العمل الصالح هو سفينة النجاة في دنيا بحرها عميق، سفرها طويل يبدأ منذ بداية فراق الحياة الدنيا، صعودها صعب، وطريقهاشاق المصعد صعب المرتقى،عند ناقد يبصر كل عمل، خبير بصير،لاتخفى عنه خافية. تلك هي حياة الانسان في هذه الدنيا..فخفف عن ظهرك . فإنالأعمال قليلة، فأخلصوا هذا القليل.وخفف المظالم عن ظهرك ، فإنه لا يطيق أن تظلم هذا،وتأكل مال ذاك وتشتم هذا وتغتاب ذاك،وكل هذا تحمله على ظهرك..واغتنم ركعتين زلفى إلى الله اذا كنت فارغا مستريحا..واذا هممت بالكلام الباطل فأجعل مكانه تسبيحا ..إن بعض السكوت خير من النطق ..وإن كنت بالكلام فصيحا .. خفف ظهرك فإن العقبة كؤود، فالله عز وجل بصير.{يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}و{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}،وكل شيء عنده بمقدار، ففي الدنيا يعلم جهرك، ويعلم سرك ويعلم ما خفي عنك {يعلم السر وأخفى}فخفف الحمل من الذنوب فإن صعوبات يوم القيامة كثيرةليستطيع الإنسان أن يصل إلى بر الأمان من بحر هذه الدنيا، فالدنيا سجنُ المؤمن وجنّة الكافر،فتخفف من سجن الدنيا بأن تجعل الدنيا مركبًا تعبر به إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر بالتخفف منحقوق الناس من قولأوعمل أو أموال. أو غيبة أو نميمة أو حقد او بغض أو مقت أو حسد أو استهزاء أو بهتان. نسأل الله أن يجعلنا راضين فيها بما قسم الله لنا قولا وعملا ونتخفف فيها من كل الأحمال الحسية والمعنوية.