وضعت دولة الكويت كافة الإمكانات اللازمة لنجاح أعمال القمة العربية التى تستضيفها الدولة الخليجية يومى 25 , 26 مارس على أراضيها. ورغم اشتعال الأزمات فى المنطقة العربية فإن مستوى التمثيل قد جاء على حجم المسئولية المنتظرة من القادة العرب لوضع صيغ جديدة تخدم أمن واستقرار المنطقة وإصدار قرارات جديدة تساهم فى تحسين مستوى المعيشة للمواطن العربى منها اقتصادية وأخرى أمنية لمواجهة الإرهاب وسياسية لتمتين التضامن والعمل العربى المشترك ومن المقرر أن يعقد أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد لقاءات ثنائية وعلى مستوى أكبر لتنقية الأجواء العربية وتركز القمة على قضايا فلسطينوسوريا وليبيا ومكافحة الإرهاب وتطوير أداء الجامعة العربية. ومن المقرر أن تبدأ القمة اعمالها بتسلم دولة الكويت الرئاسة من قطر ثم إلقاء عدد من الكلمات لرؤساء الدول وأبرزها الكويت بوصفها رئيس الدورة الحالية، ومصر وفلسطين واليمن وتونس وليبيا ثم يعتمد جدول أعمال القمة ويعقبها جلسة عمل مغلقة للقادة العرب. وقبل انعقاد القمة يعقد اليوم الأحد وزراء الخارجية العرب اجتماعا تحضيريا لصياغة مشاريع القرارات لرفعها للقادة العرب وقد سبق هذا أيضا اجتماعات تحضيرية لكبار المسئولين والمندوبين لمراجعة كل القرارات التى صدرت عن القمم السابقة وكذلك القمة الاقتصادية وإدراج بند جديد يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية لبعض العواصم العربية المتضررة. ومن جانبه قال وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى إن مصر لديها أولويات فى القمة العربية المقرر عقدها فى الكويت ومن بينها العمل على حماية الهوية العربية وتوحيد الرؤى والجهود بين القادة العرب لمواجهة محاولات تقسيم العالم العربي. تحذيرات مصرية وحذر فهمى من مخاطر تتعرض لها المنطقة العربية وطالب القادة العرب بالتفاعل مع التحديات بشكل أكثر جدية أمام محاولات «إعادة تكوين المنطقة ككل طائفيا على حساب الهوية العربية». وكذلك الأزمات فى دول المنطقة.. معتبرا أن ما يحدث فى سوريا يمكن أن يؤدى إلى انهيار الوضع الإقليمى بشكل كامل. وشدد على ضرورة أن تتمكن المعارضة الحقيقية فى سوريا من تحقيق أهدافها المشروعة دون المساس بقوة الدولة السورية ووضعها الإقليمى والعربى مضيفا «وربما يكون هذا أمرا مستحيلا». وفيما يتعلق بالدور المصرى فى الوطن العربى قال فهمى: «إن الجميع ينتظر من مصر الكثير لأن دور مصر ريادى كدولة عربية يحترم الكثيرون رؤيتها وأفكارها». وأشار إلى أن القمة العربية القادمة تنتظر موقف الرئيس المصرى عدلى منصور من القضايا العربية بخاصة ما يتعلق بإرسال رسائل تطمينية مفادها أن «مصر تتطور ولها فكر مستقبلى». وأكد أن مصر تعمل على إعادة تكوينها الإقليمى والعربى مما يؤثر فى كل دول العالم العربى وقال إنه يتعين «تحقيق ذلك بشكل حقيقى رغم الصعوبات ولكننا نثق فى انفسنا». وأشار إلى أن مصر انشغلت بعيدا عن الساحة العربية مستدركا بالقول: «وعلينا إعادة بناء سياستها العربية من جديد». فيما أوضح يوسف بن علوى الوزير المسئول عن الشئون الخارجية فى سلطنة عمان بأن الملف السورى فى مقدمة القضايا المعروضة أمام القمة العربية، إضافة إلى الموضوعات السياسية والاقتصادية والأمنية. وأشار بن علوى إلى أن من بين الموضوعات