أسلوب جديد وغير مألوف للمسئولين ينتهجه رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب وظهر ذلك بشكل لافت فى زيارته الأخيرة لمحافظة أسيوط التى تعد الأولى له فى الصعيد. محلب كسر قيود المناصب الرفيعة التى تتطلب ضرورة وضع برنامج محدد للزيارات وخط سير زيارته إلى أسيوط بدأ بنقطة شرطة الشهيد عصام ومركز شرطة الفتح واستمع بشكل مباشر وبإنصات إلى مشاكل المواطنين ووعدهم بالعمل الجاد على حلها، وشدد على أنه عازم على محاربة الفساد والذى كان يواجهه منذ عمله فى شركة المقاولين العرب قبل توليه حقيبة الإسكان فى عهد حكومة د.حازم الببلاوى ومن ثم زادت المسئولية والعبء عندما صار الرجل الأول فى الحكومة الحالية. ورفض محلب الاكتفاء بشرح مسئولى الأمن بالمحافظة عن استتباب الأوضاع وحُسن معاملة المواطنين والمحبوسين وزار بنفسه الحجز الاحتياطى للتأكد من عدم تجاوز أى مسئول. مفاجآت رئيس الوزراء لم تتوقف عند نقطتى الشرطة بل ذهب إلى قرية «بنى مر» مسقط رأس الزعيم جمال عبد الناصر والتى لم تكن مدرجة على جدول الزيارة وتعد من القرى الأكثر فقرًا بالجمهورية، ودخل محلب محل متواضع وطلب كوب مياه بعد أن اشتكى له أهالى القرية من خلط المياه بالصرف الصحى، حينها التفت إلى وزير الإسكان وطالبه بسرعة حل المشكلة وإنشاء شبكة مياه نظيفة للقرية والقرى المجاورة، ثم دخل محل للسلع الغذائية وأخطره المواطنون بوجود نقص كبير فى السلع فوجه وزيرة التضامن بضرورة دراسة الأسباب، كما طالب محلب بتخصيص قوافل طبية لعلاج الأسر البسيطة فى هذه القرية وما يجاورها من قرى ليست أفضل حالاً. المفاجأة الثالثة كانت بالذهاب إلى مركز البدارى المشهور بنار الثأر، التقى رئيس الوزراء الأهالى واستمع لهم وطالبهم بإطفاء نيران الثأر وتجفيف منابع الدم، فأكد الأهالى سعيهم لحل هذه المشاكل، معربين عن سعادتهم لوجوده بينهم دون «إرهاب» الحرس و«زفة» المواكب كما كان يحدث من مسئولين سابقين. المواقف غير التقليدية لمحلب لم تقتصر على ذلك حيث رفض السير على الطرق الممهدة «المسفلتة» واختار الطرق الترابية الواعرة بحجة أنها هى التى تحتاج إلى رعاية واهتمام وتجاهل زيارة المشروعات التى مد إليها طرق جديدة ما يعنى أنه لمس أن مسئولى المحافظة قاموا بتمهيدها خصيصًا لهذه الزيارة. وكانت قرية خشبة على موعد مع زيارة رئيس الوزراء لتفقد مشروع الصرف الصحى إلا أن المفاجأة هو اكتشاف محلب أن المشروع جديد ولم يكن ضمن خطة مدرجة ما جعل مسئولى المحافظة يدخلونه سريعًا ضمن الزيارة ليكون بجانب الإنجازات التى تتباهى بها.. تجول محلب بالقرية فوجد بيارات مفتوحة فأمر بفصل المهندس المسئول عن المشروع. بعد «المشاوير» المرهقة توقف موكب رئيس الوزراء أمام أحد مساجد مركز منفلوط لأداء صلاة الظهر حينها فقط التقط أفراد طاقم الحراسة والوزراء والإعلاميين أنفاسهم وهَمّ الجميع للصلاة، وكان المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء قد أكد على اهتمام الحكومة بتحسين خدمات المياه والصرف الصحى فى محافظات الصعيد وعلى رأسها أسيوط، مشيرًا إلى أن الحكومة وقّعت العديد من المشروعات لإقامة عدد من المشروعات الخدمية بالتعاون مع بعض الدول الأوروبية ستعود بالنفع على أكثر من 15 مليون مواطن بالصعيد، على أن تتولى الوكالة الفرنسية تمويل مشروعات الصرف الصحى ومياه الشرب بمبلغ 57 مليون يورو بالشراكة مع جهات مانحة أخرى أوروبية. رافق رئيس الوزراء خلال الزيارة إلى أسيوط الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط والتعاون الدولى واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية والإدارية والدكتور فريد أبو حديد وزير الزراعة والدكتور محمد عبد المطلب وزير الموارد المائية والرى وغادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى ومصطفى المدبولى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية. زار محلب مشروع قناطر أسيوط الجديدة الذى يعد مشروعًا قوميًا وقرية العقال القبلى بمركز البدارى وقرى مركز البدارى المضارة من السيول وقرية بنى مر مسقط رأس الرئيس الراحل عبد الناصر. من جهته قال اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط إن مشروع القناطر سيوفر أكثر من 3 آلاف فرصة عمل مؤقتة و300 فرصة عمل دائمة ستمنح الأولوية لأبناء أسيوط بخلاف توفير طاقة كهربائية تقدر ب 32 ميجاوات ومياه لأكثر من 1.65 مليون فدان من بنى سويف وحتى أسيوط.