وزير الصحة: هيئة الإسعاف شهدت نقلة نوعية غير مسبوقة منذ 2014    الهلال الأحمر يخلي 3 مرضى من مستشفى العودة المحاصر رغم الاحتجاز.. وإطلاق النار قرب سيارات الإسعاف    نهائي كأس ألمانيا 2025.. أرمينيا بيليفيلد يصطدم بشتوتجارت في مواجهة الحلم والتاريخ    مدير تعليم القاهرة يتابع سير امتحانات النقل بإدارة بدر    نائب رئيس الوزراء: مركز الاتصالات الجديد للإسعاف هو الأكبر في الشرق الأوسط    العُمر مجرد رقم.. آمال ابنة المنيا تحوّل القصاصيص إلى كنوز في المتحف الكبير    ممكن تترشح في أي دائرة.. وزير الشؤون النيابية يكشف تفاصيل جديدة بشأن نظام الانتخابات    مستعمرون يحرقون 40 دونمًا مزروعة بالقمح فى سبسطية قرب نابلس    رئيس وزراء أوكرانيا يدعو إلى زيادة الدعم الدولي لبلاده وتشديد العقوبات على روسيا    سيميوني: أهدرنا فرصة الفوز باللقب فى أسهل موسم    مركز الساحل والصحراء يعقد مؤتمرًا عن "الإرهاب فى غرب أفريقيا".. صور    البابا تواضروس يصلي القداس الإلهي ب كنيسة «العذراء» بأرض الجولف    هيثم فاروق: أثق في يورتشيتش وبيراميدز لن يعود للدفاع في الإياب أمام صن داونز    مغامرة كأس العالم للأندية    إصابة نجم يد الزمالك بقطع في الرباط الصليبي للركبة    تباين أداء قطاعات البورصة المصرية.. قفزات في المالية والاتصالات مقابل تراجع المقاولات والموارد الأساسية    فى حضرة قباء بالمدينة المنورة.. المصريون بين عبق التاريخ ورعاية لا تغيب "فيديو"    بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني ب8 مدارس فنية للتمريض بالإسكندرية    تأجيل محاكمة أكبر مافيا لتزوير الشهادات الجامعية    ضباط الشرطة الفرنسية يقدمون عرضًا على السجادة الحمراء ضمن ختام «كان السينمائي»    مسلم يرد من جديد على منتقديه: كفاية بقى    لقاء سويدان: الجمهور ملهوش التدخل في حياة السقا ومها الصغير    فرقة الغنايم تقدم «طواحين الهوا» على مسرح قصر الثقافة    محمد رمضان يروج ل فيلم "أسد" بصورة جديدة من الكواليس    موعد افتتاح المتحف المصري الكبير 2025.. هل يوافق إجازة رسمية؟    عضو شعبة المواد الغذائية: «كلنا واحد» تعيد التوازن للأسواق وتدعم المستهلك    رئيس الوزراء يشارك غدا بمنتدى الأعمال المصرى - الأمريكى    تأجيل محاكمة متهمي اللجان النوعية    "ملكة جمال الكون" ديو يجمع تامر حسني والشامي    ملك المونولوج.. ذكرى رحيل إسماعيل ياسين في كاريكاتير اليوم السابع    وزير البترول يتفقد المجمع الحكومي للخدمات الذكية خلال جولته بالوادى الجديد    المانجو "الأسواني" تظهر في الأسواق.. فما موعد محصول الزبدية والعويسي؟    وزير الداخلية اللبناني: الدولة لن تستكين إلا بتحرير كل جزء من أراضيها    بيرو تفتح تحقيقاً جنائياً بحق جندي إسرائيلي بعد شكوى مؤسسة هند رجب    المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تصعد سياسة التهجير والتجويع تمهيدًا لطرد جماعي للفلسطينيين    تسجل 44.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس في مصر: موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد ل48 ساعة    سقوط عدد من "لصوص القاهرة" بسرقات متنوعة في قبضة الأمن | صور    النزول من الطائرة بالونش!    