4 مرشحين يتقدمون بطلبات الترشيح في انتخابات مجلس الشيوخ بشمال سيناء    كفر الشيخ تبدأ صيانة طريق روينة ومحلة موسى ضمن خطة شاملة لتأهيل الطرق الداخلية    «الفريق أسامة» ربيع يبحث مع الخط الملاحي التركي ALCOR زيادة رحلاته عبر قناة السويس    انتعاش بعد توقف أمس.. ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة في منتصف التعاملات    موعد طرح كراسات شروط الطرح الثاني لإعلان سكن لكل المصريين 7    قُتل 4 من أفرادها.. «رويترز»: جاري إنقاذ طاقم سفينة «إتيرنتي سي» بعد استهدفها في البحر الأحمر    وزير الخارجية لنظيره الفرنسي: الحاجة ملحة لسرعة التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة    جيش الاحتلال يعلن تنفيذ عملية برية جنوب لبنان بذريعة تدمير بنية تحتية لحزب الله    مجلس الوزراء يقف دقيقة حداد على شهداء "الدائري الإقليمي" و"سنترال رمسيس"    "إنترفاكس": القوات الروسية وجهت ضربات لمطارات عسكرية في أوكرانيا ليلًا    أول رد رسمي من الزمالك بعد الشكوى المقدمة من زيزو (خاص)    أسامة حسني: كنا في الأهلي نشعر بالحرج من المشاركة في الكونفدرالية    غدًا .. انتهاء ماراثون امتحانات الثانوية العامة لطلاب النظامين القديم والحديث    نورهان تُقدم حفل ختام فعاليات «القومي للمسرح المصري» في طنطا اليوم    بعد اتهامات بسرقة تصميمات.. مها الصغير تغلق صفحة ماركة الحقائب الخاصة بها    تنس الطاولة، نتائج مخيبة لمنتخب مصر في جولة السلسلة العالمية بأمريكا    وزير الشباب والرياضة يشارك في فعاليات عربية بالأردن    الأبواب مغلقة.. أعضاء الجمعية العمومية يتوافدون على الإسماعيلى لسحب الثقة    وزير الخارجية الروسي يزور كوريا الشمالية هذا الأسبوع    ضبط (3643) ألف واقعة سرقة تيار كهربائي ومخالفة شروط التعاقد    سقوط عنصر جنائي بتهمة النصب والتزوير بالطالبية    لغياب المنافس، شرط أساسي لفوز القائمة الوطنية من أجل مصر بانتخابات الشيوخ    قتلى وإصابات بالآلاف، إيران تعلن حصيلة ضحاياها المدنيين في حربها مع إسرائيل    جمهور السقا ينفق 21 مليون جنيه لمشاهدة فيلم أحمد وأحمد (تفاصيل)    ذكري وفاة أستاذ "الكوميديا" عبد المنعم مدبولي صاحب مدرسة الضحك الراقي    علي غزلان: انفصلت عن زوجتي بسبب ملابسها وعدم إتقانها الطهي    وكيل الصحة بالوادي الجديد: شبكات الاتصال تعمل بكفاءة بين المستشفيات ووحدات الرعاية    أطعمة ومشروبات تزيد معدلات حرق الدهون في الجسم    وزير الري لوفد أفريقي: مصر لجأت لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي لمواجهة فجوة الاحتياجات المائية    فور اعتمادها من الوزير.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025-2026 (التنسيق وخطوات الحصول عليها)    مصرع طفلة إثر سقوطها من الطابق الثاني عشر بكفرالشيخ    «حدوتة حب مصر».. قصور الثقافة تحتفي بمسيرة أحمد منيب بحضور أبنائه غدًا    مرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تخطط لاحتجاز سكان غزة قسرا في معسكر اعتقال فوق أنقاض رفح    وزير الزراعة يبحث مع «الرقابة المالية» تسريع خطط عمل «التكافل الزراعي»    عودة خدمات فوري إلى كفاءتها التشغيلية بعد حريق سنترال رمسيس    وزيرة التضامن الاجتماعي تترأس اجتماع اللجنة العليا للأسر البديلة الكافلة    لاول مرة مساعد رقمى يتنبأ بالخطر بالمحطات النووية قبل وقوعه ب30 دقيقة    بالأسماء، تعيينات قيادات جديدة بكليات ومراكز جامعة القاهرة    "قلبي ارتاح"، لطيفة تعلن موعد طرح أغاني ألبومها الجديد    دليل اختبارات القدرات لطلاب الثانوية العامة.. مكتب التنسيق يوضح كيفية التسجيل.. محظورات خلال أداء الامتحانات.. و7 خطوات لسداد الرسوم    بعد حريق سنترال رمسيس.. المصرية للاتصالات تعلن استعادة الخدمات بعد