الفلاح المصرى هو رمز للنماء والعطاء والرخاء... وجزء مهم فى بناء الدولة المصرية على مدار آلاف السنين.. ورغم أن الفلاح الفصيح كان رمزًا للفلاح المصرى المضطهد على مدار التاريخ فإننا مع كتابة دستور جديد للبلاد.. نجد هناك ممثلين للفلاحين ومنهم الفلاح المصرى الفصيح محمد عبد القادر نقيب الفلاحين.. لذلك نتمنى أن يرفع الظلم عن الفلاح المصرى.. ولهذا نهدى للجنة الخمسين التى تقوم بإعداد دستور مصر حكاية الفلاح الفصيح.. فمع تدهور الدولة القديمة وبداية مرحلة الصراع الاجتماعى وطغيان الإقطاع ظهر لون أدبى يعبر عن الظلم الاجتماعى أو الشك فى القيم الدينية ويعرف بأدب الشكوى. فقصة الفلاح الفصيح تدور أحداثها فى عهد الملك خيبتى آخر ملوك الأسرة العاشرة.. والقصة تدور حول الشكاوى التسع التى ناقشها الفلاح حول النظم الاجتماعية والفوارق الطبقية وطالب بمحو الظلم ونشر العدل وحماية الفقير من الحاكم الغنى الظالم.. وتتلخص القصة من أحد القرويين ويدعى «خون أبنو» الشهير بالفلاح الفصيح والذى خرج من قريته فى وادى النطرون يحمل على دوابه بعض السلع من ملح وأعشاب وعطور ليبيعها فى العاصمة «أهناسيا» ولسوء حظه سار فى طريق بداخل ضاحية ضيقة «رنسى مرو» مدير قصر الفرعون.. وكان «تحوتى تحت» يعمل فى خدمة مدير القصر وتصدى للفلاح الفصيح طامعًا فيما تحمله الدواب وعندما لمحها قادمة دبر خطة للاستيلاء عليها فلجأ إلى الحيلة فأمر خادمه بالإسراع إلى المنزل لإحضار صندوق ملىء بقماش الكتان وأمره بنشره على الطريق وطلب من الفلاح الفصيح الابتعاد عن الكتان فقام بالسير على حافة حقل القمح ولم يعجب هذا التصرف خادم مدير قصر الفرعون وقال له كيف تجعل من قصرنا طريقًا لك ولدوابك فأجابه الفلاح الفصيح... إنى لا أقصد إلا الطريق الخير فالجسر مرتفع.. والطريق هو الوحيد للسير وهو الدرب الوحيد أمامنا.. وخلال المناقشة قامت دواب الفلاح الفصيح بالتهام سيقان القمح فاعتذر.. ولكن خادم مدير قصر الفرعون وجدها فرصة وقبض عليه وعلى الدواب وانهال على جسمه ضربًا بغصن شجرة واستولى على ما يملك... وأخذ الفلاح يبكى وهنا ظهر ظلم خادم مدير قصر الفرعون وقال له لا ترفع صوتك يا فلاح انتبه سيكون مصيرك الموت. فقام الفلاح بكتابة الشكاوى عن مدير قصر الفرعون وفى الشكوى الأولى.. قال اتركنى أجعل اسمك فى كل الأرض يسير مع كل القوانين الطيبة.. وتبقى الحاكم الخالى من الطمع والعظيم الخالى من الحقارة والكذب.. محقق العدالة الذى يأتى على صوت من يناديه.. حقق بالعدالة.. يا ممدوح.. خلصنى من ضيقى.. انظر أنا حمال الحمول.. جربنى إنى فى حيرة. وفور تلقى الشكوى ذهب مدير قصر الفرعون للملك «بن كاء ورع» العادل وقال لقد وجدت واحدًا من الفلاحين الفصحاء لقد سرقوا متاعه.. قال الملك دعه يتأخر هنا ولا تجاوب عنه.. دعه يستمر فى الكلام واحضر لنا شكواه.. وقم بإرسال الطعام لزوجته وأولاده.. ويواصل الفلاح كتابة شكواه حتى وصلت إلى الشكوى التاسعة التى ختمها بقوله عندما يكون المتهم فقيرًا والفقير شاكيًا يصبح العدو فتاكًا. انظر إننى أشكو لك وأنت لا تسمعنى.. سأذهب وأشكو إلى الإله «أنوبيس» إله الموتى.. وبعدها يكافئ الملك الفلاح الفصيح بحياه كريمة ويسترد الفلاح دوابه من المعتدى .. أهدف من كتابة قصة الفلاح الفصيح أن يرفع الظلم عن الفلاح المصرى فى دستورنا الجديد.. ليعيش فى حرية وكرامة وعدالة اجتماعية وعيش كريم.. فهل يتحقق ذلك.. للفلاح المصرى الفصيح؟!