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء الخطة التدريبية لسقارة للعام المالي الحالي    محافظ قنا يكرم باحثة لحصولها على الدكتوراه في العلوم السياسية    سيد عطا: جاهزية جامعة حلوان الأهلية لسير الاختبارات.. صور    كونتي ضد كابيلو.. محكمة تحدد المدرب الأفضل في تاريخ الدوري الإيطالي    بمشاركة منتخب مصر.. فيفا يعلن ملاعب كأس العرب    ذا أثليتك: أموريم أبلغ جارناتشو بالبحث عن نادٍ جديد في الصيف    جرافينبيرش يتوج بجائزة أفضل لاعب شاب في الدوري الإنجليزي    النائب مصطفى سالمان: تعديلات قانون انتخابات الشيوخ خطوة لضمان عدالة التمثيل    رئيس الوزراء يفتتح المقر الرئيسي الجديد لهيئة الإسعاف    نائب وزير الصحة يبحث مع وفد منظمة الصحة العالمية واليونيسف تعزيز الحوكمة ووضع خارطة طريق مستقبلية    مباشر.. أسرة سلطان القراء الشيخ سيد سعيد تستعد لاستقبال جثمانه بالدقهلية    جامعة كفر الشيخ تسابق الزمن لإنهاء استكمال المنظومة الطبية والارتقاء بالمستشفيات الجديدة    براتب 20 ألف جنيه.. تعرف على فرص عمل للشباب في الأردن    رئيس جامعة الأزهر: القرآن الكريم مجالًا رحبًا للباحثين في التفسير    خلي بالك.. رادارات السرعة تلتقط 26 ألف مخالفة في يوم واحد    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب    الداخلية تضبط المسئول عن شركة لإلحاق العمالة بالخارج لقيامه بالنصب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 24-5-2025 في محافظة قنا    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة: مصر تعيش حالة بركان سياسى !
نشر في أكتوبر يوم 23 - 02 - 2014

أكد د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة ومقرر لجنة الخمسين أن حرب الإرهاب التى تواجهها مصر حاليًا هى حالة طارئة سوف تنتصر فيها إرادة الشعب المصرى لتنتهى بعدها موجة الإرهاب وتنكسر شوكتها، مشيرًا إلى أن البلاد تتجه إلى حياة سياسية جديدة سوف تشهد تغيرات كبيرة فى الخريطة الحزبية وفى التكتلات الشبابية لترحل الوجوه القديمة ويأتى جيل جديد من الشباب يقود البلاد نحو المستقبل.
وبعد 180 يومًا على تسلمه مهام منصبه كرئيس لأكبر جامعة فى مصر، كشف د. جابر نصار فى حواره ل «أكتوبر» عن اتخاذ تدابير جديدة لمواجهة العنف داخل الجامعات المصرية خلال الفصل الدراسى الثانى، مؤكدًا أن قرار عودة الحرس الجامعى ليس بيده أو بيد أى رئيس جامعة فى مصر. كما تحدث نصار عن موقفه من ترشح المشير السيسى للرئاسة، وعن الأساتذة والطلاب المنتمين للإخوان.. وتغيير تصنيف جامعة القاهرة دوليًا.. وفى السطور التالية تفاصيل الحوار. * بداية.. بوصفكم شاركتم فى صياغة الدستور الجديد.. كيف تتحول هذه الوثيقة إلى برنامج عمل تقود نصوصها إلى تغيير حياة المصريين؟
** لقد كنت أحد الخمسين مصريا الذين شاركوا فى صياغة هذه الوثيقة المهمة التى لم يكن عليها خلاف سواء فى النصوص التى وصلت إليها أو فى توجهاتها، وفى تصورى أن الخيارات الدستورية التى وصلت إليها هذه الوثيقة هى خيارات متقدمة وديمقراطية ومهمة وتحفظ الحقوق والحريات، ويجب أن نفرق بين نقطتين أساسيتين.. الأولى: هى الواقع المصرى الآن، فمصر تواجه حربًا قذرة من الإرهاب المدعوم داخليًا وخارجيًا.. هذا الإرهاب وفق تطور آلياته وعملياته يستهدف الدولة والشعب معًا ولا يفرق بينهما، وهذه العمليات الإرهابية تنال من هذا الشعب، ومن اقتصاده وأمنه وأمانه، وتتعقب رجال الأمن فى مشهد لم يحدث من قبل فى تاريخ مصر ولا فى تاريخ أى دولة فى العالم.
