كل الإنجازات تبدأ بحلم يبدو كالمستحيل، هكذا فكر مجموعة من شباب الهندسة بجامعة عين شمس عندما حلموا بمركز أبحاث لعلوم الطيران يكون الأول فى الشرق الأوسط تضاهى «ناسا» الأمريكية فاستطاعوا خلال 3 سنوات تحقيق الانتشار وبعض الدعم وجمع 300 عضو من مختلف الجامعات كنواة للفكرة حتى يبدأ تحقيق الحلم بإيجاد مقر رسمى ثم تحوله لمركز أبحاث وتصنيع للطائرات المصرية، وبعد التجاهل الذى صاحب هذا المجال ودارسيه لعقود طويلة يبدأ «نادى الطيران» فى إخراجه للنور.... يقول أحمد رجب «21عامًا» الطالب بالسنة النهائية بكلية الهندسة جامعة حلوان قسم الميكانيكا والذى يعد مسئولا إعلاميا عن النادى إن مجموعة نادى الطيران هى مشروع لإنشاء مركز أبحاث يوازى شركة ناسا العالمية، كما أنه يتطلع لأن يكون مركز الأبحاث الأول فى الشرق الأوسط فى مجال الطيران، حيث قام الفريق بوضع خطة تهدف إلى بناء فريق يستطيع النهوض بنادى الطيران ونشر الثقافة الجوية وعلوم الطيران لدعم مركز الأبحاث، وبدأ الفريق بعمل ورشة صغيرة تكونت من محمود شمس وعمرو خليل ومصطفىجمال الذين استطاعوا تخريج أول دفعة وكانت 22 طالبًا وتوصلوا لعمل 13 نموذجًا من الطيران الشراعى وذاتى التحكم وذىالتحكم عن بعد، وكان هؤلاء الطلاب هم النواة الأولى للفريق الذى وصل عدده الآن إلى 300 فرد مدربين فى مجال الطيران، ويستكمل أحمد أن ما شجعه على الانضمام للمجموعة هو اتفاقها مع حلمه الذى أرقه منذ دخوله كلية الهندسة عندما حضر للنادى بعض الندوات واقتنع بفكرتهم خاصة أن المتخصصين بعلوم الطيران لا يجدون عملاً فعليًا يناسبهم اللهم إلا كصيانة بشركات الطيران أو كمهندسين يطلبون للعمل بالخارج وهذا المجال الذى لا يجد حجمه من الأهمية بمكان بأن يكون مشروعًا قوميًا مصريًا لصناعة الطائرة المصرية وربما ينقل مصر لمصاف الدول المصنعة للطائرات، مضيفا أن الخطة التى نعمل عليها لتحقيق هدفنا تبدأ بانتشار ثقافة علوم الطيران ولو بالمبادئ الأولية فقط من خلال ندوات علمية عامة فى الجامعات كما نحاضر حاليا بالمدارس الثانوية والإعدادية من خلال فريق العمل الخاص بنا هذا بخلاف النشاط المتخصص الذى نقوم به والذى لا يقتصر على تدريب طلبة الهندسة بالجامعات المختلفة وإنما يصل لكل الكليات وذلك للتعريف بالمجال وتقريبه من الطلبة أولا لدعم فكرة مركز الأبحاث كقاعدة جماهيرية داعمة وثانيا لفتح أذهان الشباب للتوجه لهذا المجال المهجور... أما محمود شمس «22 عامًا» أحد الأعضاء المؤسسين للنادى الذى تخرج هذا العام فيقول بدأنا منذ بداية 2011 وخلال كل عام نقوم بعمل محاضرات علمية لشرح علوم الطيران بكل فروعها «محركات،وديناميكا هوائية، وتحكم وملاحه» ومبادئهم التى حرصنا على أن يكون بعضها عامًا وبعضها مفصل وعلمى حيث نستضيف مهندسين وطيارين من شركة مصر للطيران للحديث والمحاضرة كما نستعين ببعض أساتذة الجامعات الذين لا يتحمسون أغلبهم عادة لفكرتنا حيث يعتبر كل منهم