ما أعلنه وزير التربية والتعليم د.محمود أ بو النصر عن نيته لإدخال منهج التفكير - لأول مرة - ضمن مناهج الدراسة بالمدارس بدءًا من العام الدراسى القادم أراه أنه بداية صحيحة لتصحيح مسار العملية التعليمية فى مصر التى ظلت لسنوات طويلة قائمة على الحفظ والتلقين والسمع والطاعة وليس على التفكير أو إعمال العقل والتى أرى أن من نتاجها ما تشهده جامعاتنا فى هذه الأيام من أحداث للعنف والفوضى.. فالطالب يدخل الجامعة وهو غير مهيأ لاستخدام عقله والتفكير السليم ويستقبل أى كلام يسمعه دون تفكير وكأنه مغيب العقل نتيجة لهذا التعليم مما يجعله صيدًا سهلًا لمن يريد أن يلعب فى عقله مثل جماعة الإخوان وغيرها لاستقطابه بمجرد دخوله من باب الجامعة لأننا لم نعلمه كيف يفكر ويستخدم عقله.. وإذا كنا قد علمناه منذ الصغر هذا لما استطاع أحد أن يضحك عليه أو يلعب فى دماغه فتعليم النشء منذ الصغر على كيفية التفكير المنطقى بات أمرًا ضروريًا ومهمًا فى هذه الأيام.. وهذا ما تنبه إليه معالى الوزير النشط د. أبو النصر بإدخاله منهج التفكير ضمن مناهج الدراسة لأن التفكير السليم يساعد الطالب على أن تسير أمور حياته طوال عمره بشكل صحيح وناجح..فالمنهج الجديد يعلَّم التلاميذ منذ الصغر أن أحد عيوب التفكير هو التفكير المتسرع ويبرز أهمية تعليم التفكير فى التأنى فى دراسة أى موضوع لعدم إصدار أحكام خاطئة وكذلك يعلمهم أن «الأنا» تشكل عيبًا خطيرًا من عيوب التفكير لأنها تجعل الشخص لا يرى إلا آراءه ولا يقتنع إلا بها.. ومن صورها ما نشاهده حاليًا فى المجتمع ويظهر فى البرامج الحوارية بالقنوات الفضائية أنه بمجرد أن يختلف «اثنان» فى الرأى إلا ويقتتلان وتقوم بينهما خناقة ل «رب السما».. (يا نهار أسود).. وهذا أيضًا من نتاج السياسة التعليمية الجامدة. كل هذا يؤكد لنا أننا فى أشد الحاجة إلى تغيير السياسة التعليمية لتقوم على التفكير وتعظيم أهمية النقاش والإصغاء للآخرين وعدم تحقير آراء الآخرين وزيادة القبول والتسامح إزاء وجهات النظر الأخرى.. وأظن أن كل هذا سوف يوفره منهج تعليم التفكير الجديد المزمع إدخاله مدارسنا.. فالاستماع للآخر هو مفتاح التفكير السليم باعتباره نوعا من التدفق للأفكار والتعرف على وجهة نظر الآخرين بدلًا من اعتبارهم أعداء. وإننى أرى لكى تؤتى التجربة ثمارها فلابد من تدريب المعلمين على كيفية تدريس هذا البرنامج وكيفية تدريب التلاميذ على التفكير السليم وغرس هذه القيم فى نفوسهم.فلم يعد لدينا وقت ليضيع ويكفى ما ضاع ولابد أن نلحق بركب الدول المتقدمة فى مجال التعليم ولن يتحقق ذلك إلا إذا أخذنا بالأسباب التى تؤهلنا لذلك.