هذه النقطة تواجهها الدولة بكثير من الحسم لأن مواجهة هذا الإرهاب يحتاج إلى يد قوية، لأنه لا يمكن لأحد أن يتحدث عن ديمقراطية مع وجود هذا الإرهاب.
هذه الحالة هى حالة طارئة على الشعب المصرى، وسوف ينتصر فيها الشعب وتنتهى وتنكسر هذه الموجات لسبب بسيط أن التاريخ يعلمنا أنه لا يمكن لجماعة إرهابية أن تنتصر على الشعب مهما كانت قوتها، ولا يمكن لكل هذه الهمجية أن تنتصر على حضارة وعلى أقدم دولة فى التاريخ، ولكن هذا الدستور يحتاج إلى مناخ واقعى لتطبيق أحكامه، هذا المناخ أعتقد أنه ليس متوافرًا حاليًا لأن الدولة حاليًا «تشحذ» كل قواها.. وكل أسلحتها لمواجهة هذا الإرهاب، فلا يمكن لها أن تواجه الإرهاب بالحديث والكلام عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ولعل خير مثال لذلك القول الشهير لرئيس وزراء بريطانيا منذ بضعة شهور عندما قال:(إذا كان أمن بريطانيا يتهدده الخطر فلا تحدثنى عن حقوق الإنسان).. وهذه ليست دعوة للعسف بحقوق الإنسان، ولكن هى دعوة لتفهم الإجراءات التى تواجه هذا الإرهاب.
ورغم ذلك فإن الدولة المصرية مازالت تواجه الإرهاب بالإجراءات والمحاكم العادية، ولعل ذلك محل انتقاد الكثيرين الذين يرون ضرورة وجود محاكمات سريعة حتى يتحقق الردع.
والنقطة الثانية هو ما يكفله الدستور من حقوق وحريات، لأنه جاء ليحكم حالة طبيعية ووقتا طبيعيا، لذلك فإننى أتصور أن هذا الدستور بهذا المستوى يمثل قاطرة للتنمية والنهضة وديمقراطية الدولة المصرية بما احتواه من حقوق اقتصادية واجتماعية وسياسية وتحجيم لآليات الاستبداد، حيث حدد ونظم ووازن بين السلطات بطريقة جيدة وإيجابية.
حياة سياسية جديدة
* كيف ترى الحياة السياسية فى مصر الآن؟
** أرى أن الحياة السياسية فى مصر كلها بتجدد نفسها.. لأن قيام ثورتين فى مصر (25 يناير و30 يونيو) على أوضاع ظلت راكدة أكثر من خمسة عقود لا تتغير سواء فى الأشخاص والآليات والسياسات كان لا بد أن تحدث فى هذه الدولة عمليات حراك شعبى ومجتمعى تقلب موازين ممارسة السلطة فى مصر.
إننى أرى أن مصر تتجه إلى حياة سياسية جديدة وطبيعة سياسية جديدة سيكون للشباب دور داعم وأساسى فيها، وأتصور أن الذين يخافون من عودة النظام القديم «واهمون» لأن الشعب المصرى خلع وعزل نظامًا وواجه أكبر كتلة منظمة تريد احتكار سلطاته ومقدراته وهى هذه الجماعة الإرهابية، حيث واجهها بكل هذا الصبر، وهذا الاحتمال فلدينا واقع شديد البؤس منذ ما يزيد على 3 سنوات ومع ذلك يتحمل هذا الشعب وسيظل يتحمل حتى تنتهى هذه المواجهة وتبدأ حياة سياسية جديدة، فالذى يملأ الساحة السياسية حراكًا هم الشباب.