نقلها إلى سنترالات بديلة    وزير الصحة: ضرورة تعميم مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية    طب قصر العيني تستضيف الامتحان الإكلينيكي للزمالة المصرية في تخصص الأنف والأذن والحنجرة    هربا من الحر للموت.. وفاة طالبين غرقًا داخل ترعة في قنا    إحباط ترويج ربع طن مخدرات ب34 مليون جنيه| صور    الاستماع لأقوال شهود عيان لكشف ملابسات مقتل سيدة على يد طليقها بأكتوبر    انطلاق منافسات تتابع الناشئين والناشئات ببطولة العالم للتتابعات للخماسي الحديث    ارتفاع في الطماطم.. أسعار الخضار اليوم الأربعاء في أسواق مرسى مطروح    تشغيل وحدة القسطرة القلبية بمستشفى طنطا العام وإجراء 12 عملية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 9-7-2025 في محافظة قنا    تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. مؤشرات كليات ومعاهد دبلوم سياحة وفنادق    مدرب الزمالك السابق يحذر الإدارة من التسرع في ضم نجم بيراميدز: "تحققوا من إصاباته أولًا"    دعاء الفجر| اللهم ارزقني الرضا وراحة البال    البابا تواضروس الثاني يلتقي الدارسين وأعضاء هيئة تدريس الكلية الإكليريكية بالإسكندرية    منتخب مصر لكرة السلة "سيدات" يفوز على تونس ويتوج بالبطولة العربية (صور)    أمين الفتوى يحذر من الزواج العرفي: خطر جسيم على المرأة    أمينة الفتوى: «النار عدو لكم فلا تتركوا وسائل التدفئة مشتعلة أثناء النوم»    ندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر وتركيا.. للصبر حدود !
نشر في أكتوبر يوم 21 - 07 - 2013

ليس خافيا أن العلاقات المصرية التركية تمر بمنعطف خطير يمكن أن تمتد تأثيراته إلى ما هو أبعد من القطيعة والخصام!.
الخلاف المصرى التركى تفجر فجأة فى أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسى وتحديدًا بسبب تصريحات الجانب التركى التى ترفض الاعتراف بثورة 30 يونيو كثورة شعبية وتتعامل معها باعتبارها انقلابا عسكريا.
الإنصاف يقتضى القول بأن هناك أطرافا دولية أخرى كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وغيرهما.. تعاملوا مع ما حدث باعتباره انقلابا عسكريا وليس ثورة شعبية.. غير أن كل هذه الأطراف بدأت تغير موقفها بشكل أو بآخر إلا تركيا.. لا تزال تتمسك برفض الإرادة الشعبية المصرية!
و يبدو غريبا أنه فى الوقت الذى يتحدث فيه جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى عن أن الوقت لا يزال مبكرا بالنسبة للولايات المتحدة لتحديد ما إذا كان ما حدث يوم 30 يونيو انقلابا عسكريا أم ثورة شعبية.. وهو ما يعتبر تغيرا واضحا فى الموقف الأمريكى.. يبدو غريبا أنه فى نفس الوقت يتمسك رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان بأن محمد مرسى هو الرئيس الشرعى لمصر بالنسبة له - على حد تعبيره!.
والحقيقة أن رد فعل تركيا بالنسبة لأحداث 30 يونيو وعزل الرئيس محمد مرسى كان بصفة عامة غريبا وعجيبا.. فالحزب الحاكم فى تركيا.. حزب العدالة والتنمية أعطى توجيهات للادعاء العام التركى لقبول نظر دعوى قضائية ضد الجيش المصرى.. بدعوى أنه انقلب على الشرعية فى مصر.. كأن عقارب الزمن عادت للوراء فإذا بتركيا هى الإمبراطورية العثمانية وإذا بمصر إحدى الولايات العثمانية(!!!).
ثم هذه الحملة الدعائية القوية التى قامت بها الحكومة التركية لتشويه ثورة 30 يونيه والتأكيد على أن الجيش المصرى انقلب على السلطة.
أضف لهذا كله أن رئيس الوزراء التركى قام بإرسال مجموعة من عناصره الأمنية إلى القاهرة بزعم أنهم ينتمون إلى منظمات حقوقية جاءت للدفاع عن أعضاء تنظيم الإخوان.. وأكثر من ذلك فقد قام أعضاء هذه المجموعة بتقديم طلب للنائب العام المصرى للكشف عن المكان المتحفظ فيه على الرئيس المعزول.. بدعوى الاطمئنان على سلامته وعدم تعرضه للتعذيب!.
