لم أكن أتصور أن مخرجاً بحجم وتاريخ خيرى بشارة يمكن أن يقدم نموذجاً لكيف لا يكون العمل الدرامي، ويرتكب كل الأخطاء التى من المفترض ألا يقع فيها مخرج مبتدئ. فقد جاء مسلسل «الزوجة الثانية»، الذى يخوض به سباق دراما رمضان هذا العام، ويشترك فى بطولته كل من آيتن عامر، عمرو عبد الجليل، علا غانم وعمرو واكد، كإضافة سيئة للفيلم الذى يعتبر أحد روائع السينما المصرية. والمسلسل الذى يُعرض على أكثر من محطة فضائية لم ينجح حتى الآن أبطاله فى تقديم أنفسهم بشكل جيد بسبب السيناريو الضعيف والأداء الباهت لمعظمهم فى المشاهد التى رأيناها من المسلسل حتى الآن، فضلاً عن عدم إجادتهم الحديث بلهجة أبناء الريف فى الوجه البحرى ، وتبتعد كل البعد عن الطريقة السخيفة التى يتحدثون بها. وظهر فى مسلسل «الزوجة الثانية» نفس الصراع الدائر فى الفيلم بين حفيظة زوجة العمدة التى تجسد دورها علا غانم وزوجة شقيق زوجها التى تجسد دورها إيناس عزالدين، وهو الصراع الذى جاء بعيداً عن الكوميديا ولا يمكن مقارنته بالصراع الموجود فى الفيلم خاصة أن علا غانم ارتدت ملابس لا تناسب المرحلة الزمنية التى تدور فيها الأحداث خلال خمسينيات القرن الماضي. ولا يمكن بأى حال من الأحوال مقارنة الأداء الراقى لسيدة المسرح العربى الفنانة الراحلة سناء جميل، بالأداء الباهت والاستظراف والسذاجة التى أدت بها علا غانم الدور، وتركها المخرج دون نصح أو توجيه، لتقدم أسوأ أدوارها حتى الآن على الشاشة. ولم يقدم عمرو واكد الذى يجسد شخصية أبو العلا التى قدمها فى الفيلم الفنان شكرى سرحان أى إضافة للدور، وأداؤه بجميع المشاهد التى ظهر بها كان سطحياً ويفتقد الإقناع والقدرة على التقمص، فيما حاول الفنان عمرو عبد الجليل الذى يجسد دور العمدة إضافة اللمسات الخاصة به على الشخصية من خلال ادعاء الغباء فى بعض المواقف واستنساخ نفس «الإفيهات» والطريقة التى كان يتحدث بها فى فيلم « كلمنى شكراً» وهى شخصية إبراهيم توشكى مع المخرج خالد يوسف.