حالة من الهلع تسود الدول الأوروبية بعد أن وصل عدد «المقاتلين» الأوروبيين الذين يصفون أنفسهم ب «المجاهدين فى سوريا» بالآلاف حيث تخشى أوروبا من عودة هؤلاء الشباب للبلاد وقيامهم بأعمال إرهابية داخلية، وهو ما حذر منه خبراء فى مكافحة الإرهاب خاصة بعد أن أشارت تقديرات إلى أن حوالى ألفى شخص ينتمون إلى 14 دولة أوروبية ذهبوا للقتال فى سوريا. وخلال الأيام الماضية، أعلنت فرنسا عن خطة لردع مواطنيها عن الذهاب إلى سوريا للقتال، وهى الخطة التى دعا إليها وزير الداخلية الفرنسى برنار كازانوف للكشف المبكر عن المراهقين والشباب قبل أن يذهبوا إلى سوريا حيث يبدأ التعامل مع المشكلة وفق الخطة الفرنسية من اللحظة التى يشاهد فيها شخص ما يعرف ب «الفيديوهات الجهادية» فى غرفته إلى اللحظة التى يركب فيها الحافلة نحو الحدود التركية السورية. هذه التدابير ترتكز على تشجيع الآباء على الاتصال بالشرطة حال لمسوا ميول أبنائهم للاشتراك فى القتال فى سوريا، الأمر الذى يمكن السلطات الفرنسية من سحب جوازات السفر الخاصة بالأفراد المشتبه فى رغبتهم فى السفر إلى سوريا. ووفقا للإجراءات، لن يسمح للقصر بمغادرة فرنسا بدون موافقة أولياء أمورهم، و بشكل تلقائى قد يواجه المواطنون الفرنسيون العائدون من سوريا اتهامات بالانتماء إلى منظمة إرهابية، وإسقاط الجنسية ممن حصل عليها بالاكتساب من هؤلاء «الجهاديين»، إضافة إلى السجن والترحيل لاحقا إلى البلد الأصلى، إضافة لحملات توعية ووضع رقم هاتفى وبريد إلكترونى فى متناول العائلات لإبلاغ السلطات بأى نزعات جهادية لدى أبنائها. ومع ذلك، يعتقد البعض أن هذه الإجراءات لن تحد من الظاهرة وأن الحكومة الفرنسية تأخرت فى التعاطى مع المشكلة لأنها لم تتحرك إلا بعد أن قصد الآباء مراكز الأمن للإبلاغ بأن أبناءهم وقعوا بين أنياب الجهاد المزعوم فى سوريا. وقال ماتيو غيدير المتخصص فى قضايا الإرهاب إن هذه الإجراءات ستلاقى عددا من الصعوبات فى التطبيق، حيث إنه ليس من السهل أو حتى من الممكن إذا كان الشخص راشدا منعه من التوجه إلى تركيا أولا ومنها سرا إلى سوريا، علاوة على أنه لن يتجرأ أى أب أو أم على إبلاغ الشرطة عن أن ابنه سيصبح «إرهابيا». وتزامنا مع هذه الإجراءات، تشعر بريطانيا بالقلق من مواطنيها الذين ذهبوا إلى سوريا للقتال خاصة بعد أن قدر عدد المتطوعين البريطانيين الذين يقاتلون فى سوريا ب500 مقاتل، وقامت بريطانيا بحملة حثت فيها النساء على إقناع ابنائهن بعدم السفر إلى سوريا. وكانت بريطانيا أقرت العام الماضى قانونا يسهل مصادرة جواز سفر أى شخص تعتبر أنشطته الفعلية أو المشتبه بها تتنافى مع المصلحة العامة، كما سحبت الجنسية من 20 مقاتلا فى سوريا لمنع عودتهم إلى البلاد، كما اعتقلت 40 شخصا فى الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام لدى عودتهم إلى بريطانيا مقارنة ب25 فقط فى العام الماضى بأكمله للاشتباه فى تورطهم فى نشاطات إرهابية. وأعلنت أجهزة الاستخبارات الهولندية أن أكثر من 100 هولندى توجهوا إلى سوريا فى 2013 للقتال موضحة أن 10 من بينهم على الأقل قتلوا على الأراضى السورية وعاد منهم نحو 20. كما كانت بلجيكا أول دولة تبدى علنا فى مطلع 2013 قلقها من تزايد عدد رعاياها الذين يتوجهون إلى سوريا، وخلال الأسبوع الماضى قدر وزير الخارجية البلجيكى ديديه ريندرز عدد هؤلاء بأكثر من 200 قتل منهم أكثر من 20 شخصا. وفيما تتخوف ألمانيا من عودة نحو 40 شخصا يحملون جوازات سفر ألمانية توجهوا إلى سوريا، أكد مسئولون ألمان أن أعداد الجهاديين الألمانيين يتغير بشكل يومى ولا يمكن التنبؤ أو التحكم به نظرا لأن جوازات سفر الاتحاد تسمح لهم بالسفر لأى دولة ثم العبور منها إلى سوريا.