حظى مسلسلا «السبع وصايا» بأجوائه الصوفية الغريبة، و“سجن النسا” للمبدعتين مريم نعوم وكاملة أبوذكرى على أعلى نسب المشاهدة فى رمضان.. ونقدم من خلال تلك السطور آراء بعض النقاد فى الأفضل والأسوأ على مائدة الدراما الرمضانية هذا العام. فى البداية يقول الناقد محمود قاسم إن الأعمال الدرامية والمسلسلات التى شهدناها هذا الموسم كانت مميزة بشكل عام، مرجعًا السبب فى ذلك لانتقال العديد من نجوم السينما إلى المسلسلات التليفزيونية. وأضاف قاسم أن الأداء التمثيلى يرتفع عن العام الماضى، مشيرًا إلى أن الدراما المصرية شهدت تطورًا ملحوظًا هذا الموسم، والأداء التمثيلى فى تحسن، وتقنيات الإخراج كانت مرتفعة وجديدة على المشاهد المصرى، وخاصة فى مسلسل «السبع وصايا» لخالد مرعى، و«كلام على ورق» إخراج محمد سامى. وأثنى الناقد محمود قاسم على مسلسلى «السبع وصايا» للفنانة رانيا يوسف، و«سجن النسا» للفنانة نيللى كريم، ومسلسل «امبراطورية مين» لهند صبرى، و«عد تنازلى»، و«الصياد». أما الناقدى ماجدة خيرالله فقد أشادت بأداء العديد من الممثلات فى دراما رمضان، وقالت إن الفنانة الكبيرة سوسن بدر كانت رائعة كعادتها فى كل الأعمال التى عرضت لها فى رمضان خلال السنوات الخمس الأخيرة، لافتة إلى دورها المميز فى مسلسل «السبع وصايا». وقالت ماجدة إن غادة عبد الرازق تألقت هى الأخرى فى مسلسلها «السيدة الأولى» مع المخرج محمد بكير، والذى خطفت بدايته أنظار الجمهور منذ الحلقة الأولى التى بدأت بمحاولة اغتيال الرئيس هاشم رئيس (ممدوح عبد العليم) وزوجته الثانية مريم (غادة عبد الرازق) إلى جواره برصاصة قناص مأجور، خلال إلقائه خطبة رئاسية له فى ميدان التحرير كان سيعلن فيها قرارات شعبية لصالح الفقراء ويتضرر منها حيتان المال والفاسدين. كما أشادت الناقدة المعروفة بأداء هيفاء وهبى فى مسلسل «كلام على ورق»، مؤكدة أنها نضجت كممثلة وقدمت أداء أفضل بكثير من أدائها فى فيلم «دكان شحاتة»، أولى تجاربها فى التمثيل مع المخرج خالد يوسف. وقالت إن هذا العام شهد عودة قوية للنجم الكبير محمود عبد العزيز فى مسلسل «جبل الحلال» للمخرج عادل أديب الذى أعاده بقوة بعد غياب عامين عن الدراما إلى الشاشة الصغيرة بعد مسلسله الأخير «باب الخلق»، وبدت طلته الدرامية الجديدة أكثر قوة وجاذبية فى شخصية رجل الأعمال القوى أبو هيبة تاجر الآثار غير الشرعى الثرى جداً، الذى يتعرض للخيانة من أحد رجاله خلال بحثهم عن كنوز أثرية، ويتعرض لمحاولة قتل على أيدى رجال ملثمين فى الصحراء، وينقل لإجراء عمليات جراحية حساسة فى ألمانيا فيستولى شقيقه حكم على منصبه، وفى المستشفى يتعرض أيضًا لمحاولة قتل ثانية، وتحيط به المخاطر والمؤمرات حتى من أقرب الناس إليه. من جانبه، يرى الناقد الفنى كمال رمزى أن دراما رمضان هذا العام قد شهدت تنوعا ثريا من مظاهر اختلاف اتجاهات الدراما التليفزيونية ويعبر مبدئيا عن نضج كتاب السيناريو واستيعابهم للفروق الواضحة والخفية بين أنواع المسلسلات والتى نتلمس بعضها فى أعمال تتبلور فيها «دراما المكان» وأخرى تعتمد على «دراما التاريخ». ويقول: بعض الأماكن تتسم بطابع نابض بالحيوية، تتدفق فيه الأحداث وتتوالى النماذج البشرية، منها الدائم والعابر مثل محطة القطار والميناء والمستشفى والمقهى وقسم الشرطة.. ثمة أكثر من عمل يندرج فى باب «دراما المكان» ومنها «سجن النسا» المأخوذ عن مسرحية بذات العنوان بقلم الأديبة المناضلة الراحلة فتحية