منذ إعلان الأمين العام لحزب الله اللبنانى حسن نصر لله استعداده للذهاب شخصيا للقتال في سوريا وانخراطه العلني في المعركة إلى جانب الجيش السورى ضد المعارضة السورية كان متوقعا أن تبادر مجموعات المعارضة السورية المسلحة إلى إطلاق صواريخ على جنوب لبنان ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان ما ينذر بعودة شبح الحرب الأهلية من جديد. ومع تأكيد حزب الله على مشاركته فى الحرب السورية بشكل رسمى ودعم الجيش السورى طالب جورج صبرا، الرئيس الجديد للائتلاف السورى المعارض من الحكومة اللبنانية و من الشيعة اللبنانيين، منع أبنائهم من قتل المواطنين السوريين فى حمص داعيا الحكومة اللبنانية إلى التعامل بجدية مع حزب الله وتدخلاته السافرة فى الشأن السورى مشيراً إلى أن السوريين لن يسكتوا «عندما يتعلق الأمر بإرهابيين أصوليين كمقاتلى حزب الله الذين عبروا الحدود لدعم إرهابى محترف يسكن القصر الجمهورى هو بشار الأسد». وفى ظل تصاعد الحرب فى سوريا يواجه لبنان أعمال عنف تهدد بإشعال حرب أهلية جديدة وتتصل أعمال العنف بالحرب فى سوريا وبمشاركة حزب الله اللبنانى الشيعى مما يجعل شبح الحرب الأهلية التى دارت فى لبنان لمدة 15 عاما وانتهت فى 1990 ما زالت تحوم فوق الرءوس وتهدد مستقبل البلاد. وفى السياق ذاته أعلنت قوى 14 آذار اللبنانية فى بيان لها أن تورط حزب الله اللبنانى فى القتال داخل سوريا وضع الدولة اللبنانية أمام احتمال المواجهة مع المجتمع الدولى، بتصنيفها دولة عاجزة عن احترام أبسط قواعد السيادة وأصول التعامل القانونى مع العالم. بالإضافة إلى احتمال العودة إلى الحرب الأهلية، مشدداً على أن الخروج من الأزمة المصيرية يتطلب وقفة وطنية تستعيد التضامن اللبنانى الذى أخرج قوات الوصاية السورية من لبنان عام 2005 وتعيد الوصل مع «الربيع العربى» الرافض للاستبداد والمتمسك بحق الشعوب فى الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. ودعت الأمانة العامة لقوى 14 آذار جميع اللبنانيين المعنيين بالسلم والاستقرار والتنمية وسيادة الدولة الواحدة والمستقبل الآمن لأنفسهم وأبنائهم إلى التصدى للانهيار ودعم مشروع الدولة الجامعة لشروط العدالة والقوة والشرعية الدستورية القادرة على القيام بواجبها فى تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان. يذكر أن حزب الله رفض تسليم سلاحه والخضوع لقانون لبنانى يطبق على الجميع بلا استثناء ويبرر الحزب تشبثه بالحفاظ على سلاحه بأنه لا يزال فى حالة مقاومة لإسرائيل لكن الحزب الذى تورط فى الحرب السورية أضعف حججه للاحتفاظ بسلاحه ما يزيد فى إثارة مخاوف شرائح عديدة من اللبنانيين. وفى غضون انهيار الوضع الأمنى فى لبنان ترتفع أصوات لبنانية مطالبة بضرورة تشكيل حكومة حيادية تساعد على وقف التدهور الاقتصادي والأمنى، وتمنح اللبنانيين بعض الاستقرار والطمأنينة وتتناسب مع الوضع الراهن إلى جانب مقاومة مشروع تحول وطنهم إلى «وطن أسير» من خلال إصرار حزب الله على أخذ البلاد إلى مواجهة مع حلف شمال الأطلسى الذى تنتمى إليه تركيا، ومع الاتحاد الأوروبى الذى تربطه بلبنان مصالح عديدة ومع المجتمع الدولي وهى مواجهة لا يريدها اللبنانيون بغالبيتهم الساحقة ولا مصلحة لهم فيها.