قال الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، إن العولمة الحالية شرسة ولا تضع الإنسانية فى محورها وتهدف لإلغاء الآخر، والمبادئ الإنسانية العامة غائبة فيها، متابعا: «أن مصر بحضارتها أصبحت مسئولة أمام العالم فى إيجاد عولمة جديدة، عولمة رحيمة وإنسانية تتخلص من الآثار السلبية وتتبناها الدول ذات الحضارة القديمة». وأضاف شرف، خلال كلمته بالندوة، التى نظمها المركز الثقافى الصينى، والفرع الإقليمى لمجلة «الصين اليوم» فى مصر، بمقر نقابة الصحفيين تحت عنوان «الحكم والإدارة، رؤية صينية واستفادة مصرية»، أن سياسات الصين الخارجية تعتمد على الدبلوماسية، وليس القوة وتؤمن بالتعايش، وكذلك اعتمادها فى الداخل على نظام دولة القانون ومحاربة الفساد. وأكد رئيس الوزراء الأسبق، أننا نحتاج الآن إلى مصر الحضارة التى تستمد قوتها من الحاضر والماضى، مشددا أنه يجب ان تكون الثقافة هى الأساس فى العلاقة بين مصر والصين نظرا لأهمية الثقافة فى شتى المجالات، مضيفاً: «إن الحضارة المصرية متقاربة بشكل كبير مع الحضارة الصينية، وفى الأخيرة الكثير من التجارب التى يمكن دراساتها واستخلاص التجارب الناجحة منها لتطبيقها فى مصر»، وفى نهاية كلمته أشار الدكتور عصام شرف إلى الآفاق الواعدة للعلاقات المصرية الصينية من خلال استقراء موضوعى للتطورات التى شهدتها البلدان خلال السنوات الأخيرة، ومن جانبه أكد «سونغ آى قوه» سفير الصين بالقاهرة رغبة بلاده فى الانتقال بعلاقاتها مع مصر إلى مستويات عالية فى كافة المستويات، مشيراً إلى أن الزيارة التى سيقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الصين الشهر الجارى حدث عظيم للعلاقات الصينية المصرية، وتعد صفحة جديدة للتعاون بين البلدين، موضحا أن وسائل الإعلام ستركز على هذا الحدث لكونه محور اهتمام كبير، وستشهد توقيع العديد من الاتفاقيات التى تحقق المنفعة المشتركة للبلدين، مطالباً بتشجيع الاستثمارات الصينية المصرية فى كافة المجالات. وأشار السفير الصينى بالقاهرة إلى أن مصر تتمتع بموقع جغرافى فريد، ومحور استراتيجى مهم، والصين تنظر لمصر على أنها شريك تعاون مهم فى عملية التنمية الاستراتيجية، وتعمل مصر جاهدة على تحقيق التنمية الاقتصادية، كما تسارع الصين فى الانفتاح نحو دول الغرب مما يتيح تنفيذ استراتيجية جديدة، وتابع، أن الرئيس الصينى يتخذ سياسات جديدة نحو دول إفريقيا تتضمن الصداقة الحميمة والأمانة والصدق، كما أطلق مبادرة للتفاهم الصينى العربى، عن طريق بناء حزام اقتصادى، عن طريق الحرير الدولى والبرى وحزام الطريق البحرى، فضلا عن التعاون فى مجالات الطاقة النووية والأقمار الصناعية والفضاء. وحول كتاب الرئيس الصينى «شى جين بينغ»، قال السفير الصينى خلال كلمته إن الكتاب بمثابة جسر التواصل بين الحالة الصينية والعالم الخارجى، وأنه يشرح التجربة الصينية فى كل المجالات بداية من الدبلوماسية الصينية تجاه كل الدول إلى الإنجازات الداخلية، ويسجل الكتاب المقالات والكلمات المهمة التى ألقاها الرئيس الصينى، فضلا عن أنه يضم مبادرات خاصة بالرئيس الصينى حول رؤية التنمية المستقبلية للشعب الصينى. وتابع سونج أى قوه، أن الكتاب يشرح فى طياته استراتيجية اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى، ويساعد فى استجلاء مفاهيم الصين والطريق إلى التنمية، وسياستها الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى مناقشة المشاكل الناجمة عن الفساد، وتلوث البيئة، والاستيلاء غير الشرعى على الأراضى، والنزاعات العمالية، والنواقص فى سلامة الأغذية. والجدير بالذكر ان كتاب «حول الحكم والإدارة» صدر مؤخرا باللغة العربية ويضم ثمانية عشر فصلا، وشمل 79 مناسبة تتضمن كلمات وأحاديث ورسائل أدلى بها الرئيس الصينى «بينغ» خلال الفترة بين الخامس عشر من نوفمبر عام 2012 والثالث عشر من يونيو عام 2014.