ومن مميزات ثورتى (25 يناير و30 يونيو) أنها أحدثت حراكًا، حيث أدخلت فى المشاركة السياسية طبقات جديدة لم تشارك فى العملية السياسية من قبل والذين أطلقوا عليهم «حزب الكنبة» هذا الحزب حدث فيه تحريك فى الطبقة السياسية، والكثيرون لا ينتبهون لهذه المسألة لأن هذا التحرك ل «حزب الكنبة» الموجود حاليًا هم الذين خرجوا فى ثورتى (25 يناير و30 يونيو).. خرجوا يطالبون بفرض إرادتهم فى ترشيح «فلان» لرئاسة الجمهورية والعمل على فرض إرادتهم.
هذا يكشف أن الطبقات السياسية الخاملة فى مصر حدث لها نوع من البركان.. فالنشاط البركانى يظل خاملًا لمدد طويلة من الزمن، ثم ينفجر مرة واحدة، وهذا ما حدث للطبقات السياسية الخاملة فى مصر.
والآن أصبح لدينا فى مصر نشاط بركانى سياسى متفجر، فالذى يقود التحول الديمقراطى والسياسى فى مصر الآن هو الشعب البسيط له مصلحة كبيرة لتطور النظام.
تغيير الخريطة الحزبية
* الأحزاب السياسية فى مصر هشة وضعيفة.. فماذا تقترح لتصبح لها فاعلية فى الساحة الفترة القادمة؟
** الخريطة الحزبية فى مصر ستتغير فى المدى القريب وسيكون للشباب دور فاعل، وأتوقع أن تتكتل بعض الأحزاب لتصبح حزبًا واحدًا لتوسيع أرضيتها فى الشارع، كما ستطور بعض الأحزاب القديمة من نفسها وستظهر التكتلات الشبابية التى ستشكل حزبًا قويًا فى المستقبل تنضم لخارطة الأحزاب فى مصر، وبعد الانتخابات البرلمانية المقبلة سيكون هناك تفاعل بين الأحزاب القائمة التى ستنشئ برامج واضحة مع الجماهير.
* طالبت منذ فترة بترشح المشير السيسى للرئاسة، ثم عدت لتطالبه بعدم الترشح.. فما تعليقكم؟.. وهل تؤيد ترشحه للرئاسة؟
** السيسى قائد عسكرى من طراز خاص كان له دور كبير فى بناء الجيش المصرى، وله عند الجماهير محبة وشعبية خاصة، فهو بطل شعبى وقائد عسكرى فى قلب الحدث ولذلك نؤيده إذا ترشح، ومادام أن الشعب أراد السيسى وهى إرادة شعبية قوية فإنه مطالب الآن بالاستجابة لطلب الشعب بالترشح للرئاسة.
* وهل ترى أن السيسى يمتلك مواصفات رئيس الجمهورية؟.. وما هى المواصفات المطلوبة فى رئيس مصر القادم؟
** السيسى يمتلك المواصفات المطلوبة فى رئيس الجمهورية، حيث يتمتع بشخصية قوية وصاحب إرادة قوية.. وقادر على اتخاذ القرار فى الوقت المناسب والتجربة كانت أمامنا يوم 30 يونيو، وأرى أن أهم المواصفات المطلوبة فى رئيس مصر القادم سواء كان هو السيسى أو غيره أن تكون لديه المصارحة بعمق الأزمة فإذا كان الأمر يتطلب التقشف.. فليس هناك مانع أن نقلل من أكل اللحوم - مثلًا - فالمهم أن يصارح الشعب بالمشاكل، فضلًا عن امتلاكه للرؤية والحلول لمواجهة المشاكل والصعاب وأيضًا القوة والسرعة فى اتخاذ القرار لأن البطء فى اتخاذ القرار كما كان فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك كان يزيد من حجم المشكلة، فالمطلوب أن يكون لديه أيضًا إصرار على مكافحة الإرهاب ويتناغم مع المؤسسات القائمة.
