ربما لايعرف القارئ أن مجلة روزاليوسف والتى صدر العدد الأول منها فى يوم الاثنين الموافق 26 أكتوبر 1925 لم تكن هى الإصدار الوحيد الذى أصدرته السيدة فاطمة يوسف وقد تكون شهرة هذه المجلة أنها حملت اسم الشهرة لصاحبة إصدارها، وكذلك استمراريتها حتى اليوم رغم ما تعرضت له خلال مسيرتها والتى بلغت قرابة التسعين عاما من محاربة الحكومات المتعاقبة منذ حكومة عبد الخالق ثروت الثانية (1927- 1928) وما تلتها من حكومات قبيل ثورة 1952. ورغم أن روزاليوسف كانت محل دراسات تاريخية تسجل بحروف من نور الآثار الإيجابية عبر سنوات إصدارها فى الشارع السياسى المصرى إلا أن هناك إصدارًا لم يخط بالاهتمام الذى صادفته روزاليوسف وهى «مجلة الصرخة» ذلك الإصدار الذى كان بالفعل صرخة مدوية ضد الاستبداد والطغيان والديكتاتورية.. وذهب الاستبداد وبقيت الأعداد الستة التى صدرت من الصرخة.. وهاى هى مؤسسة روزاليوسف تقدمها لعشاق التاريخ وقرأته مما يجعل التحية واجبة لمجلس إدارة روزاليوسف ورئيسه المهندس عبد الصادق الشوربجى الذى كان وراء إخراج هذه المجلة بعد أن طواها النسيان والإهمال طوال سنوات طالت وامتدت. وقد ازدحمت «الصرخة» بمقالات نارية ضد الاستبداد آنذاك بأقلام كبار الكتاب ومنهم روزاليوسف ومحمد التابعى ومحمد حماد وغيرهم ممن اتخذوا من الصرخة منبرا صحفيا لآرائهم فى أوقات تعطيل روزاليوسف المجلة بأحكام ظالمة وقد تحمل مصدر الصرخة وصاحبها عبد الرحمن العيسوى فىشجاعة نادرة تبعات هذه الآراء الجريئة والتى ساهمت بجهد صادق فى محاربة الطغيان الذى ساد آنذاك وقد تضيق المساحة بالإنجازات الوطنية التى تضمنتها صفحات «الصرخة» وها هو الزميل رشاد كامل يقدم لنا من خلال هذا الكتاب القيم إعداد ودراسة مضمون الأعداد الستة التى صدرت من «الصرخة» لتقدم لنا وجبة تاريخية دسمة لما كانت عليه الصحافة المصرية منذ أكثر من ثمانين عاما وكيف كان لها الدور المهم فى تقويم المسار السياسى فى زمن ساده الاستبداد والطغيان.. وهنا نقدم تحية واجبة للزميل رشاد كامل على هذه الخطوة الرائعة فى إبراز ما كانت عليه الصحافة هذه الأيام والتى صنعت نهضة صحفية رغم ما صادفها من معوقات.