العسال صاحبة التجربة الحياتية العميقة الواسعة، حيث سبرت أغوار السجينات، وانخرطت بهن بعد أن زج بها وراء القضبان لأسباب سياسية. وأشاد رمزى بالسيناريو الذى كتبته السيناريست الشابة المتميزة مريم نعوم والتى اضافت أبعاداً سياسية واجتماعية مهمة لنص المسرحية المأخوذ عنها مسلسل «سجن النسا»، لافتاً إلى أنها أصبحت تمثل ثنائياً فنياً رائعاً مع المخرجة كاملة أبوذكرى التى قدمت معها العام الماضى رائعة مسلسل «ذات»، مع نفس النجمة نيللى كريم التى يرى أنها أصبحت أفضل الممثلات المصريات واكثرهن قدرة على تجسيد شخصيات صعبة ومركبة. أما الموسيقار هانى شنودة، فيؤكد أن أكثر ما أعجبه فى دراما رمضان هو اعتماد العديد من المنتجين لأول مرة على المواهب الشابة التى انتجتها برامج المسابقات الغنائية لغناء تترات مسلسلاتها. وقال إنه على الرغم من حرص عدد كبير من شركات الانتاج على الاتجاه لنجوم الطرب الكبار فى غناء شارات المقدمة والنهاية إلا أن عدداً آخر حرص على تقديم الوجوه الجديدة أملا فى التجديد والابتكار. وأشار إلى الأداء الغنائى الرائع للمطربة مروة ناجى نجمة برنامج «ذا فويس» والتى تشارك هذا العام بغناء تتر مسلسل «تفاحة آدم» للفنان خالد الصاوى والاشتراك بالتمثيل فيه، وكذلك نجم «عرب آيدول» أحمد جمال الذى أسندت له الشركة المنتجة لمسلسل «أمراض نسا» للنجم مصطفى شعبان غناء تتر المسلسل. وأشاد شنودة أيضاً بصوت الموهبة الجديدة «عزيزة» والتى قامت بغناء تترات مسلسل «دلع بنات» للنجمة الشابة مى عزالدين، وهى صوت من اكتشاف الشاعر الغنائى أيمن بهجت قمر والملحن وليد سعد، مشيرًا إلى ما حققته الأغنية «دلع البنوتة» من نجاح كبير ونسب مشاهدة عالية على صفحات الإنترنت حتى قبل بداية عرض المسلسل. ومن ناحية أخرى، لقى مسلسل «صديق العمر» للنجم السورى جمال سليمان أكبر كم من الانتقادات والهجوم بسبب اللكنة غير المصرية الواضحة التى أفقدت شخصية الزعيم جمال عبد الناصر مصداقيتها لدى المشاهدين. وقالت الناقدة ماجدة موريس، إنه رغم ما يتمتع به الفنان السورى جمال سليمان من قدرات تمثيلية عالية وحساسية شديدة أمام الكاميرا، إلا أنه أخفق تماماً فى تجسيد شخصية ناصر أو استلهام روحه مثلما فعل الفنان الراحل أحمد زكى أو الفنان مجدى كامل فى أعمال سابقة، لافتة إلى أن الفنانة نهال عنبر أيضا لم تنجح فى أداء دور زوجة الزعيم الراحل تحية كاظم. ولفتت ماجدة إلى أن المسلسل يحتوى أيضًا على الكثير من الأخطاء التاريخية والأحداث غير الحقيقية، ويبالغ فى الدفاع عن شخصية المشير الراحل عبدالحكيم عامر الذى يجسد شخصيته الفنان باسم سمرة. ويوافقها الرأى الناقد الفنى الكبير طارق الشناوى، قائلاً: لا أعترض مبدئيا ونهائيا على حق الفنان جمال سليمان السورى الجنسية فى أن يقدم دور جمال عبد الناصر، فهذا حق مطلق له، بدليل أن ابن بلده تيم حسن كان أفضل من أدى دور الملك فاروق بالمقارنة بكل النجوم المصريين، ولكن المشكلة أن جمال سليمان احتفظ أيضا بلكنته السورية فى عمل فنى يحمل روح الوثيقة ومع شخصية مصرية قح لا تقبل أبدًا أى هامش من الخطأ فى نبرة أو لهجة أو نظرة. وأضاف الشناوى: المسلسل يدخل فى مناطق عديدة ويغرق نفسه فى تفاصيل، حيث يروى التاريخ على الكنبة التى يتبادل الجلوس عليها رجال الثورة، ولن تجد فارقا فى المكياج بين عبد الناصر والمشير فى مطلع ثورة 52 وفى أثناء الوحدة 58 وبعد الهزيمة 67، المسلسل غير مُشبع تاريخيا وغير ممتع إخراجيا.