* ما تصوركم لانتخابات مجلس الشعب القادمة؟ وأيهما أفضل أن تجرى بالقائمة أم بالنظام الفردى؟
** من وجهة نظرى أن النظام الفردى أفضل لأسباب كثيرة، حيث يجعل الشعب يختار المرشح الذى يرى فيه أنه الأقدر على تلبية مطالبه، أما القائمة فأحيانًا قد تضم بعض الفئات التى ليست لها أرضية فى الشارع.
* ننتقل فى الحوار إلى جامعة القاهرة.. هل هناك إجراءات جديدة ستتخذونها لإعادة الأمن والانضباط للجامعة مع بداية الفصل الثانى للدراسة؟
** الفصل الدراسى الأول كان صعبًا فى أغلب الجامعات بما فيها جامعة القاهرة التى شهدت فى الأيام الأخيرة بعض الأحداث، لذلك بدأنا فى تنفيذ بعض التدابير الجديدة لمواجهة عدم الانضباط بدأناها بخطة لتدريب الأمن الإدارى، فضلًا عن البروتوكول الجديد الذى وقعه المجلس الأعلى للجامعات مع وزارة الداخلية بتواجد قوات خاصة من الشرطة على أبواب الجامعات مما يساعد بشكل كبير على إعادة الانضباط للجامعات بجانب انتشار الأمن الإدارى داخل الجامعة والكليات والمستشفيات الجامعية، حيث إن هذه التدابير قادرة على إيقاف هذا العنف ومواجهته.
* ألا ترى أن كل الظروف تشير إلى ضرورة عودة الحرس الجامعى.. وهل تؤيد عودته مرة أخرى؟
** قرار عودة الحرس الجامعى القديم هو قرار سياسى تملكه الحكومة.. فهى من يستطيع اتخاذه.. ولا أمتلك أنا ولا أى رئيس جامعة قرار عودته لأن هذا شأن الحكومة.. وفى كل الأحوال الحرس الجامعى بشكله القديم إذا كان متواجدًا فى أحداث العنف التى شهدتها الجامعات مؤخرًا لم يكن فى مقدوره مواجهتها لأن الحرس الجامعى داخل الجامعات عبارة عن ضابط شرطة وبين 5 و6 جنود غير مسلحين.. فكيف كانوا سيواجهون هذا العنف وهذا الشغب وهذه الأعداد الكبيرة من المتظاهرين.
* هل ترى أن الجامعات تحتاج لتشريعات جديدة لكى تستعيد الأمن وتنتظم الدراسة؟
** بالتأكيد.. نحن فى أشد الحاجة إلى تشريعات جديدة تساعدنا على مواجهة العنف والشغب لأن قانون تنظيم الجامعات الحالى موضوع منذ عام 1972.. ولا تتماشى بنوده مع الأوقات والأحداث الراهنة.. ولذلك أقترح تعديل مواده لتتيح لرئيس الجامعة الفصل النهائى لأن قانون تنظيم الجامعات به مادة قديمة إذا فصل طالب فإن التحقيقات قد تصل إلى 3 أشهر وإذا انتهت بالفصل يمكن للطالب أن يعود للجامعة مرة أخرى بحكم قضائى.. فهذا يحتاج إلى تعديلات للقانون.
أنا.. وطلاب الإخوان!
