فى الفضاء الأمريكى لم تقف أيديولوجية المسيحية الصهيونية - الساعية إلى صهينة المسيحية.. وتهويد فلسطين - عند القساوسة واللاهوتيين وإنما سيطرت على الساسة وصناع القرار وكثيرين من الرؤساء الذين حكموا أمريكا.. الذين اتخذوها أيديولوجية تغلف بها الإمبريالية الأمريكية الطامعة فى استعمار الشرق والحلول محل الإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية فى هذا الاستعمار .. تغلف بها مطامعها فى الهيمنة على الشرق ونهب ثرواته وفى هذا الإطار طالب الرئيس الأمريكى «جون آدمز» (1735 - 1826م) - 1818م باستعادة اليهود إلى فلسطين، وإقامة حكومة يهودية مستقلة فيها! وبعد قرن من هذا التاريخ، أعلن الرئيس الأمريكى «ويلسون» (1856 - 1924م) عام 1918م- التزام أمريكا بتنفيذ «وعد بلفور» ثم صادقت أمريكا - رسميا - على هذا الوعد 1922م وقرر الكونجرس الأمريكى «منح اليهود الفرصة التى حرموا منها لإعادة إقامة حياة يهودية وثقافية خاصة فى الأرض اليهودية القديمة»!.. وفى إدارة الرئيس الأمريكى «روز فلت» (1858 - 1919م) أصبح اليهود الذين يشكلون أقل من 3 % من سكان أمريكا يسيطرون على 15% من المناصب القيادية القابضة على المواقع الحساسة فى أمريكا!..وفى 1947م كان الضغط الأمريكى وراء تحقيق الأغلبية التى أصدرت قرار الأممالمتحدة 181 لسنة 1947م بتقسيم فلسطين وإعطاء اليهود الذين لم يكونوا يملكون يومئذ سوى 6% من أرض فلسطين. 54% من أرض فلسطين.. ثم توالت الأحداث، فكان الرئيس الأمريكى «ترومان» (1884 - 1972م) أول من اعترف بقيام إسرائيل 1948م وكان التأييد الأمريكى بالمال والسلاح والفيتو - الدعم والحماية لإسرائيل فى ابتلاع كل فلسطين - بل وماوراء فلسطين!.. ولقد جاهر كثير من الرؤساء الأمريكيين، الذين دعموا العدوان الصهيونى فى أرض فلسطين، بإيمانهم بالأيديولوجية المسيحية الصهيونية.. فأعلن الرئيس الأمريكى «جونسون» (1908 - 1973م) فى إحدى المنظمات اليهودية الأمريكية. إن لأكثركم ، إن لم يكن لجميعكم رابطًا عميقًا مع أرض وشعب إسرائيل، كما هو الأمر بالنسبة إلى ذلك لأن إيمانى المسيحى انطلق من إيمانكم إن القصص التوراتية محبوكة فى ذكريات طفولتى. كما أعلن الرئيس الأمريكى «كارتر» فى خطاب أول مايو 1978م -: إن العودة إلى أرض التوراة التى أخرج منها اليهود منذ مئات السنين، وإن إقامة الأمة الإسرائيلية فى أرضها هو تحقيق لنبوءة توراتية، وهى تشكل جوهر هذه النبوءة. وأعلن الرئيس «ريجان» (1911 - 2004م) 1984م «إننى أعود إلى النبوءات القديمة المذكورة فى العهد القديم وإلى المؤشرات حول معركة هرمجدون فأتساءل بينى وبين نفسى: ما إذا كنا الجيل الذى سيرى تحقق ذلك؟.. إن هذه النبوءات تصف لنا بالتأكيد ما نمر به الآن». تلك هى الأيديولوجية المسيحية الصهيونية التى سيطرت على صانع القرار الأمريكى.. فهل يعى صانع القرار العربى شيئا من ذلك؟!.. وهل نظل نشكو من الصهيونية اليهودية إلى المسيحية الصهيونية؟