ومن الابتكارات اللحنية لسيد درويش والتى تضمنتها أوبريتاته ثم ظهرت فى ألحان من جاءوا بعده، قالب «الحدوتة» المغناه وقد لحن منها حدوتة الجيش المنتصر فى أوبريت «شهرزاد» التى كتبها بيرم التونسى يقول فى مطلعها على لسان قائد الجيش: الجيش رجع من الحرب بالنصر المبين الدنيا هايصة والأهالى فرحانين بعسكر الدولة إللى عادوا منصورين شايلين بنادقهم ورافعين العلم ثم يستكمل أحد الجنود بالغناء سرد ما حدث فى المعركة الظافرة بالتفصيل. و ظهرت الحدوتة فى غنائنا العادى فيما بعد فغنت أسمهان فى «دخلت مرة الجنينة» ألحان مدحت عاصم كما لحن من الموجى «التليفون» لشادية تألف عبد الوهاب محمد ولحن لها بليغ حمدى «أنا عندى مشكلة» ولحن محمد عبد الوهاب «فاتت جنبنا» لعبد الحليم حافظ و «ساكن قصادى» لنجاة والثلاث من تأليف حسين السيد. وقدم سيد درويش قالب « السرد الغنائى» لأول مرة فى أوبريت الباروكة. فغنى بطلها من تأليف عبد العزيز محمد: كان الشيطان بيعزم يوم على ابن الناس عايز يجيب له نحس البوم الديل للرأس ضرب نفير.. فى نار السعير..وأبو مين يطير جريمة عليه.. يشوفوا إيه.. وبين إيديه وقفتم كدا ثم يظهر هذا الشكل الغنائى المبتكر فى أغانينا حيث قدم عبد الحليم حافظ من ألحان محمد عبد الوهاب «الصورة الغنائية» ذكريات رجعتنى للفات من تأليف أحمد شفيق كامل وكتب فى مطلعها: ذكريات.. ذكريات.. رجعتنى للى فات من حكاية لحكايات فكرتنى وافتكرت وبخيالى هناك بعدت وأنا خدت فكرتنى بالطفولة... واللى كان وقت الطفولة وافتكرت سنين بعيدة.. مشى سعيدة واحنا فى مصر الجديدة.. دا كان زمان و«المريستاتيف» هو الأداء المنغم للكلمات أو الأقرب إلى النطق العادى، وقد أدخل سيد درويش هذا الشكل الغنائى من خلال أوبريتاته ففى « العشرة الطيبة» يغنى «حزمبل» أحد أبطال الرواية عشان مانعلا ونعلا ونعلا لازم نطاطى نطاطى نطاطى ويظهر «الريستاتيف» فى هذا اللحن فى جملة «بالحق.. سلامات.. إشمال القفوات»، وبعدها ظهر هذا الأسلوب فى لحن زكريا أحمد «سلام الله على الأغنام» لأم كلثوم فى فيلم سلاّمة «فى لحن» عاشق الروح.. غنى عبد الوهاب جملة ضحيت هنايا فداه.. وهعيش على ذكراه» ثم ظهر الريستاتيف فى ثنائياته «حكيم عيون» «وحقولك عن أحوالى» والثلاث من تأليف حسين السيد. أما كمال الطويل فقدم «الريستاتيف» فى مطلع لحنى «جواب» «ومطلع» راح راح وفى جملة «لو كان بإيدى كنت أفضل جنبك».. واجيب لعمرى الف عمر وأحبك والأغنيات الثلاث لعبد الحليم حافظ من تأليف مرسى عبد العزيز، ولحن فريد الأطرش «الريستاتيف» فى جملة « وآدى الشتا يا طول لياليه.. على اللى فاته حبيبه» فى الصورة الغنائية الربيع تأليف مأمون الشناوى كما لحن محمد الموجى مطلع أغنية «أحبك» لعبد الحليم حافظ «الريستاتيف» تأليف مرسى جميل عزيز. وأدت أم كلثوم مطلع أغنيتها «بعيد عنك» فى تسجيل الاستوديو «الريستاتيف» من تأليف مأمون الشناوى. واستفاد سيد درويش من العلم باستخدامه «الكونتربوسيت» أى أداء أصوات متعددة فى زمن واحد، وذلك فى الجملة التى غناها «زعبلة بطل أوبريت شهرزاد» متزامنا مع أداء ثلاثى الشر المتآمر عليه ومعهم صوت الشعب يدعو بالنصر لقائد جيشه، فى هذا اللحن «دقت طبول الحرب يا خيّاله» يخطب زعبلة بالغناء دوسوا الأمماوى الأعادى بالقدم.. ويغنى المتآمرون عليه مش راح ينفع ولا يستنفع.... بينما يدعو الشعب لقائد جيشه «راح ننتصر إن شاء الله...» من أشعار بيرم التونسى. كان سيد درويش رائدا لأسلوب التعبير فى الغناء العربى ومبتكرا لأشكال جديدة أثرت الغناء ونقلته إلى شكل متطور إذن فهو أبو الموسيقى العربية... وبجدراة.