* هناك اتهامات لكم بأن يديك كانت مرتعشة فى تعاملك مع عنف طلاب الإخوان بالجامعة.. وأن سياستك قائمة على إرضاء الطلاب والدليل أن البعض طالبك بتقديم استقالتك؟
** هذا غير صحيح.. فقد تعاملت مع العنف الطلابى وفق القانون.. وتم تحويل 200 طالب للتحقيق فى أحداث الشغب فى الفصل الدراسى الأول ويتم حاليًا التحقيق مع 59 طالبًا آخرين تعدوا على الأمن الإدارى.. فأنا لم أتهاون مع الأحداث وتعاملنا معها وفق القانون.
* وماذا عن الأساتذة المنتمين للجماعة الإرهابية؟
** نتعامل معهم وفقًا للقانون.. وقد أحلت بعض الأساتذة للتحقيق بسبب أحداث الشغب ومنهم د. باكينام الشرقاوى الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. وهناك إجراءات تم اتخاذها مع بعض الأساتذة المنتمين للإخوان على خلفية شكاوى وأحداث تخريب بالجامعة وعددهم حوالى 3 أساتذة. فالجامعة ليست فيها أجهزة تحرى أو بحث لتوجيه الاتهام لأى أستاذ يرتكب مخالفة تأديبية أو ممارسة العنف أو التحريض عليه.. وقد أصدرت قرارًا بوقف عمل بعض المراكز البحثية التى كان يرأسها البعض من الجماعة الإرهابية.. وتم تشكيل لجنة لمراجعة تمويل هذه المراكز وهى موجودة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
* هناك كلام عن مشاركة «ابنك» فى المظاهرات بالجامعة حتى أصيب؟
** لم يشارك «ابنى» فى المظاهرات.. فهو طالب ماجستير بالدراسات العليا بكلية الحقوق وتصادف وجوده بالكلية حيث أصيب بخرطوش من طلبة الإخوان وتم إسعافه.
180 يوما تحت القبة
* ماذا إذا طلبنا كشف حساب عن ال 180 يوما التى قضيتها داخل قبة جامعة القاهرة؟
** لقد تسلمت منصبى فى أول أغسطس الماضى.. وأول ما فعلته هو تخطى آثار اعتصام النهضة - وقتها - وما صحبها من ظروف بالغة الصعوبة واجهت الجامعة عن أى وقت آخر.. وأصعب ما نواجهه هو العجز المالى فميزانية الجامعة تعانى من عجز يصل إلى 500 مليون جنيه والميزانية السنوية للجامعة تصل إلى مليار و900 مليون جنيه وتذهب معظمها للمرتبات.
وقد أدى اعتصام النهضة إلى نضوب موارد الجامعة بعد توقفها عن ممارسة أنشطتها البحثية والاستشارية لكننا قمنا بعمل إصلاح مادى وبدأنا فى التعافى ماليًا.
وقد تسلمت الجامعة وليس فيها «مليم واحد» وكانت مديونية صندوق العلاج 25 مليون جنيه حيث استطعت خلال هذه الفترة تسديدها كما سددنا مديونيات الجامعة لصندوق الزمالة.. وافتتحت أكبر مركز للنانوتكنولوجى بفرع الجامعة بالشيخ زايد يضم 9 باحثين عالميين مصريين يعملون بالخارج فى هذا المجال وأيضًا حصلت 12 كلية بالجامعة على الجودة والاعتماد.
ولأول مرة احتلت الجامعة المركز الأول على مستوى الجامعات الأفريقية وأيضًا على الترتيب (299) على مستوى جامعات العالم وفقًا للتصنيف الأسبانى لتقفز 900 مركز على مستوى العالم.. وقد أشار التقرير الذى نشرته مؤسسة «ويبومتريكس» للبحوث العلمية بأسبانيا إلى احتلال المرتبة السادسة فى منطقة الشرق الأوسط متقدمة على الجامعات التركية والإيرانية.
