أصبحت أكثر يقينًا بأننا نحتاج فى تعاملنا مع جماعة الإخوان إلى أطباء نفسيين أكثر من احتياجنا لمواجهات أمنية حاسمة.. المشكلة أن أعداد الأطباء النفسيين فى مصر لا تكفى! آخر ما أقصده هو السخرية والاستهزاء فالحقيقة أن الغالبية العظمى من أعضاء الجماعة وعلى الأخص القيادات منهم.. لا يضعون فى حساباتهم أى اعتبار للعقل والمنطق وإنما هم يعيشون حالة افتراضية يخلطون فيها ما بين الواقع والخيال ويتصورون أن أحلامهم وأمانيهم هى الحقيقة وغيرها هى الأوهام! هل يمكن بعد ذلك أن تنتهى أزمات الإخوان أو أزماتنا مع الإخوان؟! وليس فيما أقول مبالغة.. يكفى أن تسمع ما تقوله الجماعة عن الانتخابات الرئاسية وعن الرئيس عبد الفتاح السيسى.. اسمع يا سيدى! العالم كله تابع الانتخابات وأشاد بنزاهتها.. الاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقى والكوميسا والجامعة العربية واتحاد البرلمانات العربية وغيرهما المئات من الجمعيات الحقوقية.. لم يقل أحد إن النتيجة مزورة.. كلهم أشادوا بالانتخابات.. الاتحاد الأوروبى قال إن نسبة المشاركة تصل إلى 47% وهى نفس النسبة تقريبًا التى أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات.. والاتحاد الأفريقى قال فى بيانه المبدئى إن عملية الانتخابات تمت بنزاهة وشفافية وأعطاها درجة «جيد جدًا».. لكن الإخوان لا يرون ولا يسمعون.. فقط يتكلمون! يؤكد الإخوان أن نتيجة الانتخابات مزورة وأن نسبة الحضور لا تتجاوز ال 5%.. كلهم بلا استثناء يقولون ذلك بنفس الكلمات وبنفس الأرقام.. كأنهم يقولون الحقيقة! فى إحدى الندوات التى تقيمها قناة الجزيرة على شرف الهجوم على مصر.. استطاع واحد من قيادات الإخوان أن يبدع ويختلف أداؤه عن أداء باقى القيادات فقال فى بداية الندوة موجهًا حديثه لمن يديرها.. فى البداية أرجو أن تسمح لى بالوقوف إجلالًا واحترامًا وتقديرًا للشعب المصرى العظيم الذى قاطع الانتخابات ووجه للانقلابيين وقائدهم عبدالفتاح السيسى صفعة قوية بهذه المقاطعة.. تصورا. وإذا سألهم أحد: وماذا عن الواقع.. الانتخابات تمت والسيسى فاز بها باكتساح وأصبح فعليًا رئيس مصر.. كيف تتعاملون مع هذا الواقع؟! فى هذه الحالة يقولون: يا سيدى إذا سرق أحدهم سيارتك واستطاع أن يستخرج لها رخصة باسمه.. هل يغير ذلك من حقيقة أن السيارة مسروقة؟! لكن السيارة لم تُسرق وإنما أصحابها هم الذين أوقفوها وطالبوا قائدهم (مرسى) بالنزول من مقعد القيادة بعد أن تبين لهم أنه يجهل القيادة! غير صحيح.. الذين أوقفوا السيارة كان مطلبهم انتخابات رئاسية مبكرة وليس عزل الرئيس (!!) وعبثا تحاول إقناعهم فتسمع نفس الكلام ونفس المنطق.. ونفس المغالطات! وبنفس المنطق المغلوط يرى الإخوان أن مظاهرات الإخوان تصل إلى الملايين.. وأن المؤيدين للسيسى والانقلاب مجرد عشرات نجح المخرج خالد يوسف فى تصويرهم وكأنهم الملايين! وإذا قلت