افتتح «نافديب سورى» سفير دولة الهندبالقاهرة؛ والسيد «عازر خان» المستشار الثقافى للسفارة بين كوكبة من فنانى الكاريكايتر معرض «من وحى غاندى» لفنانى الجمعية المصرية للكاريكاتير ومعرض بوسترات «هل شعرت بروح غاندى تحلق فوق ميدان التحرير» بمركز مولانا ازاد الثقافى الهندى بوسط القاهرة؛ بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمى ل «العنف». ألقى الفنان «طه حسين» كلمة الجمعية المصرية للكاريكاتير وتم تكريم الفنانين المشاركين وألقى السيد «نافديب» خلال الافتتاح كلمة بدأها بأبيات من الشعر اقتبسها من أمير الشعراء أحمد شوقى قال فيها: «سلامُ النيلِ يا غاندى وهذا الزهرُ من عِندى وإجلالٌ مِن الأهرامِ، والكرنك، والبردى» وقال إن هذه الأبيات تجسد مكانة غاندى الكبيرة لدى أبناء مصر ونحن نحتفل اليوم باليوم العالمى السادس ل «العنف»، مشيرًا إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 2007 قررت بإعلان يوم ميلاد المهاتما غاندى فى الثانى من أكتوبر ليكون اليوم العالمى للعنف. بهدف نشر رسالة السلام فى كافة أنحاء العالم وأضاف: نحن فى سفارة الهند بمصر نحتفل بهذه المناسبة كل عام؛ فالمصريون يعرفون غاندى، فهو أبو الأمة الهندية والزعيم السياسى الذى استطاع أن يقود بلاده إلى الاستقلال والحرية. مشيرًا إلى أن غاندى مر بمدينة بورسعيد فى عام 1931 فى طريقه إلى لندن. وقال: أفكار غاندى وفلسفته المعروفة باسم (الحقيقة satyagraha) والتى تعتمد على مبادئ اللاعنف لها تأثير واضح فى عالمنا اليوم و الدليل على ذلك هو ثورة 25 يناير السلمية فى مصر و التى اعتمدت على منهج غاندى و اشتهرت بهتافات «سلمية ...سلمية». ولكننا نشعر – مثل أصدقائنا فى مصر- بالحزن لمشاهد العنف التى وقعت فى الفترة الأخيرة. وفى نهاية كلمته توجه بالشكرللفنانين المشاركين فى المعرض من الجمعية المصرية للكاريكاتير على المشاركة بالأعمال الفنية المتميزة وكذلك كل المشاركين فى مسابقة «غاندى». وقال: أتمنى أن يستمر هذا التواصل الفنى لأنه يساهم فى دعم العلاقات على مستوى شعبى الهند ومصر. من جانبه قال الفنان القدير «طه حسين» أحد المشاركين فى المعرض الذين تم تكريمهم «علاقتى بالحضارة الهندية بدأت منذ الطفولة وكان ذلك سنة 1958؛ حيث اقامت مجلة (شانكز) الهندية مسابقة للأطفال وكان ذلك عقب مؤتمر «باندونج» الثلاثى بين الزعيم الهندى «نهرو» والزعيم اليوجسلافى «تيتو» والزعيم الخالد «جمال عبد الناصر؛ فاشتركت بالمسابقة وفزت بالمركز الأول؛ لذلك فأنا متحمس جدا للحضارة الهندية التى بدأت أعشقها منذ ذلك الحين» أضاف: قديما كنا نقول (أنت فاكرنى هندى) من باب المداعبة؛ أما الآن فنود أن نكون هنودًا؛ فالثورة الصناعية والمسار الاقتصادى الذى وصلت إليه الهند الآن وصل بالهند لقمة الصناعة بخاصة صناعة البرمجيات. أما الفنان حسن فاروق «عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للكاريكاتير واحد المشاركين فى المعرض الذين تم تكريمهم فقال: شاركت فى ثورة 25 يناير و30 يونيو وشعرت فعلا بروح غاندى فيهما؛ فكلا الثورتين كانتا تسيران على نفس نهج المقاومة السلمية الذى سار عليه «غاندى» وهو ما دفعنى للمشاركة فى هذا المعرض الذى ابهرنى حسن تنظيمه وتناغم معروضاته واتساقها مع الفكرة وتزامنه مع (اليوم العالمى لا عنف) لذا أوجه الشكر ولجميع القائمين على المعرض، وقال الفنان فوزى مرسى منسق المعرض إنه جاء كنتيجة لتواصل مستمر مع مسئولى المركز الثقافى والسفارة الهندية اللذان وفرا سبل اقامة المعرض بما يتناسب مع عظمة الفكرة والفلسفة التى يعبر عنها والتى تعكس نقاط الالتقاء بين الحضارة الهندية والمصرية ورأى الفنان (عماد عبد المقصود) أن هناك تشابهًا واضحًا بين ثورات مصر وما ناضل «غاندى» من أجله وهو تأكيد الشعور بالذات القومية وبأننا نستحق واقعًا أفضل وهو ما تحقق فى الهند وفى طريقه للتحقق فى مصر مضيفًا على الرغم من تزامن بداية التنمية فى مصر والهند وتشابه الظروف من ارتفاع لنسبتى الفقر والجهل؛ إلا أن الهند سبقتنا حضاريا بسبب تنمية وعى المواطن بمفهوم الوطن والذى يستوى لدى الغنى والفقير وهو ما لا يتوافر بالشكل الكافى عندنا إضافة إلى تفشى ثقافة السمع والطاعة الأمرالذى تسبب فى الحرمان من التفكير بشكل إبداعى لخلق أنماط متطورة تواجه الروتين والقوالب الحكومية الجاهزة؛ وعن غاندى أضاف: عبقريته تكمن فى كونه إنسانا يصيب ويخطئ أما الفنان المغربى «عدنان جابر» فقال: أنا أهنئ الجمعية المصرية للكاريكاتير وسفارة الهند بمصر وجميع الفنانين على نجاح هذا المعرض الذى أعاد لنا ذكرى رجل عظيم استطاع بفلسفته أن يقود بلاده نحو الاستقلال والحرية وأن يبرهن للعالم أن القوة ليست بحمل السلاح بل برفع شعار السلمية، روح غاندى كانت سعيدة فعلا بحسن تنظيم المعرض و جمال و روعة الأعمال الفنية المعروضة فيه. وأخيرا وعن غاندى قال الفنان (عمر صدّيق) شعرت حقا بروحه تطوف ميدان السلمية أقصد ميدان التحرير فى ثورتى يناير ويونيو؛ هذا الرجل استطاع أن يطبق مبدأ المقاومة السلمية ونبذ العنف على أرض الواقع ولو أننا استطعنا أن نكون كلنا غاندى لتحققت المدينة الفاضلة.