رغم التحذيرات التى وجهها قادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية لحركة حماس من تداعيات اصرارها على عدم فك ارتباطها بجماعة الإخوان فى مصر وتنظميها الدولى وإعلان نفسها حركة وطنية فلسطينية أسوة بفصائل العمل الوطنى الفلسطينى الأخرى إلا أن حركة حماس مازالت متمسكة بموقفها الداعم «للجماعة المحظورة» و رافضة لقرار الحكومة المصرية حول اعتبار الإخوان «جماعة إرهابية» وأن كل من ينتمى لها أو يقدم لها الدعم معرض للمساءلة والعقاب. وعن موقف حماس يقول د. حسن عصفور- وزير شئون المنظمات الأهلية فى السلطة الوطنية الفلسطينية سابقا- إن حركة حماس أثبتت من خلال رفضها لقرار الحكومة المصرية حول اعتبار جماعة الإخوان المسلمين «منظمة إرهابية» أنها لم تضع فى اعتبارها القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطينى وخاصة فى قطاع غزة المحاصر منذ سنوات عديدة. مؤكداً أن حماس تسعى لتحقيق أهدافها الشخصية ومصالح جماعة الإخوان وليس مصلحة الشعب الفلسطينى وقضيته الوطنية . وأضاف أن استمرار حماس فى علاقتها مع الجماعة المحظورة سيؤثر سلبا على الجهود المصرية لإتمام عملية المصالحة الوطنية واستمرار حالة الانقسام الذى يسمح للاحتلال الإسرائيلى بالمزيد من الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى. وحذر عصفور من تداعيات استمرار موقف حماس من الإخوان المسلمين متسائلا: كيف ستتعامل مصر مع حركة حماس فى حال اعتبرت مصر حماس «حركة إرهابية» وهل سيتم التعامل مع القرار فى سياقه ضمن الالتزام بالاتفاقات الموقعة ويتم اعتبارها حركة خارج القانون. ويرى عصفور أن حماس أمام مأزق تاريخى يمكن أن يقضى عليها خاصة فى ظل الارتباط الفكرى والسياسى والتاريخى بينها وبين الجماعة الإخوان منذ عشرات السنين لكن الموقف الراهن لحماس يتطلب منها إعادة النظر فى سياستها خاصة أن المسألة لها تداعياتها السلبية على القضية الفلسطينية وعلى المصالحة الفلسطينية. وشدد على ضرورة استجابة حركة حماس لمطلب السلطة الفلسطينية بإنهاء علاقتها مع جماعة الإخوان المسلمين « فكريا وسياسيا وتنظيميا». موضحا أن السلطة الوطنية بعد قرار مصر ستجد نفسها أمام واقع من الصعب تجاوزه خاصة أن هناك قيادات من الإخوان المسلمين مقيمون فى غزة ومنهم محمود عزت القيادى الإخوانى. وأضاف أن حركة فتح ليست بعيدة عن الموقف الحمساوى وتداعياته الخطيرة. فكل الأطراف فى قارب واحد وبالتالى فالمسألة تتطلب حواراً وطنياً جاداً لبحث كيفية التعامل مع نتائج قرار مصر ضد الجماعة الإخوانية وكيفية تطويق آثاره فى فلسطين.