* وماذا فعلتم لتحقيق هذه القفزة الهائلة فى التصنيفات العالمية؟
** لقد زادت الجامعة فى الفترة الأخيرة من النشر الدولى العلمى على «النت» وفى المجلات الإلكترونية الدولية.. وسنعمل فى الفترة القادمة على مضاعفة الجهود البحثية والنشر الدولى للتواجد أيضًا فى التصنيف العالمى الصينى الذى تتواجد فيه الجامعة من عدة سنوات حيث تحتل المرتبة 407 لأفضل 500 جامعة فى العالم.
ميزانية مفتوحة
* وأين البحث العلمى فى جامعة القاهرة؟
** أنشأنا مجلة دولية فى العلوم الأساسية تصدر عالميًا كما أن الجامعة فى سبيلها لإصدار مجلة دولية فى العلوم الإنسانية وتم توقيع الاتفاق بشأنها مع أكاديمية البحث العلمى ودار السفير البولندية لتكون نافذة على الشبكة الإلكترونية، فضلًا عن افتتاحنا مركزًا للطاقة الشمسية بهندسة الشيخ زايد بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى.. وهذه المحطة تعد أول محطة تقام بخامات مصرية 100% وسيتم البدء فى تعميمها إضافة إلى افتتاح مركز للتطبيقات النووية فى الاستخدامات السلمية وأيضًا مشروع لتحلية المياه.. فكل مشروعاتنا البحثية ترتبط بخدمة المجتمع.. حيث نركز فى البحث العلمى على 3 مشروعات منها مشروع للطاقة وآخر لتحليله المياه والمشروع الثالث لمشاكل البيئة.. فميزانية البحث العلمى فى الجامعة مفتوحة وليس لها سقف، مشيرًا إلى أن الدستور خصص 1% من ميزانية الدولة للبحث العلمى.. وهذا سيساهم فى زيادة تمويل البحث العلمى بالجامعات.
* وما رأيكم فى مستوى خريجى جامعة القاهرة؟
** خريجو الجامعة على مستوى عال.. ولدينا طلاب بالجامعة لديهم براءات اختراع تحتاج لمن يتبناها لتنفيذها ومنها أن بعض الطلبة بكلية الهندسة نجحوا فى تصميم سيارة تعمل 120 ساعة بلتر بنزين وفازوا بهذا الاختراع فى مسابقة عالمية ويحتاج لتدخل الدولة لتصنيع هذه السيارة الموفرة للطاقة.
* هل ترى أن التعليم المفتوح يؤهل لسوق العمل؟
** التعليم المفتوح لا يؤهل لسوق العمل.. وإنما هو يجود الدراسة فى التخصص الذى يرغب الملتحق الاهتمام به.. وكان خطأ شديدًا عندما تم قبول طلاب الثانوية العامة به لأن المفروض أن هؤلاء يدرسون طوال الأسبوع ولكن فى التعليم المفتوح تقتصر الدراسة على يوم واحد فقط فى الأسبوع.
* وأين تذهب أموال التعليم المفتوح؟
** نستخدمها فى إنشاء التوسعات الجديدة وأعمال الصيانة للمنشآت بالجامعة.. وللعلم فأنا لا أحصل على مليم واحد من التعليم المفتوح لا أنا ولا قيادات الجامعة.
* أيهما أفضل فى اختيار القيادات الجامعية.. الانتخاب أم التعيين؟
كلاهما له عيوبه ومميزاته.. ولكنى أرى أن الانتخاب عن طريق المجمع الانتخابى هو الأفضل فى اختيار القيادات الجامعية لأنه يمثل أعضاء هيئة التدريس على مستوى الجامعة.
* ما مقترحاتك لتقليل الاغتراب على الجامعات؟
** إنشاء جامعة بكل محافظة مما يقلل الاغتراب وبالتالى لن نكون فى حاجة للمدن الجامعية مما يوفر النفقات التى تصرفها الجامعة على المدن الجامعية.
* ما هى الرسالة التى توجهها لطلاب جامعة القاهرة؟
** حافظوا على جامعتكم للأجيال القادمة ليتعلم فيها أبناؤكم وأحفادكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.