نفسه موظفًا حكوميًا غير مضطر لإهدار وقته فى مثل تلك الأمور كما نعتمد بأنفسنا على المراجع والمترجمات الكبرى فى تلك العلوم لتزويد أنفسنا بالإضافة لمجموعة باحثين ومعيدين بالكليات يتحمسون لنا ويمدون لنا يد العون حيث تصب كل تلك الجهود فيما بعد بإقامة ورش عمل عملية حقيقية لصناعة نماذج الطائرات التى تقوم على النظريات العلمية فى تحديد نسب المساحة و تصميم أجزاء الطائرة المختلفة وهى ورش تقوم مقام الدراسة العملية التى نفتقدها وتربط تلك العلوم بعضها ببعض وهى ليست كثيرة التكاليف حيث تصنع من الفايبر أو المعدن أو حتى الفلين فلا يهم المادة بقدر أهمية التطبيق النظرى، ويستكمل شمس أنه أول من صمم طائرة كمشروع تخرج فى كليات الهندسة مستعينا بما حصله من علم خلال المحاضرات والشروح من المهندسين الحقيقيين ومن المراجع التى بحث فيها حيث لم يكن للطائرات مكان بين مشاريع التخرج لينتهى عمل نادى الطيران فى نهاية العام بمساعدة الطلبة فى مشاريع التخرج المختلفة وإمدادهم بما يحتاجونه بالإضافة لمعرض نهاية العام الذى يقيمونه لنماذج الطائرات وعروض يقدموها كانت إحداها فى الجامعة الأمريكية وجامعة عين شمس وجامعة القاهرة وجامعة حلوان ما بين عامى 2011م و 2012م، كما ظهرت فى العديد من وسائل الإعلام على قناة روتانا وغيرها وعلى صفحات جريدة اليوم السابع، ويضيف شمس أن كل تلك الأنشطة تأتى فى المرحلة الأولى من خطة المشروع التى تستهدف الانتشارو خلق علاقات عامة وجمع قاعدة بيانات وتشكيل فريق عمل وبذلك صار العلم موجودًا والعنصر البشرى متوفرا ويبقى العائق الأساسى وهو المال ... وعن الدعم يقول محمود شمس الدعم المادى هو مايضمن لنا الاستمرار وتحقيق البداية الحقيقية من خلال تحديد مقر رسمى لنا نبدأ من خلاله إنشاء مركز الأبحاث أتوقع أن نتوصل له مع بداية 2015ولم تقف جهودنا فى الوصول للدعم عند حد الجامعات التى لا نجد منها دعمًا فعليًا إلا من الاتحادات الطلابية التى تطلبنا للتعاون معها بين الحين والآخر وكذلك الجامعات الأجنبية التى تكتفى بمشاركتنا بالعروض والورش وحتى جامعة النيل التى طلبت مشاركتنا ثم تراجعت عن الفكرة إنما تواصلنا مع وزارة الطيران المدنى وشركة مصر للطيران التى أبدت إعجابا بالفكرة فى حين اعتذرت عن المساعدة لما تمر به من مشاكل مادية لا تحتمل أعباء وأزمات تصل لصعوبة تغطية مرتبات موظفيها! ولم تستطع أن تقدم لنا إلا دعما أكاديميا وعلميا من خلال مشاركة مهندسين وطيارين وبعض الأخشاب والأدوات التى تساعدنا فى صناعة النماذج أما «الاسبونسرز» أو محاولة إيجاد دعم مادى خاص فوصلنا لأحد المحال الكبرى التى دعمتنا لفترة ثم إحدى الشركات التى تعاونت معنا مقابل الحصول على مكان بالجامعة للدعاية وحاليا نحاول الوصول لأحد رجال الأعمال لتبنى مشروعنا فعليا، ويبقى الحلم الذى نسعى خلفه بداية بمركز أبحاث علوم الطيران إلى صناعة الطائرة المصرية والمحرك المصرى قائما لن نتراجع عنه.