فى وقت يبحث فيه الجميع عن مخرج للأزمة الأوكرانية، هل تؤثر زيارة الرئيس الفرنسى «فرنسوا أولاند» لموسكو فى تهدئة العلاقات بين روسيا والغرب؟ تساؤل طرحته الزيارة السريعة والمفاجئة التى قام بها الرئيس الفرنسى لموسكو وهو فى طريق عودته من كازخستان، حيث قام فرنسوا أولاند بزيارة لموسكو المتهمة من قبل الغرب بتأجيج النزاع فى أوكرانيا الذى أوقع أكثر من 4300 قتيل فى ثمانية أشهر، حيث وصل «أولاند» وهو أول زعيم لدولة غربية يزور روسيا منذ أن ضمت الأخيرة شبه جزيرة القرم الأوكرانية فى مارس الماضى فى زيارة قصيرة التقى فيها بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى مطار «فنوكو فو-2» وجرت بينهما مباحثات رسمية حول الأزمة فى أوكرانيا. وصرح الرئيس الفرنسى بأن مباحثاته مع الرئيس الروسى بشأن الأزمة فى أوكرانيا ستأتى بنتائجها فى الأيام المقبلة وأنه فى حال التأكيد على وقف إطلاق النار يمكننا المضى قدما فى المفاوضات، أما الرئيس الروسى فوصف مباحثاته مع أولاند بأنها إيجابية معتبرا أن زيارة الرئيس الفرنسى حتى وإن كانت قصيرة إلا أنها ستتيح التوصل لنتائج وإحراز تقدم، مؤكدًا أن فرنساوروسيا تدعوان لوقف فورى لحمام الدم فى شرق أوكرانيا معربا عن أمله فى تحسن الأوضاع فى الشرق الأوكرانى، كما أعرب بوتين عن أمله فى أن يشكل لقاؤه مع الرئيس الفرنسى خطوة مهمة تساعد فى تسوية مشكلات دولية كثيرة. وقد رجح سياسيون روس أن تتمكن مبادرة أولاند من تحقيق انفراجة فى العلاقات الروسية الأوروبية، كما اعتبرت أوساط سياسية روسية هذا اللقاء خطوة مهمة نحو تسوية الأزمة الأوكرانية اضطرت أوروبا للقيام بها بسبب الأضرار التى أصابت اقتصاديات الدول الأوروبية الناجمة عن العقوبات التى فرضت على روسيا والقرارات الروسية بحظر التعامل مع الدول المشاركة فى قرارات العقوبات المذكورة، وأنه من المهم لفرنسا أن تنفرج الأزمة الدبلوماسية بين الغرب وروسيا حيث تواجه فرنسا مشكلة شائكة تتمثل فى رفض أولاند تسليم السفن الحربية ميسترال التى باعتها باريس إلى روسيا ما دام الوضع لم يتغير فى أوكرانيا، هذا فى الوقت الذى يواجه فيه بوتين عزلة على الساحة الدولية حيث يقاطعه القادة الغربيون الذين وجهوا له انتقادات قاسية خلال قمة العشرين فى أستراليا الشهر الماضى ما اضطره للمغادرة قبل اختتام القمة بعد أن هدد قادة عدد من الدول الغربية بفرض المزيد من العقوبات على روسيا إذا لم تتحرك لإنهاء القتال فى شرق أوكرانيا. واستمرارا للانتقادات المتبادلة بين الطرفين وجه الرئيس الروسى فى خطابه أمام مجلس البرلمان الروسى الأسبوع الماضى انتقادات لاذعة للغربيين الذين قال إنهم يعملون على إضعاف روسيا وقال إن العقوبات الغربية لم تكن مجرد رد فعل عصبى من قبل الولاياتالمتحدة أو من قبل حلفائها وأن الأزمة الأوكرانية ليست سوى ذريعة استغلها الغرب لفرض عقوبات على روسيا متهما الأوروبيين والأمريكيين بالسعى منذ زمن بعيد لوقف تقدم روسيا. كما اتهمت الخارجية الروسية حلف الناتو بتأجيج المشاعر المعادية لروسيا من أجل تبرير خططه بشأن زيادة وجوده العسكرى قرب الحدود الروسية وترويج شائعات عن تحرك لآليات روسية وعسكريين عبر الحدود الأوكرانية بدلا من التركيز على الجهود لحل النزاع فى أوكرانيا. ووجهت الخارجية الروسية اتهامًا للولايات المتحدة بالسعى للإطاحة بنظام بوتين فى روسيا من خلال افتعال الأزمة الأوكرانية.