آيات القرآن حقائق وعظات وتشريع ومن آيات القرآن ما له قصة فى نزوله ومن هذه الآيات: تدورالسُّورَةِ حَوْلَ التَّضْحِيَةِ بالنَّفْسِ فى سَبِيلِ العَقِيدَةِ المتمثلة فى حَادِثَةِ (أَصْحَاب الأُخْدُودِ) وَهِى قِصَّةُ قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر, فلما كبرقال للملك: إنى قد كبرت فابعث إلىّ غلاما أعلّمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلّمه، فكان فى طريقه إذا سلك راهب، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيتَ الساحر فقل: حبسنى أهلى، و إذا خشيت أهلك فقل: حبسنى الساحر، فبينما هو كذلك، إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل، فأخذ حجرًا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضى الناس، فرماها فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: أى بنى، أنت اليوم أفضل منى، قد بلغ من أمر كما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علىّ، وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوى الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك كان قد عمى، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال ما ها هنالك أجمع إن أنت شفيتنى، فقال إنى لاأشفى أحدًا، إنما يشفى الله، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن بالله، فشفاه الله، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك : من رد عليك بصرك، قال: ربى، قال: ولك رب غيرى، قال: ربى وربك الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام، فجىء بالغلام، فقال له الملك : أى بنى، قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص، وتفعل وتفعل، فقال: إنى لاأشفى أحدا، إنما يشفى الله, فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجىء بالراهب، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدعا بالمنشار، فوضع المنشار فى مفرق رأسه فشقه حتى وقع شّقاه، فجىء بجليس الملك، فقيل له: ارجع عند دينك، فأبى، فوضع المئشار فى مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقّاه، فجىء بالغلام، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدفعه إلى نفرمن أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعدوا بها لجبل، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه، فذهبوابه فصعدوا به الجبل، فقال: اللهم اكفنيهم بماشئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشى إلى الملك، فقال له الملك : ما فعل أصحابك، قال: كفانيهم الله، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه فى قرقور "سفينة صغيرة" فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشى إلى الملك، فقال له الملك: مافعلت لأصحابك، قال: كفانيهم الله، فقال للملك: إنك لست بقاتلى حتى تفعل ما آمرك به، قال وماهو، قال: تجمع الناس فى صعيد واحد، وتصلبنى على جذع، ثم خذ سهما من كنانتى، ثم ضع السهم فى كبد القوس، ثم قل: باسم الله ر ب الغلام، ثم ارمنى، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتنى، فجمع الناس فى صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم فى كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه، فوقع السهم فى صُدْغِهِ، فوضع يده فى صُدْغِهِ فى موضع السهم فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، فأُتِى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر، قد والله نزل بك حَذَرُكَ، قد آمن الناس، فأمر بالأخدود فى أفواه السكك فخدت، وأَضْرَمَ النيران، وقال: من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها, أوقيل له: اقتحم ففعلوا، حتى جاءت امرأة ومعها صبى لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أُمَّهِ اصبرى فإنك على الحق.