ثورة 30 يونيو.. ثورة الشرعية والإرادة الشعبية تعيد مفاهيم وصياغة العلاقات مع واشنطن من وحى الثورة الأمريكية.. وإذا كان السيد أوباما يقرأ فعليه أن يقرأ الفترة من 1776 حتى عام 1787 فترة حرب الاستقلال التى أعقبت الحرب الأهلية الأمريكية التى انتهت عام 1776 والتى انتهت بوثيقة استقلال 13 مستعمرة أمريكية عن التاج البريطانى.. نفس فترة حرب الاستقلال التى استمرت أحد عشر عامًا ثم عمل النظام الكونفدرالى الذى أثبت فشله وجاءت اللحظة التاريخية عندما اجتمع ممثلو 13 مستعمرة فى فلوريدا عام 1787 لوضع الدستور الأمريكى الحالى... المفارقة أن الذى وضع الدستور الأمريكى كلهم من القادة العسكريين ومن الجنرلات وهم جورج واشنطن وجون كوينثى آدم وتوماس جيفرسون وبنجامين فرانكلين ومن محاسن الصدف أن هؤلاء الآباء المؤسسين هم الذين تولوا رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية على التوالى... ومن أوجه الشبه أن فترة حرب الاستقلال حتى وضع الدستور الأمريكى كان يطلق عليها الربيع الأمريكى... وفى هذه الفترة فهم الأمريكان أن الدولة هى النطاق المركزى الذى يجمع الفرقاء المختلفين؛ لأن أمريكا بها اختلاف دينى ومذهبى وعرقى... فهل فهم السيد أوباما الثورة الأمريكية على أنها انقلاب.. كما يرددون أن ما حدث فى مصر انقلاب عسكرى وهل الآباء المؤسسون فى أمريكا لم يكونوا جنرالات فى الجيش الأمريكى وشعروا بالخطر على الولاياتالمتحدة.. الانقلاب يا أخ أوباما يعنى تحرك جماعة عسكرية من الجيش النظامى فجأة بغرض السيطرة على الحكم.. وأشهر هذه النماذج فى التاريخ العالمى انقلاب بينوشيه عام 1973 فى شيلى الذى دعمته أمريكا ضد الرئيس المنتخب اليسارى سيلفادو الليندو والذى قتل فى هذا الانقلاب.. لا يوجد انقلاب عسكرى فى التاريخ يعطى الحكم للمدنيين وهذا ما حدث فى مصر بعد شعور الجيش بالخطر على كيان الدولة المصرية.. وأقرب مثالين لما حدث فى مصر هو نموذج الجنرال سوار الذهب فى السودان الذى سلم الحكم للمدنيين ومحمد على ولو قال فى موريتانيا... وإذا كان الرئيس الأمريكى لا يقرأ التاريخ فعليه أن يعلم أن تنظيم الإخوان المسلمين فى مصر الذى أنشئ فى عام 1928 كان على نمط الجماعات الفاشية العنصرية مثل حركة الأيادى السوداء فى صربيا التى اغتالت ولى عهد المملكة الهنجرية النمساوية وفشلت بسببها الحرب العالمية الأولى.. وعلى نفس منهج الحزب النازى الألمانى والحزب الفاشى فى إيطاليا، والذى كان بسببه الحرب العالمية الثانية... باراك أوباما لا نعرف سر الذعر الذى أصابه بعد أن انحاز الجيش المصرى لإرادة الشعب... هل بسبب عمق المصالح مع تنظيم الإخوان المسلمين لتدمير منطقة الشرق الأوسط.. أم أن مراكز الأبحاث فى العاصمة الأمريكية مثل بروكنزوكارينجى والمعهد الأمريكى للدراسات والمركز القومى الديمقراطى تقدم له أبحاث مضروبة توجد بها شبهة أموال من جماعة الإخوان.. المهم أن أمريكا فى علاقاتها بمصر دائمًا تكون مخطئة لأنها لا تعرف شعب مصر.. مرة أخرى نطالب السيد أوباما قبل أن يقول إن ما حدث فى مصر انقلاب عسكرى أن يقرأ عن الثورة الأمريكية فهل يستوعب... نتمنى ذلك!!