تتجه أنظار العالم، إلى العاصمة السنغالية داكار، التى تستضف القمة الفرنكوفونية (الدول الناطقة بالفرنسية)، فى دورتها الخامسة عشرة، اليوم الأحد تحت عنوان «النساء والشباب: نواقل السلام والجهات الفاعلة من أجل التنمية». كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد استقبل اليون سار، وزير التجارة السنغالى، فى وقت سابق من الشهر الجارى، الذي حمل دعوة موجهة من الرئيس السنغالى «ماكى سال»، لحضور قمة الفرانكفونية، ومؤكدًا دعم وتضامن السنغال، حكومة وشعبًا، مع مصر فى جهودها من أجل القضاء على الإرهاب. وقررت مصر المشاركة بوفد رفيع المستوى، حيث يترأس السفير حمدى لوزا، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، الوفد المصرى المشارك فى الاجتماع الوزارى للمنظمة، كما ترأس السفيرة فاطمة الزهراء، وكيل أول الوزارة، اجتماع المجلس الدائم للفرانكوفونية. وقال السفير بدر عبد العاطى، المتحدث الرسمى باسم الخارجية المصرية، إن مصر تقدمت بمقترحات فى مشروع إعلان داكار بشأن الوضع فى الشرق الأوسط، تتناول جهود التسوية الجارية بين فلسطين وإسرائيل، والتأكيد على أسس ومرجعيات السلام وحق الشعب فى إقامة دولته، بالإضافة إلى مطالبة الدول المشاركة فى مؤتمر إعادة إعمار غزة بالوفاء بالتزماتها، وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل. ووضع الخبراء السنغاليون وأعضاء المجتمع المدنى، مطلع العام الجارى، قائمة بالموضوعات التى ستتناولها قمة الفرنكوفونية، والتى تهدف لتقديم مبادرات ملموسة تستجيب للتحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى تواجه الشباب والنساء فى دول المنظمة. تسعى القمة فى اتخاذ إجراءات منسقة من جانب البلدان المشاركة، وهى 77 دولة منها 57 عضوًا دائم العضوية و20 دولة أخرى بصفة مراقب، لزيادة معدلات التنمية فى دول المنظمة، عن طريق الحصول على الأراضى ذات نوعية جيدة، وعلى رأس المال والأسواق، وتوفير عوامل الإنتاج، وإنشاء منتدى الفرنكوفونية للابتكار العلمى والتقنى والثقافى والزراعى. كما تسعى لإنشاء بنك الفرنكوفونية لدعم وتمويل المشروعات، وتسهيل الحصول على تأشيرات الإقامة فى دول المنظمة، ودعم تبادل المعارف داخل الفضاء الفرنكوفونى، من خلال إنشاء أكاديمية الفرنكوفونية، واستخدام التكنولوجيا الرقمية، والتي تقدم ليس فقط فرصًا غير مسبوقة للتدريب والتعلم، وإنما هو أيضا أحد المجالات التى يجرى تطويره وفق العديد من المبادرات الجديدة. وفرضت الطبيعة الجغرافية لدول المنظمة إنشاء مجموعة وزارية لمناقشة القضايا التي تؤثر على الصحة، لإيقاف سباق الفيروسات الذى يغزو القمة السمراء، وتعزيز الوقاية من خلال تشجيع النشاط البدنى والرياضة فى نظم التعليم. وتُقام «قمة داكار 2014» وسط أجواء مشتعلة، بسبب المنافسة على شغل منصب الأمانة العامة للفرنكوفونية، خلفًا للأمين العام السنغالى الحالى عبدو ضيوف الذى شغل المنصب منذ العام 2002، حيث يتنافس كندية وأربعة أفارقة على المنصب، فى انتخابات اليوم الأحد 30 نوفمبر. وسيتولى الأمين العام الجديد لمدة 4 سنوات، ويفترض التوصل إلى توافق ضمني على الخلف قبل انعقاد قمة رؤساء الدول عموما. كان السياسى المصري المخضرم، بطرس غالى، أول رئيس للمنظمة من 1998 إلى 2002، بعد دعم دولى كبير. تأتى الحاكمة العامة السابقة لكندا من العام 2005 إلى العام 2010. ميكائيل جان، على قمة المنافسة، وكانت عينتها الملكة اليزابيت الثانية بتوصية من رئيس الوزراء بول مارتين لتخلف أدريان كلاركسون. وأصبحت بذلك الحاكمة العامة السابعة والعشرين لكندا منذ بدء العمل بالنظام الكونفيدير إلى العام 1867. ويليها بيار بويويا، الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي في مالي ومنطقة دول الساحل منذ العام 2012، تولى رئاسة بوروندي، من العام 1987 إلى 2003. كما يتنافس جان كلود دو ليستراك، الأمين العام للجنة المحيط الهندى الدولية منذ العام 2012، وتعد اللجنة من أصغر المنظمات الدولية الحكومية وتضم جزر القمر وفرنسا ومدغشقر وموريشيوس وسيشيل. وكان يشغل منصب وزير خارجية جزر موريشيوس. ويدخل هنرى لوبيس، سفير الكونغو – برازفيل فى فرنسا، ورئيسًا للوزراء بين 1973 و1975المنافسة مع أوغستان نى نفوم، عضو مجلس الشيوخ فى غينيا الاستوائية وممثل بلده الأم غينيا الاستوائية فى المنظمة الدولية الفرنكوفونية منذ العام 1996. شغل مناصب سياسية ودبلوماسية عدة، منها وزير مفوض للشئون الخارجية مكلف بشئون الفرنكوفونية فى العام 1996. انتقل الى مهمات وزارة الثقافة والسياحة والفرنكوفونية العام 1993 بعدما كان يشغل منصب مستشار رئيس الجمهورية.