لهم إن العالم كله حضر احتفال تنصيب عبد الفتاح السيسى وهو ما يعنى أن العالم اعترف بثورة 30 يونيو وبالرئيس الجديد.. قالوا لك الحكومات اعترفت لكن الشعوب الحُرة لا تعترف بالانقلاب (!!) ولا تختلف تصوراتهم عن حل الأزمة عن كلماتهم.. مغلوطة وبعيدة عن الواقع! *** قدم حزب الاستقلال الذى يسوق نفسه كأحد الأحزاب الداعمة للتحالف الشعبى لدعم الشرعية.. وهو ما يعنى أنه أحد الأحزاب التابعة لجماعة الإخوان المسلمين.. قدم مبادرة قال عنها مجدى أحمد حسين رئيس الحزب إنها الحل الوحيد للأزمة السياسية التى تعيشها مصر. ليس سرًا أن مجدى أحمد حسين لا علاقة له من قريب أو بعيد بالمبادرة.. فهى مبادرة إخوانية اقتصر دوره على قراءتها أمام وسائل الإعلام! المهم ماذا تقول المبادرة الإخوانية وماذا تطرح؟ تقول بنود المبادرة إنه يتعين أولًا إلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية التى فاز بها عبد الفتاح السيسى وإنشاء مجلس رئاسى يضم كل أطراف المعادلة السياسية برئاسة محمد مرسى.. وعودة الجيش لثكناته.. وعودة مجلس الشورى وعودة دستور 2012. كلام فارغ لا يصدر إلا من مجانين أو إخوان! ولا يتخلى الإخوان عن هذا الكلام الفارغ! *** زعمت جماعة الإخوان أنهم تلقوا دعوة من مجلس العموم البريطانى لحضور جلسة استماع حول ما يتعرضون له من قمع فى مصر. وبالفعل قامت قناة الجزيرة بتصوير مشهد جلسة الاستماع وقامت بعرضه مباشرة ونقلت كلمات اثنين من قيادات الجماعة فى لندن.. القيادى عمرو دراج ومنى القزاز ممثلة جماعة الإخوان المسلمين فى بريطانيا. ونقلت قناة الجزيرة صورة اثنين من البريطانيين حضرا الجلسة.. النائب أندى سلوثر ورودنى ديكسون أحد أعضاء مجلس اللوردات.. ثم تبين أن المشهد كله كان فضيحة، فلم يعقد مجلس العموم البريطانى أى جلسة استماع لقيادات الجماعة يوم الثلاثاء الذى ادعت قناة الجزيرة أنه تاريخ عقد جلسة الاستماع. .. وأكثر من ذلك! تبين أن جماعة الإخوان قامت باستئجار إحدى قاعات مجلس العموم البريطانى.. والتى يسمح لأى مواطن بريطانى باستئجارها لعقد أى فعالية تخصه. المهم أن الجماعة استأجرت القاعة وزعمت أن مجلس العموم البريطانى دعاها للاستماع لما تتعرض له من قمع فى مصر! فضيحة بكل المقاييس.. فهل يمكن بعد ذلك أن نتحدث عن حل للأزمة.. أزمتنا مع الإخوان أو حتى أزمة الإخوان مع أنفسهم؟! البعض يقول ولماذا لا نمد أيدينا لمن لم تتلوث أيديهم بالدماء.. لا بأس لكن المشكلة هى أن الغالبية العظمى من الإخوان المفترض أن أيديهم نظيفة من الدماء.. المشكلة أنهم مرضى يحتاجون لعلاج نفسى.. وهو ما ليس متاحًا عمليًا! *** جماعة الإخوان لا تريد أن تصدق أنها كتبت بنفسها نهايتها فى مصر.. فمن يثق فى جماعة ارتكبت الكثير من الخطايا فى حق مصر والمصريين؟! ومن يثق فى جماعة لا تعترف بأنها ارتكبت كل هذه الخطايا وإنما تدافع عنها بمنتهى الغباء؟!