مفاجأة أغرب من الخيال شهدتها هيئة النقل العام للركاب بالقاهرة عندما قررت إجراء اختبارات لسائقيها للتأكد من عدم تعاطيهم للمخدرات بعد حوادث الطرق البشعة التى شهدتها مصر مؤخرًا وراح ضحيتها العشرات وثبت أن سببها قيادة السائقين لسياراتهم وهم مغيبون تحت تأثير المخدرات وذلك من خلال إجراء تحاليل لهم حيث جاءت النتيجة بمفاجأة لا تخطر على بال أحد وهى أن «عم حنفى» السائق حامل «أى والله» حامل فى الشهور الأولى. وقد تبين من التحقيقات أن «عم حنفى» قد أحضر «بول» زوجته خوفًا من أن يفتضح أمره حيث إنه عاكف على تعاطى المخدرات والترامادول وتصادف أن زوجته حامل فى الشهور الأولى للهروب من هذا المأزق! فإذا فتشت ستجد أن الكثير من سائقى الأجرة والميكروباصات وسيارات النقل والأتوبيسات مثل «عم حنفى» اعتادوا على قيادتها تحت تأثير المخدرات علانية وعلى مرأى ومسمع الدولة وكأنه أمر عادى.. والدليل أنه فى أحد الأكمنة المرورية المفاجئة منذ أيام قليلة تم ضبط «شيشة» داخل كابينة القيادة بإحدى سيارات النقل حيث تبين أن السائق كان يضع «الشيشة» أسفل قدميه ويستخدمها قبل دخول الكمين حيث اكتشف رجال مباحث المرور أن حجر الشيشة كان ساخنًا مما يدل على أن السائق عندما فوجئ بالكمين قام بإلقاء المعسل الموجود على حجر الشيشة ولكن ظل الحجر ساخنًا.. وهذا يؤكد أن هذا السائق قد اعتاد على تدخين الشيشة «علانية» أثناء قيادته للسيارة دون خوف وأنه على يقين أنه لن يستوقفه أحد أو يقول له ماذا تفعل؟ هذا التسيب المرورى كان من أسبابه ما شاهدناه من حوادث بشعة فى الأيام الماضية مثل حادث طلاب المدرسة الفندقية بالبحيرة وحادث طالبات سوهاج وغيرهما.. وكل مرة نقول إن السبب تعاطى السائقين للمخدرات والسرعة الجنونية ولا يتم معالجة الأسباب ونتركها حتى تقع حوادث أخرى أبشع وأشد! وإذا أرادت الدولة أن تحد من هذه الحوادث فإن عليها تغليظ العقوبات ضد كل من يقود مركبة وهو تحت تأثير المخدرات وأن تصل العقوبة للحبس الفورى لأن أرواح الناس ليست لعبة فضلًا عن التنبيه بضرورة تركيب جهاز محدد للسرعات يمنع المركبات سواء كانت سيارات أو أتوبيسات أوسيارات نقل أومقطورات من تجاوز السرعات المقررة وأن يكون تركيبه شرطًا لمنح التراخيص لهذه المركبات.