بينما يستقبل المصريون عيد الفطر المبارك مازال أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى يحتشدون فى عدد من الميادين أبرزهما رابعة العدوية ونهضة مصر من أجل استعادة ما وصفوه بالشرعية.. ودعا عدد من المواطنين والمسئولين إلى استغلال هذه الأيام المباركة للصفح والتسامح وطى صفحة الماضى مع الذين لم يتورطوا فى جرائم بحق الوطن وإعادتهم سريعًا إلى النسيج المصرى بوصفهم فصيلا لا يمكن إغفاله بينما يرفض البعض المصالحة مطالبًا بإنزال أقصى العقوبات.. وبين دعوات التسامح والقصاص التقت «أكتوبر» نخبة من الساسة ورجال القضاء للحديث حول هذه القضية الشائكة. فى البداية يقول المستشار صدقى خلوصى رئيس هيئة قضايا الدولة الأسبق إن التصالح بين المصريين يجب أن يقوم على أسس ومبادئ يتفق عليها الجميع لمصلحة الوطن، مشيرًا إلى أن قواعد فض الاعتصام فى الشارع يجب أن تكون وفق خطط مدروسة من قبل وزارة الداخلية والقوات المسلحة بشرط أن تضمن عدم إراقة الدماء، مناشدًا أهل الفكر بمخاطبة مؤيديهم بأن المصالح العليا للبلاد تقتضى منا جميعًا أن نبتعد عن المصالح الخاصة والنظر بعين الحكمة والتأنى والموضوعية للعبور بالمرحلة الانتقالية للبلاد بسلام. وقال إذا كان البعض قد نادى فى وقت سابق بمصالحة وطنية فإنهم يجب أن يضعوا فى الاعتبار أن المصريين جميعًا متساوون أمام القانون، لافتًا إلى أن المبادرة التى تقدم بها الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامى وبعض التيارات الإسلامية لمقابلة الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى كانت مؤشرا جيدا حيث تضمن بيانها فض الاعتصامات فى جميع الميادين بعيدًا عن العنف أو استخدام القوة ووقف أى خطب على المنصات تدعو المصريين إلى العنف أو التخريب وقطع الطرق والتعدى على المنشآت العامة وأيضًا عدم المطالبة بمسيرات أو الزج بأطفال مصر تحت مسمى (مشروع شهيد) مع منع وجود أسلحة مع المعتصمين بالميادين. وأكد خلوصى أن المصريين منذ فجر التارخ متسامحون ولم يعرفوا العنف أو التخريب، مطالبًا الذين يعتقدون باحتمال عودة الرئيس المعزول مرسى بالعودة مرة أخرى للمشهد السياسى وطالب من وصفهم بأصحاب الفكر الهدام والذين يدعون لتحطيم بعض الآثار لأنها حرام والثقافة والفن حرام بأن يتخيلوا عن هذه الأفكار الظلامية، كما دعا من يتحدث عن قضايا مهمة بدون علم مثل حلايب وشلاتين بأن يتقى الله فى وطنه. ودعا جميع المصريين على كافة أطيافهم ومعتقداتهم إلى أن يستجيبوا للمصالح الوطنية فى ظل هذه الأيام المباركة بألا ينساقوا وراء أى فكر متطرف من الجانبين وأن يعرفوا أننا فى النهاية مصريون لأن الدين لله والوطن للجميع. لا تصالح مع قتلة فيما أشار ممدوح قناوى رئيس الحزب الدستورى أنه لا يمكن التصالح مع كل من تلوثت يده بدماء المصريين أو ساهم فى التحريض والقتل والتخريب أو التعدى على المنشآت العامة من الطرفين. وأكد أنه فى حالة التصالح مع هؤلاء إذا ثبت تورطهم فى هذه الأعمال الإجرامية فكيف يعيشون مع الشعب المصرى الأصيل، مشيراً إلى أنه يجب الرجوع إلى ولى الأمر الذى فقد أحد أقاربه لمعرفة رأيه حتى لا تكون هناك أى ضغينة فى النفوس ونعيش كمصريين فى سلام وقال إنه يجب على جميع الأطراف طى صفحة الماضى والتسامح من أجل مصر منتقدا الذين يتحدثون عن التصالح من أجل مصالح خاصة ووصفه بالكلام الفارغ وتمييع للأمور ووضعها فى نهاجها غير الصحيح لأن ذلك خارج نطاق الشرع حسب وصفه، وقال إن المصالحة بدأت منذ فترة ولكن التيار الإسلامى رفض، متسائلا هل ذلك من سماحة الإسلام الذين يتمسحون به وهو منهم براء أم هى لعبة سياسية من أجل مصالح خاصة؟ وطالب بمحاسبة جميع من تورطوا فى جرائم ضد المصريين سواء بالعنف أو القتل أو التحريض أو التعدى على مواطنين سلميين، مشددا على ضرورة القصاص منهم حتى يكونوا عبرة وعظة لغيرهم. كما تساءل أين حق الشهيد وأم الشهيد من هؤلاء؟ المصالح العليا والخاصة وقال د. أكرم بدر الدين - أستاذ العلوم السياسية - إنه لكى يكون هناك تصالح بين جموع المصريين يجب أن يأخذ الجميع فى الاعتبار أن المصالح العليا للبلاد تطغى على المصالح الخاصة وأن يجتمع المصريون على كلمه واحدة وهى مصلحة مصر. وأضاف أن كلمة مواطنة يجب أن تكون فطرية داخل قلب كل مصرى بغض النظر عن معتقداته أو اتجاه معين بمعنى أن الكل أمام القانون سواء والأمن القومى فوق كل اعتبار وتطبيق القانون على كل من ارتكب جرما فى حق هذا الوطن مهما كانت سلطاته. مشيرا إلى أن من أسس ومبادئ قيام أى دولة أن يكون الكل فى خدمة بلاده تحت (وطن واحد). لا يفرق بينهم أحد بشرط الاستمرارية فى العمل ودفع عجلة الإنتاج للأمام والكل يتمسك بسيادة القانون، مؤكداً أن التصالح بين المصريين هو الطريق الصحيح لهذه الفترة الحرجة التى تمر بها البلاد وبداية جيدة للنهوض بالاقتصاد وكارت إنذار لأى دولة تحاول اختراق الحدود المصرية أو التدخل فى شأنها الداخلى من خلال بث فكرها الهدام لأصحاب النفوس الضعيفة. استغلال الأيام المباركة فيما طالب عبد الفتاح حامد رئيس منظمة الشرق الأوسط لحقوق الإنسان جميع المصريين بالتصالح فى ظل هذه الأيام المباركة وأن يتنازل كل طرف من الأطراف عن بعض حقوقه من أجل مصر والبعد عن أخطاء الماضى وفتح صفحة جديدة مكتوب فيها فقط «إننا جميعا مصريون». وقال إنه يجب على الجميع تقبل الرأى والرأى الآخر بصرف النظر عن اتجاهاته من أجل المصلحة العليا للبلاد وسلامة الأمن القومى المصرى لأننا جميعا فى مركب واحد مع الابتعاد عن المصالح الخاصة. وعن آلية التصالح بوجود معتصمين يشاع بأن لديهم أسلحة للدفاع عن أنفسهم فى حالة الهجوم عليهم قال: أرفض فض أى اعتصام بالقوة أو العنف ولكننى مع الطرق السلمية التى تكون بعيدة عن إراقة دماء المصريين ولذلك أرى أنه يجب على جميع القوى السياسية أن يكونوا على قلب رجل واحد بعمل مبادرة تجمع جميع الأطراف لحل هذه الأزمة التى ستؤدى إلى أزمة كلما طال أمدها دون حل. مشيرا إلى أن الفترة الحالية تتطلب من الجميع توحيد الأهداف والسعى نحو المصلحة العامة مطالبا القوات المسلحة والشرطة بعدم استعمال أى ذخيرة حية قرب المتظاهرين حتى لايشاع من ذوى النفوس الضعيفة أنهم ضدهم ولكن يجب أن يعرف الكل أن الجيش والشعب والشرطة إيد واحدة مع الرجوع لمنطق العقل بجلوس جميع الأطراف لتحقيق المصالحة الشاملة، لافتا إلى أنه يجب على الحكومة اتخاذ خطوات سريعة للم الشمل المصرى ودمج النسيج الوطنى مع عدم إقصاء أحد من جميع الأطراف حتى يكون للمصالحة جدوى مناشدا جماعة الإخوان المسلمين بالعمل الجاد لخوض الانتخابات القادمة سواء كانت برلمانية أو رئاسية، وطى صفحة الماضى، والتعلم من الأخطاء، والبعد عن الشعارات الرنانة. وأوضح أن بعض القوى السياسية تسعى نحو الإصلاح تحت شعار (كفانا كلام) والحوار هو الحل مؤكدا أنه يجب على الجميع أن يدرك إن التغيير يتم من خلال القنوات المشروعة بعيدا عن التعصب وقطع الطرق. التسامح والتنازل وتمنى محمد محمد عبد المقصود -مهندس زراعى- أن تعم صفات التسامح جموع المصريين خلال أيام العيد وأن يتنازل البعض عما يعتقده حقا له من أجل مصر. وأضاف أن الاتفاق يساعدنا على مواجهة التحديات المشتركة للوصول إلى شراكة قائمة على تبادل المحبة والإخاء والتغلب على الصعوبات، وقال يجب أن يدرك الجميع أن من أهم الحلول لإنهاء هذه الأزمة هو عدم الحديث عن أخطاء الماضى مع عدم الإساءة إلى أحد أو تشويه صورة مصر أمام العالم الخارجى كما فعلت بعض القنوات الفضائية التى لا تريد الاستقرار لمصر. وأكد أنه ليس من المعقول الإطاحة بأى رموز وطنية أو تفكيك وحدة المصريين وذلك لايتم إلا إذا أدرك القادة السياسيون أن ثورة 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو 2013 قامتا من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية. وقال كفانا مضيعة للوقت لأننا فى زمن القوة الاقتصادية.