تمثل مشكلة التدخين فى حد ذاتها وباء بل كارثة اجتماعية واقتصادية وصحية ونفسية وإنسانية لما لها من مشاكل كبيرة. ويقول الدكتور/ جمال شفيق أحمد استاذ العلاج النفسى ورئيس قسم الدراسات النفسية بمعهد الطفولة بجامعة عين شمس إن مشكلة التدخين تنتشر بصورة واضحة فقد كشفت نتائج المسح الذى أجرى فى جمهورية مصر العربية عام (2009) حول التدخين فى مصر أن نسبة (17%) من عدد المصريين يدخنون السجائر فى حين أن نسبة (4%) يدخنون الشيشة. وأضاف هناك دراسة تؤكد أن هناك تأثيرات مشابهة فى الأعراض السلبية التى يؤدى إليها التدخين فى الفترة التى تسبق الحمل لا تقل كثيرًا عن تلك الأعراض السلبية للتدخين المتواصل عند الحوامل كما أشارت نتائج الدراسات إلى انخفاض وزن الجنين عند الأمهات المدخنات مما يجعله أكثر عرض للإصابة بالعديد من الأمراض عقب عملية الولادة أو حتى أثناء مرحلتى الطفولة والمراهقة. وقال: نقص الوزن هنا يعنى انكماش الأوعية الدموية الذى سببه التدخين للجنين طوال فترة الحمل مما يؤدى إلى نقص الحيوية الدموية وما تحملة الأغذية والأكسجين الضروريين للنمو الطبيعى مما قد يستدعى اضطرار الأطباء لإبقاء الوليد فى غرفة العناية المركزة عقب الولادة مباشرة وتابع: أشارت نتائج الدراسات التى أجريت إلى وجود علاقة قوية بين تدخين الأم الحامل وزيادة نسبة التشوهات الخلقية عند الأطفال ومن أمثلة هذه التشوهات الشفة المشقوقة وسقف الفم المشقوق وبعض المشكلات التركيبية للعين والأذن والجهاز الهضمى والحبل الشوكى للجهاز العصبى المركزى وظهور بعض المشكلات الصحية الأخرى حتى فى سنوات متأخرة بعد الولادة مثل مشكلات الجهاز التنفسى (كالربو) وأشار د.أحمد إلى أن نتائج الدراسات تشير إلى أن الأطفال الذين ولدوا لأمهات كن مدخنات خلال فترة الحمل كانوا أكثر عرض للإصابة بالأوهام والهلوسة عن الأمهات غير المدخنات بنسبة (20%). كما أن النسبة هذه ترتفع إلى نسبة (85%) إذا كانت الأم الحامل تدخن (20 سيجارة) أو أكثر فى اليوم الواحد لكى تتغلب على التدخين يجب أن يدرك المدخن جيدًا انسحاب النيكوتين من الجسم ويتحملها قدر الإمكان عند التعرض لها ويتخطاها حتى لا يفقد حماسته للإقلاع عن تلك العادة السيئة ويتعود. التعامل مع المواقف أو الأوقات أو الدوافع المرتبطة بحب أو الرغبة فى التدخين ومنها بعد التشاجر مع الآخرين وعند التعرض للضغوط المختلفة وعند الشعور بالقلق أو التوتر وعند تغير المزاج وبعد الأكل مباشرة، ونصح د. جمال بضرورة تغيير العادات والسلوكيات المرتبطة بالتدخين وهى شرب الشاى واتباع نظام غذائى مثل كثرة تناول الماء والسوائل بوجه عام وكثرة تناول الخضراوات والفواكه والحليب حيث إن لها تأثيرا قلويا فى الدم ولا يثير الرغبة فى التدخين وبالمقابل الابتعاد عن تناول اللحوم والدواجن والأسماك والأكلات الدسمة.