استطاعت قوات الأمن فض اعتصام قيادات وأنصار جماعة الإخوان المسلمين والموالين لهم فى رابعة العدوية والنهضة بحرفية عالية ووفق المعايير الدولية لتفادى تكبد خسائر هائلة فى الأرواح من جراء احتشاد الآلاف فى الميدانين، ورغم حرص رجال الشرطة على ضبط النفس إزاء التعامل مع المتظاهرين إلا أن أنصار جماعة الإخوان عاثوا فسادًا فى كل شبر فى مصر عقب فض الاعتصامين واستهدفوا مواقع مهمة بالدولة، فضلًا عن حرق كنائس وأقسام شرطة.. «أكتوبر» ترصد فى سياق هذا التحقيق تفاصيل فض الاعتصامين والذى لم يستغرق سوى 40 دقيقة فى النهضة و10 ساعات فى رابعة، إضافة إلى سيناريوهات تعامل وزارة الداخلية مع الموقف الأمنى عقب محاولات الإخوان إرهاب المجتمع المصرى. بدأت القوات المشاركة فى عمليات فض الاعتصامين فى السادسة والنصف صباح الأربعاء الماضى حيث بدأت بالتحذير فى الميكرفونات بصوت عالٍ وأطلقت 10 طلقات صوت وناشدت المعتصمين فى رابعة العدوية عبر مكبرات الصوت بالخروج الفورى من منفذ شارع النصر فى اتجاه المنصة دون ملاحقتهم وناشدتهم بإبعاد النساء والأطفال وكبار السن إلا أن منصة الإخوان أطلقت ميكروفوناتها بالرفض ورد المعتصمون بإطلاق الأعيرة النارية والخرطوش على قوات الشرطة التى كانت قد سيطرت بالفعل على مداخل ومخارج إشارة رابعة من جميع الجهات بدءًا من سور النادى الأهلى وبداية شارعى الطيران ويوسف عباس. وبدأ المعتصمون فى رابعة بإشعال الإطارات وإلقاء الزيوت على الأرض لتغطى الأدخنة السوداء سماء المنطقة لتعوق تقدم السيارات التى تحمل العربات التى تحمل الجنود وتعرقل تقدم القوات إلا أن قوات الشرطة تقدمت بعدد 6 كساحات ثقيلة ومصفحة تابعة للقوات المسلحة تم نقلها على سيارات ضخمة ونشرها على مداخل الميدان من 3 اتجاهات هى شارع الطيران فى الاتجاهين ثم شارع النصر من ناحية عباس العقاد حيث دخلت عشرات المدرعات وناقلات الجنود وقامت الكساحات بفتح المتاريس والحواجز الرملية والخرسانية التى شيدها المعتصمون على مدار أكثر من 45 يومًا تحت مظلة من الإطلاق الكثيف للقنابل المسيلة للدموع لإجبار أنصار الرئيس المعزول على التراجع أو الانصراف من الطريق الوحيد الذى حددته أجهزة الأمن والشرطة. وقام أنصار الرئيس المعزول بإلقاء أجسادهم تحت اطارات الكساحات والمدرعات إلا أن عددًا كبيرًا من أفراد الشرطة والجنود المشاركين فى العملية قاموا بإلقاء القبض عليهم وإفساح الطريق للقوات الشرطية والأمنية للدخول إلى قلب الميدان بينما سارعت تشكيلات أخرى بشكل مكثف خلف قوات فض الاعتصام تحسبًا للمهاجمة من الخلف من قبل المعتصمين الذين قاموا بالتفرق فى الشوارع الجانبية وبين العمارات السكنية لتدور حرب شوارع فى تلك المناطق. قناصة الأسطح وأثناء عمليات الكر والفر رصد رجال الشرطة والقوات الأمنية بعض القناصة على أسطح بعض العمارات عن طريق طائرات الشرطة التى كانت تقوم بالتصوير، وتبين وجود 8 من القناصة يطلقون الرصاص واستقرت الطلقة الأولى فى رأس ضابط برتبة ملازم أول وتم نقله على الفور إلى سيارة إسعاف لكنه كان قد استشهد على الفور وحاصر رجال الشرطة أسطح هذه العمارات فى شارعى أنور المفتى ويوسف عباس حيث كانت أهم أهدافهم هو ضبط هؤلاء القناصة لتقليل إطلاق الرصاص على قوات الشرطة أو المعتصمين وتقليل الخسائر. والتزم ضباط وأفراد الشرطة وقياداتهم أقصى درجات ضبط النفس والتزمت أيضًا بتنفيذ الخطة الموضوعة فى الوقت الذى حلقت فيه الطائرات الشرطية لتصوير العملية بالصوت والصورة على الأرض حتى تكشف الحقيقة أمام العالم لتبيان ادعاءات مؤيدى الرئيس المعزول ومدى سلمية اعتصامهم. تفتيش الخيام وقامت أجهزة الأمن