أظن أن ما حدث من إراقة للدماء وقتل وسحل لأربعة من المصريين الشيعيين فى أبوالنمرس لا يرضى عنه أى عاقل فى هذا البلد.. مهما كان اختلفنا مع بعض أقوال هؤلاء الشيعة حول سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسخرية منهم ماعدا سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه.. واتهام السيدة عائشة رضى الله عنها باتهامات مزرية وباطلة تعف الكلمات عن ذكرها وكتابتها عن أم المؤمنين.. ومحاولات هذا المذهب الشيعى تصنيف آل بيت رسول الله سامحهم الله وغفر لهم. وأقول إنه رغم كل هذه الادعاءات الباطلة التى كان يروجها بعض الشيعة فى مصر لكننى لا أوافق على لغة التحريض التى يمارسها بعض دعاة التيار السلفى ضدهم.. فالإسلام هو دين السماحة.. حتى مع الذين يختلفون معنا فى المذهب أو العقيدة ( لكم دينكم ولى دين) ، فقد انتشر الإسلام بين شعوب العالم بالحكمة والموعظة الحسنة والقدوة.. وليس بحد السيف كما يزعم أعداؤه ( لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى ) وقد شعرت بالقرف والغثيان من كل هذه الوحشية وإراقة الدماء التى مارسها أهالى أبوالنمرس بالجيزة ضد هؤلاء الشيعة.. فقد حرم إسلامنا الحنيف التمثيل بجثث الموتى فى الحروب حتى ولو كان صاحب الجثة كافرًا.. فما بالنا ونحن فى زمن السلم. وأعتقد أن أحد أسباب اشتعال نار الفتنة فى أبوالنمرس هو الغياب الأمنى الذى ترك الحبل على الغارب للأهالى أن يعتدوا بكل هذه القسوة والوحشية على هؤلاء الشيعة. وأتساءل لماذا لم تتدخل قوات الأمن لحماية هذا المنزل الذى جرت فيه هذه المذبحة التى قتل فيها الشيعة الأربعة؟ فالروايات التى قيلت حتى الآن أشارت إلى أن هناك مسيرات أسبوعية كانت تطوف القرية تحذر من خرافات الشيعة وخطرهم على مصر.. ومع ذلك فلم يتحرك رجال الأمن.. ولم يتحرك دعاة وزارة الأوقاف لاحتواء الأزمة قبل وقوعها. إننى كنت أحسب أن وزير الأوقاف الشيخ طلعت عفيفى كان يتوجه بنفسه أو على الأقل يرسل دعاته ليلتقوا بأهالى هذه القرية ليشرحوا للناس هناك هذا المذهب الشيعى الذى يجهله الكثيرون من الناس البسطاء.. وليؤكدوا لهم أننا نختلف معهم فى بعض ما يقولونه من تجاوزات وانحرافات فى ديننا الإسلامى بدلًا من ترك المهمة لبعض الدعاة بالقرية وأئمة المساجد هناك ليشعلوا نار الفتنة هناك بين المسلمين والتى جعلت الأهالى يهجمون على هؤلاء الشيعة ولا يتركونهم إلا جثثًا هامدة. *** إن ما حدث فى قرية أبو النمرس أظن أنه الحادث الأول الذى ينفذ فيه حد القتل على هؤلاء الشيعة والذى يجب أن نتوقف عنده كثيرًا وننتبه إلى خطورة ما حدث فربما يتكرر.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.