موجات هائلة ومتتالية من علامات الاستفهام تُثار فى أذهاننا جميعًا فور إمساكنا بجهاز التحكم (الريموت كنترول) والبدء فى الاختيار بين مئات القنوات الفضائية، وخاصة الفضائيات حديثة العهد، فبعد ثورة 25 يناير وخلال الشهور القليلة الماضية امتلأ الفضاء المصرى بعشرات القنوات الفضائية لا نعلم عن تأسيسها ومؤسسيها ومصادر تمويلها أو أهدافها شيئًا. المعروف للجميع أن القنوات الفضائية تحتاج مبالغ طائلة وميزانيات ضخمة لما تتطلبه من تقنيات عالية، وإنتاج برامج لتعينها على الانطلاق والاستمرار، كما يؤكد الخبراء أن كل القنوات الفضائية المصرية تخسر باستمرار ولا تحقق أى أرباح تؤهلها لتكون مشاريع اقتصادية ناجحة. بينما يرى بعض المهتمين بالشأن الإعلامى أن هناك أجندات خفية وراء هذه القنوات لا تخدم صالح الوطن. وتزامن خروج تلك القنوات إلى النور وتلك التساؤلات وعلامات الاستفهام، مع التصريحات التى أثارت الدهشة للسفيرة الأمريكية فى مصر (آن باترسون)، قائلةً أمام الكونجرس: إن بلادها ضخت 40 ?مليون دولار دعمًا لمنظمات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام فى مصر منذ ثورة يناير. ومن أشهر القنوات التى وضع أمامها الخبراء علامات استفهام مجموعة قنوات ال سى بى سى لصاحبها رجل الأعمال محمد أمين فهو الوحيد فى تاريخ الإعلام المصرى الذى أنشأ باقة فضائيات – CBC – ثم أطلق معها صحيفة يومية وهى الوطن ؛ وكذلك شراكته بصحف اليوم السابع والمصرى اليوم، والفجر، لقد أنشأ فى أول رمضان بعد الثورة قناة CBC ثم تبعها بقناة ثانية CBC دراما ثم ثالثة (+CBC) وفى سبتمبر 2011 اشترى 85% من قناة النهار وقناة النهار دراما، ثم اشترى مجموعة قنوات مودرن (مودرن سبورت – مودرن كورة – مودرن حرية) ثم وكالة الأخبار العربية AUA من ورثة محمد الخرافى، وتجرى الآن مفاوضات لشراء مجموعة قنوات بانوراما التى تضم قناتين للدراما وقناتين للأفلام إحداهما للأفلام العربى وأخرى للأفلام الأجنبى، وأيضًا «موجة كوميدى». درس الأمين الهندسة بجامعة الإسكندرية وحصل على تقدير جيد جدًا، ثم سافر إلى شقيقه بالكويت ليعمل كمهندس موقع ليترقى فى المناصب، فى شركة مقاولات كبيرة – بنية تحتية ومرافق - وبعد 16 عاما من العمل فى الكويت قرر محمد الأمين، العمل فى مصر من خلال شركة استصلاح زراعى حصل على موافقاتها من يوسف والى وزير الزراعة الأسبق. أما قناة «النهار» فيرأس مجلس إدارتها وليد مصطفى، ويديرها ويشارك فيها سمير يوسف - زوج مقدمة برنامج التوك شو الشهيرة منى الشاذلى - وكان يعمل منتجًا فنيًا لقناة «نايل سبورت» وتقول بعض التقديرات إن حملة الدعاية التى سبقت بث القناة تجاوزت 40 مليون جنيه. ويلى ذلك قناة «25 يناير» التى تعد أول قناة فضائية تنطلق بعد الثورة، ويملكها الإعلامى محمد جوهر الذى ارتبط اسمه دائمًا بالرؤساء فى مصر نظرًا لتسجيله لقاءاتهم وخطاباتهم من خلال الشركة التى يمتلكها. وقناة مصر 25 التابعة لجماعة الإخوان المسلمين يرأس مجلس إداراتها صادق عبد?