التى ستبحثها قمة الكويت ملفات لبنان وليبيا واليمن إضافة إلى ملف السلام فى الشرق الأوسط، مؤكدًا دعم السلطنة التام لكافة القرارات والتوصيات التى ستخرج بها القمة. وقال رياض المالكى وزير الشئون الخارجية الفلسطينى إن القضية الفلسطينية ستتصدر جدول أعمال القمة العربية الخامسة والعشرين التى ستستضيفها الكويت يومى الثلاثاء والأربعاء المقبلين، بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس. وأكد المالكى على أهمية مشاركة ومداخلة الرئيس الفلسطينى لما سيطرحه على القادة العرب بخصوص اجتماعه الأخير مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما وما وصل إليه الجهد الأمريكى من أجل تذليل الصعوبات والمعوقات التى تضعها الحكومة الإسرائيلية فى مسار المفاوضات. كما أوضح المالكى أن قضايا أخرى ملحة على المستوى العربى ستندرج ضمن جدول أعمال القمة العربية، خاصة الأزمة السورية وانعكاسات الأزمة الأخيرة التى اندلعت فى الخليج العربى ما بين السعودية والإمارات والبحرين وبين دولة قطر. وأشار إلى الجهود الحثيثة من قبل دولة الكويت لكى تستضيف القمة العربية ومعالجة هذه الأزمة الأخيرة قبل انعقادها حتى لا يكون هناك انعكاسات سلبية على مستوى الحضور والمشاركة. وعلى الصعيد الاقتصادى قال وكيل وزارة المالية المساعد للشئون الاقتصادية الكويتى سامى الصقعبى إن دورية انعقاد القمة العربية تعتبر نهجا فاعلا لتطوير وتحديث أساليب العمل العربى المشترك وخطوة ضرورية لتحقيق أهداف الميثاق ومبادئه التى قامت من أجلها الجامعة العربية. واضاف أن هذه القمة تهدف إلى معالجة كافة القضايا المتعلقة بالأمن القومى العربى بكافة جوانبه وبخاصة فى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وتنسيق السياسات العليا للدول العربية تجاه القضايا ذات الاهمية الإقليمية والدولية العربية والاتحاد الجمركى العربى تحظى بأولوية قصوى على مستوى العمل العربى المشترك كمشروعات ينتظر منها دفع مسيرة التكامل العربى. آلية للمساعدات الإنسانية وكان المجلس الاقتصادى والاجتماعى قد بحث فى اجتماعاته التحضيرية آلية للمساعدات الإنسانية للدول العربية التى تواجه أزمات، وذلك فى مبادرة من الأمين العام للجامعة العربية تمهيدًا لرفعها للقمة العربية لإقرارها. وقالت الأمين العام المساعد للشئون الاجتماعية، السفيرة فائقة صالح، إن هناك ملفًا اجتماعيًا واحدًا فقط سيعرض على أجندة القمة العربية هو ما يتعلق بمبادرة الأمين العام للجامعة، لاستحداث آلية عربية للمساعدات الإنسانية. وأضافت أن الأمين العام يرى ضرورة وجود آلية عربية مشتركة لتقديم المساعدات، بخلاف ما هى عليه الآن، بحيث تشمل كل الدول وذلك تحسبًا لأى أزمة تنشب نتيجة حدوث كوارث طبيعية أو أى أزمة إنسانية. وأكدت أن إنشاء آلية عربية للمساعدات الإنسانية يدلل على أن الجامعة العربية تريد أن تدخل بقوة فى العمل الإنسانى مثل الأممالمتحدة، موضحة أن هناك جهودًا كبيرة تقوم بها الأمانة العامة من خلال إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية فى مجال المساعدات الإنسانية. وبمناسبة انعقاد القمة أقامت دولة الكويت ندوات متخصصة فى الشان العربى منها التعاون والتكامل العربى وتجارب شخصية للتعاون بين الجامعة العربية ودول مجلس التعاون والامم المتحدة.