قد لا يعرف الكثيرون الأديب العالمى الأمريكى إرنست هيمنجواى صاحب تسمية الطابور الخامس.. وهو الذى حصل على جائزة نوبل فى الأدب عن روايته الشهيرة «العجوز والبحر» التى كانت سببا فى القاء الضوء على الأدب الأمريكى.. ولا يعرف عشاق أدبه وكتاباته أنه مثل كثير من الأمريكيين تم تجنيدهم قبل الحرب العالمية الثانية للخدمة كجواسيس هواة لصالح بلدهم انطلاقا من حبهم لوطنهم.. ولم يكن الأمريكيون يرون أى عيب فى تضافر جهود المحترفين والهواة فى جمع المعلومات الاستخباراتية لخدمة جهاز المخابرات الأمريكى الناشىء فى ذلك الوقت.. وكان إرنست يطوف العالم كأديب وكاتب كغطاء لجمع المعلومات وكان ضابط التشغيل له الكولونيل «جون توماسون» من مكتب الاستخبارات البحرية وهو ضابط حاصل على العديد من الأوسمة خدم لمدة 20 عاما فى الاستخبارات وفى جولة للأديب العالمى فى الشرق الأقصى فى ربيع عام 1941 شعر بالانزعاج لأنه حصل على معلومات أن اليابان عدو أمريكا ستشن هجوما على البحرية الأمريكية خلال بضعة شهور.. فنقل هذه المعلومات لضابط التشغيل الذى استهان بها وقال لإرنست هيمنجواى «لا ليس من الممكن.. فليس هناك أى امكانية فى إن تكون البحرية اليابانية حمقاء إلى هذا الحد حتى تقوم بالهجوم على البحرية الأمريكية فهذا يعدا انتحارا.. واليابانيون ليسوا شعبا من الأغبياء».. ومرت أشهر وكان الهجوم على البحرية الأمريكية فى معركة «بيرل هاربور» الشهيرة.. وهنا شعر الأديب العالمى أنه جاسوس سوبر.. نعود لسر تسمية الطابور الخامس الذى اخترعه هيمنجواى فهو الذى اعتبر أن الجيش أربعة طوابير فى الجيوش التقليدية وهى البحرية والبريد والجوية والدفاع الجوى.. أما الطابور الخامس الذى يمثل افتراضا طابورا خفيا من جواسيس العدو يتحرك فى مسار آخر.. ضد الطوابير التقليدية.. وللتاريخ أن هيمنجواى ألف مسرحية «الطابور الخامس» وجعل الشخصية الرئيسية هى الجاسوس السوبر وهو يحكى عن نفسه وقد استهوت الأديب لعبة جمع المعلومات.. فقد كان يعيش فى «هافانا» عاصمة كوبا التى كانت تكتظ بمئات الآلاف من الأسبان الذين هربوا من الحرب الأهلية فى أسبانيا فى ثلاثينيات القرن الماضى.. وفى عام 1941 بلغ إرنست صديقه سبرويل برادن سفير أمريكا فى كوبا أنه اكتشف أكثر من 20 ألف شخص من المتعاطفين مع الفاشيين والنازيين من بين اللاجئين الأسبان وهم طابور خامس كبير يجلس منتظرا إشارة من برلين للاستيلاء على الجزيرة وأنه استطاع تكوين شبكة من اللاجئين الأسبان الذين يثق بهم وجند منهم 26 شخصا من حثالة البشر من مهربى الأسلحة والذخيرة والقوادين والعاهرات والجرسونات والمقامرين وأصدقاء الشرب وأطلق عليهم أصدقاء «بابا كروك» تيمنا بكنيسته المفضلة وهم رهن إشارته للعمل كعملاء لأمريكا.. اختارهم بعناية من ضمن الطابور الخامس.. ما نخرج به من هذه المشاهد للأديب العالمى أن الطابور الخامس يزدهر وينتشر وقت الحروب والفوضى والحروب الأهلية والمراحل الانتقالية.. وباسقاط هذا على الوضع فى مصر الآن.. وكثرة العابثين فى مصر.. نعتقد أن هناك طابورا خامسا طويلا جدا يعيش بيننا ولا يريد ان تخرج مصر من أزماتها.. فلنتكاتف جميعا لكشف الطابور الخامس!!