الرحمن الشرقاوى ومن ضمن المساهمين محمد أسامة ومحمد فؤاد وأحمد توفيق ومها السيد السيد أبوالعز، وعمرو محمد زكى محمد، وحسام أبوبكر الصديق الشحات أبوالعز كما كان الرئيس محمد مرسى أحد المؤسسين للقناة عقب الثورة ثم تم بيع الحصة قبل الانتخابات الرئاسية وبلغ رأس مال القناة حسبما صرح رئيس مجلس إداراتها مليون دولار. أما قناة القاهرة والناس التى كانت تنطلق فى شهر رمضان لعرض المسلسلات والبرامج الرمضانية قرر صاحبها رجل الإعلانات طارق نور إطلاق القناة على مدار العام بحيث تتحول إلى قناة شاملة وتعاقدت القناة مع عدد من المذيعين أبرزهم طونى خليفة وأسامة كمال وإبراهيم عيسى. وهناك روتانا مصرية أحد فروع مجموعة قنوات روتانا لصاحبها الأمير الوليد بن طلال وهى من القنوات التى انطلقت عقب الثورة فى العام قبل الماضى وشهدت القناة عودة المذيعة هالة سرحان إلى الظهور عليها من خلال برنامج «ناس بوك قبل أن تتركهم آواخر العام الماضى وحل بدلا منها المذيع تامر أمين ببرنامجه ساعة مصرية. قناة «إم بى سى مصر» التى تعتبر المولود ال «12» من مجموعة «إم بى سى» وانطلقت منذ فترة قصيرة وتعاقدت مع مجموعة من النجوم فى مقدمتهم المذيعة منى الشاذلى التى تركت قناة دريم لتقدم برنامج جملة مفيدة والفنان هانى رمزى الذى يقدم برنامج «الليلة مع هانى ويعد رأس مال مجموعة قنوات ال «ام بى سى سعودى فالشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم هو رئيس مجلس ادارة المجموعة بدأ أول خطواته فى المجال الإعلامى بتأسيس شركة «آرا» للإنتاج الفنى والتجهيزات التليفزيونية والتى ما زالت قائمة إلى اليوم. وفى عام 1991م انطلقت قناة (CBM) من لندن كأول قناة تليفزيونية عربية فضائية مستقلة تبث برامجها على مدار الساعة لتمثل بذلك نقلة نوعية فى مجال البث التليفزيونى الفضائى العربى على الصعيد العام ويصل نصيب الأمير عبد العزيز بن فهد إلى أكثر من 33% من الأسهم مع باقى الشركاء الآخرين. أما?«قناة التحرير» فقد دشن الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى هذه القناة خلال الشهور الأولى التالية لاندلاع الثورة فى يناير 2011 وضمت وقتها عددًا من أهم الإعلاميين والكتاب أمثال بلال فضل، ومحمود سعد، وعمرو الليثى، وضياء رشوان، ودعاء سلطان، وانضم لهم لاحقًا دينا عبد الرحمن الوافدة من قنوات دريم إلا أن عددا كبيرا من الإعلاميين فى القناة تركوها بسبب خلافات فى سياستها الإعلامية. وكانت القناة فى البداية قائمة أساسا على أموال الإعلانات، دون وجود ممول بعينه وعندما دشن إبراهيم عيسى القناة توجه إلى إحدى شركات الإعلان لإبرام عقود تقضى بحصوله على مبالغ لإدارة القناة من شركة الإعلان، التى تقوم هى بتحصيل ما دفعته لعيسى من الإعلانات التى تأتى للقناة، ثم قام إبراهيم المعلم بشراء القناة، وفى سيناريوغريب بدأ المعلم - صاحب مجموعة الشروق (جريدة الشروق، ودار الشروق للنشر والتوزيع) - بتخفيف النزعة السياسية التى قامت عليها القناة، بإدخال عدد أكبر من البرامج الاجتماعية والأسرية، وبث المسلسلات الدرامية، والمضمون غير السياسى. وأخيرًا صدى البلد إحدى القنوات التى انطلقت بعد الثورة ضمن شبكة قنوات البلد التابعة لشركة كليوباترا للإعلام، المملوكة لرجل الأعمال محمد أبوالعينين، ويرأس مجلس إدارتها الكاتبة الصحفية إلهام أبوالفتح،ومدير البرامج عمروالخياط وبدأت بثها الفعلى مع أول أيام الانتخابات البرلمانية عقب الثورة بعد سنوات من التعثر، حيث كان من المقرر أن تنطلق قبل 4 سنوات تقريبا إلا أنه تأجل إطلاقها 5 مرات. وتعاقدت قناة صدى البلد مع الإعلاميين دينا رامز، ورولا خرسا، وعزة مصطفى، والكاتب الصحفى حمدى رزق، والمذيعة هبة الجارحى والمذيع أحمد سمير.