة فى مواجهة تلك الظاهرة التى انتشرت فى الفترة الأخيرة وأن المرأة تعتبر خط الدفاع الأول لمواجهة الفكر المتطرف باعتبارها مدرسة الأجيال. وطالبت ميرفت التلاوى رئيس المجلس فى كلمتها بالمؤتمر الأزهر الشريف بتوضيح دور المرأة ومكانتها فى الإسلام للقضاء على هذه الموروثات الثقافية والاجتماعية الخاطئة والمغلوطة لتكفير المجتمع، كما طالبت تكاتف الجميع من أجل محاربة هذه الظاهرة بشكل جماعى لأنها تؤثر على خطط التنمية بكافة الأصعدة. فى حين أكد وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعه أن القضاء على هذه الظاهرة يتطلب تعديل المسار الثقافى من المواجهة الأمنية إلى الفكرية وذلك من خلال تثقيف أبنائنا من قبل الأمهات خاصة فى متابعتهم أثناء التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك والتويتر التى تخطف وتستقطب الأبناء نحو الإرهاب وذلك لحمايتهم. وكشف اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمنى أن هناك إحصائية رسمية توكد أن 90% من الشباب الأوروبى الذى انتمى لتنظيم داعش تم تجنيده بإقناع عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى والانترنت و50% من الشباب العربى تم تجنيده أيضا بنفس الطريقة لذلك نحتاج لمزيد من الرقابة الأسرية. كما طالب ثروت الخرباوى القيادى الإخوانى السابق والمحلل السياسى بضرورة انشاء مراكز للإرشاد الاسرى يتبناها المجلس القومى للمرأة بالمحافظات والاستعانة بمتخصصين فى علم النفس والاجتماع لتوعيتهن بدورهن فى المجتمع وكيفية مواجهة الارهاب والتطرف الى جانب الارشاد المجتمعى والإعلامى، ومن الممكن أن تتبع مكاتب الصحة، هذا بالاضافة إلى أهمية دور الإعلام فى توجيه المرأة والأسرة لحماية أبنائها. وفى السياق ذاته أكد اللواء أركان حرب طلعت الهوارى نائبا عن وزير الدفاع أكد أن الإرهاب ظاهرة عالمية ولا توجد دولة بمنأى عن الإرهاب الأمر الذى يؤدى إلى تضافر جميع الجهود لمواجهته، وقال إن المرأة شريك فاعل مع الرجل فى مواجهة هذا الإرهاب الإسود، لافتا إلى أن الرسول ? كرم المرأة واستوصى بها خيراً بقوله «اتقوا الله فى النساء خلال خطبة الوداع» فهى إشارة واضحة وبالغة المعنى لدور المرأة فى المجتمع. وأضاف المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات أن غياب البيت التربوى السليم سبب فى تفشى ظاهرة الإرهاب، والأم المصرية كما عهدنا كانت تتبنى فكراً وسطيا وقد آن الأوان أن تضطلع الأسرة المصرية بهذا الدور المهم فى إعادة التربية الفكرية وتصحيح الأفكار الهدامة التى تشق الصف وتقسم الجسد المصرى. وأكد الدكتور صلاح فضل الناقد الأدبى أن المرأة تسهم فى صناعة الإرهاب ودحره أيضا، فمن المعروف فى الدراسات الإنسانية أن المرأة أكثر حفاظا من الرجل، فهى حاملة القيم الأم والفتاة والزوجة، بالتالى مشاركتها فى تنمية المجتمع ضرورة للقضاء على الإرهاب. أما مارجريت عازر عضو بالمجلس فقالت فى تصريح خاص ل (أكتوبر) إن تفعيل توصيات المؤتمر من خلال مؤسسات الدولة والمساهمة فى نشر الوعى بأهمية وقيمة دور المرأة التى أراد اليمين المتطرف أن يهمش دورها ويحولها وهو ما ترفضه جميع الأديان السماوية. فى سياق متصل طالبت السفيرة ميرفت التلاوى رئيس المجلس القومى للمرأة خلال اللقاء الذى نظمه المجلس مع رؤساء تحرير الصحف والمجلات بهدف مناقشة أهم قضايا المرأة المطروحة حالياً، وأهم التحديات التى تواجهها وطرق التصدى لها تكاتف جميع أجهزة الدولة من أجل حصول المرأة على حقوقها كاملا سواء على المستوى السياسى أو الاجتماعى. وأشارت إلى أنها ترفض النظرة الحالية من قبل وسائل الإعلام وبعض أجهزة الدولة تجاه المرأة لحصرها فى كون دورها مقتصرا فقط على الحياه الزوجية والمعيشية، وأكدت أن انتخابات البرلمانية القادمة تعد فرصة ذهبية على طبق من ذهب بالنسبة للمرأة المصرية ومن ثم يجب على نساء مصر أن ينتهزن الفرصة من أجل التواجد والفوز بمقاعد فى البرلمان حتى لا تتعرض المرأة لانتكاسة سياسية تؤخرها سنوات عديدة وتعود بنا إلى الوراء.