غير أن الأخطر من كل ذلك هو واقعة تهريب أسلحة داخل إحدى الحاويات القادمة من تركيا لميناء شرق بورسعيد.. صحيح أن أجهزة الأمن المصرية استطاعت أن تحبط المحاولة وتضبط الأسلحة المهربة لكن ذلك لا يمنع من أن رد الفعل التركى إزاء أحداث 30 يونيو قد تطور بشكل ملحوظ من إطلاق التصريحات إلى ما يشبه إعلان الحرب على الإرادة الشعبية المصرية.
وكأن تركيا لا يكفيها ما تفعله فى الخفاء دليلا على أنها تشن الحرب على الثورة المصرية فراحت تفعل فى العلن أيضا.. فقد استضافت أنقرة التنظيم الدولى للإخوان وغرفة عملياته المركزية التى تصدر منها الأوامر لاستهداف الجيش المصرى والشرطة المصرية أيضا.. بالإضافة لتعليمات قطع الطرق وتعطيل المصالح الحكومية.
باختصار فعلت تركيا كل ما فى وسعها لتدمير الثورة الشعبية المصرية وتأييد جماعة الإخوان المسلمين التى ثار ضدها الشعب المصرى.
ويطرح السؤال نفسه: لماذا تسير تركيا فى هذا الطريق الغريب والعجيب؟!.. لماذا حتى لم تراجع نفسها كما فعلت الدول الأخرى؟!.. لماذا تبدو تركيا "ملكية" أكثر من "الملك"؟!.
***
نشرت إحدى الصحف التركية (صحيفة ميلليت) تقريرا تقول فيه إن تركيا خسرت واحدة من الركائز الأساسية المهمة فى منطقة الشرق الأوسط بعد ما أسمته الصحيفة بالانقلاب العسكرى فى مصر.
وجاء فى تقرير الصحيفة التركية أيضا أن مصر تعتبر الشريك الاستراتيجى المهم فى المنطقة والبوابة التركية المفتوحة على منطقة الشرق الأوسط بعد انتشار الحرب الأهلية فى سوريا والعراق.. والأمر المؤكد - كما تقول الصحيفة - أن الإطاحة بمرسى يدفع تركيا للعودة مرة أخرى للوراء!
وإذا كانت تركيا ترى أن ما حدث فى مصر خسارة "استراتيجية" لها فإننا لا نستطيع أن نتجاهل أن هناك أسبابا أخرى لا تقل أهمية لتفسير الموقف العدائى لتركيا من الثورة المصرية.
من هذه الأسباب أن أردوغان له خلفية إسلامية سياسية مثله مثل الدكتور محمد مرسى ومن الطبيعى أن يتعاطف معه.. غير أن الأهم أن الحكومة التركية الحالية عندها عقدة تاريخية من تدخل الجيش فى السياسة.. كما أن الجيش فى تركيا وكما هو معروف لا يزال طامحا وطامعا فى السلطة.
ونفهم أكثر تخوف الحكومة التركية من الجيش التركى ومن أن تصيبه عدوى مما حدث فى مصر من رد فعل الحكومة التركية التى بادرت باستصدار قانون يمنع تماما تدخل الجيش فى السياسة.. حدث ذلك فى نفس الأسبوع الذى تم فيه عزل الرئيس محمد مرسى.
ثم إننا لا نستطيع أن نتجاهل احتجاجات ميدان "تقسيم" التى امتدت لعدة مدن تركية.. ومن الطبيعى أن تشعر الحكومة التركية بالخوف والقلق من أن تعود هذه الاحتجاجات بتأثير الثورة المصرية الشعبية!.
ومهما كانت الأسباب التى دفعت تركيا لاتخاذ هذا الموقف العدائى من مصر وثورتها الشعبية فقد أعلنت مصر غضبها من الموقف التركى كما جاء فى تصريحات الرئاسة المصرية على لسان المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية "المسلمانى" الذى قال إنه يتعين على أنقرة احترام السيادة المصرية وعدم التدخل فى الشأن المصرى، بالإضافة إلى تصريحات الخارجية المصرية التى أعربت عن استياء مصر الشديد من الموقف التركى.
ثم هذه الدعوات المتزايدة لمقاطعة المنتجات والبضائع التركية فى مصر!
هل يستمر العداء التركى للثورة المصرية؟. وهل يتصاعد الغضب المصرى من الموقف التركى؟. سؤال يطرح نفسه بشدة!.
***
ليس أسهل من الهدم.. البناء هو الصعب.. وقد استغرق بناء العلاقات المصرية التركية زمنا طويلا وجهدا كبيرا.. وتقتضى الحكمة ويقتضى العقل أن يبذل الطرفان - تركيا ومصر - كل ما فى وسعهما للحفاظ على العلاقات الجيدة التى تربط البلدين.
لكن الصبر له حدود.. كما يقولون!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.