بتفتيش الخيام الموجودة فى الخيام بعد أن بدأ بعض المعتصمين فى الهروب والانصراف من الطريق المحدد وهو طريق النصر حيث تم العثور على كميات كبيرة من طلقات الرصاص الحى والخرطوش وكميات كبيرة من البلى والنبل والمصدات والحواجز الفولاذية المضادة للرصاص وتم العثور على حقيبة بها عدد كبير من وثائق زواج وطلاق خاصة بعدد من المعتصمين ومنها زواج جهاد النكاح وفى الثامنة والنصف كانت أجهزة الأمن قد سيطرت على جميع الخيام بعد تحطيمها ووصلت إلى المنصة الرئيسية التى نصبها الإخوان وسط أصوات دوى الانفجارات نتيجة تفجيرهم أنابيب البوتاجاز بالقرب من محطة موبيل بتقاطع طريق النصر مع يوسف عباس مما تسبب فى حريق محدود تمت السيطرة عليه ليهرب أثناء ذلك عدد كبير من قيادات الاعتصام إلى داخل مسجد رابعة العدوية واستخدموا مكبرات الصوت من داخل المسجد لمخاطبة أنصارهم وحثهم على الاعتداء على الشرطة والاستشهاد فى سبيل تحقيق هدفهم والصمود أمام أجهزة الامن إلا أن أجهزة الأمن حاصرت المعتصمين الرافضين للإخوان. على المنصة وكان قد ظهر صفوت حجازى ومحمد البلتاجى وعبد الرحمن البر وأحمد عارف على المنصة وظلوا ينادون على المعتصمين من فوق المنصة قبل إغلاق المسجد والاختباء داخله حيث كان حجازى يقول من فوق المنصة على كل أخوة داخل الخيام وكل الشوارع والأماكن التجمع أمام المنصة الآن «الصاحى يصحى النايم لنصمد أمام هؤلاء الظالمين الذين يحاولون إثارة الفزع بمدرعاتهم وسنعلمهم الدرس اليوم بصمودنا» حيث رسم لهم خطة الرد على قوات الأمن ولكن الوقت لم يسعفهم حيث داهمتهم قوات الأمن وبدأت فى القبض على كل من يرفض الانصراف أو يحمل سلاحًا. ونجحت قوات الأمن والعمليات الخاصة وأمن القاهرة برئاسة اللواء أسامة الصغير مساعد الوزير لأمن القاهرة فى القبض على 214 من المنتمين لجماعة الإخوان وبحوزتهم أسلحة بيضاء وأسطوانات غاز وكمامات وقام رجال الأمن بتبادل إطلاق لرصاص مع العناصر المسلحة الموجودة فى محيط رابعة العدوية حيث حدثت مطاردات وملاحقات لتلك العناصر فى الشوارع المحيطة بالمنطقة. معركة النهضة قبل ساعة الصفر التى تحددت بالساعة السابعة صباحًا كانت الشرطة وقوات العمليات الخاصة قد وصلت قبل ذلك فى السادسة والنصف صباحًا حيث بدأت عملية فض الاعتصام من خلال تحريك قوات العمليات الخاصة والأمن المركزى التى حاصرت مقر الاعتصام بعد أن تركت منفذًا للخروج للمعتصمين خروجًا آمنًا بعد أن تم استخدام مكبرات الصوت من خلال الطائرات للمطالبة بإخلاء مقر الاعتصام وخاصة من السيدات والأطفال وحذرت القوات الإخوان من استخدامهم كدروع بشرية وقد استغرقت عملية الفض ما يقرب من 40 دقيقة حيث تم إزالة الحواجز والجدران التى أقامها الإخوان لمنع القوات من الدخول وذلك عن طريق استخدام أوناش وآليات القوات المسلحة وقد شهدت العملية اشتباكات عنيفة أصيب خلالها حوالى 20 فردًا وضابطًا من قوات الشرطة نتيجة استخدام المعتصمين للأسحلة الآلية والمدافع الرشاشة وتمكنت القوات من ضبط 9 رشاشات وأكثر من 1500 طلقة من داخل خيام المعتصمين أثناء مواجهتهم لقوات الأمن كما تم ضبط 15 بندقية آلية بحوذة عناصر أخرى داخل حديقة الأورمان بعد أن قاموا بالاختباء داخل الحديقة كما تم العثور على 6 جثث داخل الحديقة متعفنة وقامت القوات بإزالة الخيام فيها وفوجئت القوات بالهجوم عليها من داخل كلية الهندسة جامعة القاهرة حيث دارت مواجهات مسلحة من داخل جامعة القاهرة وأخرى من داخل كلية الهندسة حيث تم الدفع بسيارات الدفاع المدنى وقد اشتعلت النيران داخل الحديقة لتقوم قوات الإطفاء بإخمادها وسمحت للمتظاهرين غير المطلوبين جنائيًا بالانصراف.