طالب الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية، بضرورة العمل العربى المشترك لتنقية الأجواء العربية من السحب والغمامات التى شابتها مؤخرا ورفع شأن المصالح العربية عاليا، وتحقيق ما نصت عليه المادة الثانية من ميثاق جامعة الدول العربية، الذى ينص على أن الغرض من جامعة الدول العربية توثيق الصلات بين الدول الأعضاء، وتحقيق التعاون المشترك مع الحفاظ على السيادة. وكان وزراء الخارجية العرب قد انتهوا من وضع التصورات الأولية لحل عدد من الأزمات الراهنة والمطروحة على قمة الكويت يومى 25 و26 الشهر الجارى ومن بين الأولويات أزمة سورية – فلسطين والمفاوضات ومقترحات واشنطن للتسوية، وتطوير الجامعة العربية وتنقية الأجواء والبحث عن صيغ للتضامن العربى لمواجهة الإرهاب ودعا العربى،إلى بضرورة العمل بشكل مشترك أيضا لمواجهة أحد أهم التحديات التى تواجه العالم العربى، وهى القضاء على مظاهر الإرهاب الذى تفشى مؤخرا فى بعض البقاع العربية. وأشار الأمين العام فى افتتاح مجلس جامعة الدول العربية أن هناك صعوبات تواجه بعض الدول العربية التى شهدت ثورات وتمر بمراحل انتقالية، مطالبا الإخوة العرب بالوقوف إلى جانب تلك الدول حتى عبور المراحل الانتقالية، والتمكن من بناء المؤسسات الوطنية. وحول الوضع الفلسطينى أفاد : أن إسرائيل تحاول فرض شروطها التعجيزية على الجانب الفلسطينى، وطالبت مؤخرا بالاعتراف بها كدولة يهودية وهو الأمر الذى وصفه بالخطير، لأنها المرة الأولى التى تعرض فيها إسرائيل هذا الأمر الذى لم تثيره إسرائيل حتى فى مفاوضاتها مع الأردن ومصر، لافتا إلى أن هذا الأمر يتطلب وقفه عربية حازمة لتقييم مسار المفاوضات برمتها، معربًا عن الدعم الكامل للجامعة العربية للموقف الفلسطينى. ووصف العربى الأزمة السورية بالكارثة بعد أن فشلت جولتا المفاوضات فى مؤتمر “جنيف2” للتوصل إلى حلول، مطالبا بإعادة تقييم الموقف التفاوضى، مشددًا على أن خطة التفاوض القائمة على أساس بيان “جنيف1” بتشكيل هيئة انتقالية تعترضها عقبات عديدة، مما يدعو إلى القلق البالغ، لأن فشل المفاوضات سيزيد العنف. وأكد أن التحديات لم تشغل العرب عن فلسطين مطالبا بحشد الجهود لوقف العدوان الإسرائيلى والتعاون مع المجتمع الدولى حتى إقامة دولة فلسطين عاصمتها القدس وعودة اللاجئين. كان من الملاحظ حضور تمثيلى مكثف لسفراء دول القارات الخمس وكذلك للاستماع إلى كلمة وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين الذى استعرض أمام الاجتماع الوزارى العربى اسباب وتداعيات الانقلاب العسكرى الفاشل الذى قام به نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار ودعا الدول العربية للاستثمار. ومن جانبه دعا وزير الخارجية المغربى صلاح الدين مزوار إلى طى صفحة الخلافات والتعامل مع التحديات بروح التعاون والتضامن ووصف ما تمر به المطقة بالخطير ودعا واشنطن إلى القيام بجهد أكبر وإيجابى لتحقيق الحل العادل والمنصف لقضية فلسطين والتصدى لظاهرة الإرهاب والسلاح الذى تستفيد منه الجماعات المسلحة والتى يتعارض نهجها مع تعاليم الإسلام. وناقش مجلس الجامعة قضايا العمل العربى المشترك السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والإدارية والأمنية وفى مقدمتها تقرير الأمين العام الذى يتضمن موضوع تطوير الجامعة العربية ونشاط الأمانة العامة بين الدورتين، ومشروع جدول أعمال القمة العربية فى دورتها الخامسة والعشرين بالكويت يومى 25 و26 من الشهر الجارى، ومراجعة مشروع النظام الأساسى للمحكمة العربية لحقوق الإنسان والنظر فى مقترح سلطنة عمان لإعادة النظر فى عمل اللجان الوزارية العديدة التابعة لمجلس الجامعة، وقضية فلسطين والصراع العربى الإسرائيلى، والوضع فى الجولان، والتضامن مع لبنان، وتطورات الوضع فى سوريا وليبيا واليمن، وموضوع الإرهاب الدولى وسبل مكافحته. وأكد نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلى- أهمية القمة العربية بالكويت من أجل التصدى للتحديات الراهنة والعمل على إزالة الخلافات العربية. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلى إن اللجنة ستنظر فى التقرير المرحلى حول متابعة تنفيذ قرارات القمة السابقة الذى أعدته الهيئة فى اجتماعها السابق على مستوى المندوبين، والذى يتضمن تنفيذ قرارات الدوحة الخمسة عشر ومدى التزام الدول بتنفيذ كل قرار على حدة، وذلك تمهيدًا لرفع هذا التقرير فى صورته النهائية إلى القمة المقبلة فى الكويت، ويذكر أن هذه الهيئة هى الآلية التنفيذية لمتابعة تنفيذ قرارات القمم العربية.