يبدو أن بعض «الهوانم» فى المجلس القومى للمرأة بزعامة رئيستهم السفيرة «مرفت تلاوى» حاولن أن يثبتن للناس أنهن لسن بهوانم يجلسن فى الصالونات المكيفة يتجاذبن أطراف الحديث ويجترن الذكريات.. كما يحلو للبعض الادعاء عليهن بذلك.. ولكن أردن أن يؤكدن للجميع أنهن نصف المجتمع «بجد» وأن يساهمن فى تحقيق أهداف ثورة 25 يناير المجيدة «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية».. فقررن الخروج من القاهرة بكل ما فيها من ضجيج وزحام وتلوث ومعارك وهمية بين النخب السياسية والسفر إلى الصعيد- فى عز الحر- للبدء فى تنفيذ برنامج طموح أطلقن عليه «نحو غد أفضل» وشددن الرحال أولا إلى محافظة المنيا.. ومنها إلى كل قرى ونجوع وكفور مصر (قبلى وبحرى) لمد يد المساعدة للمرأة المعيلة لرفع مستوى معيشتها.. وتقديم قروض بسيطة لها لتبدأ مشروعا صغيرا يعينها على تربية أولادها.. ويحفظ ماء وجهها من أن تمد يديها إلى أى جهة تطلب مساعدتها.. ولكن تكسب قوتها بعملها. وقد لمست على الطبيعة مدى حماسة هؤلاء السيدات لتحقيق هذه العدالة والمساواة على أرض الواقع ليس للمرأة فقط.. ولكن لكل أفراد المجتمع نساء ورجالا وشبابا وأطفالا. فالبرنامج يسعى للاستفادة من 30 ألف شاب كانوا يعملون فى جمع البيانات والإحصائيات عن المجتمع المصرى.. بإعادة تدريبهم بالاتفاق مع منظمة العمل الدولية.. بالإضافة إلى تدريب الرائدات الريفيات وتحسين أوضاعهن لخدمة المجتمع القروى ورفع المستوى الثقافى والصحى لسيدات الريف.. كما أتمنى من كل قلبى أن ينجح البرنامج الطموح الذى أعده المجلس القومى للمرأة فى مواجهة «الأمية» التى أصبحت عارا علينا جميعا بعد أن فشلنا لسنوات طويلة فى محو أمية 40% من السكان.. رغم كل الملايين التى تم صرفها من الموازنة على هذه البرامج ولكنها للأسف لم تنجح وفشلت فشلا ذريعا! وقد سمعت رئيسة المجلس مرفت تلاوى وهى تتكلم بكل أسى عن هذه المشكلة الخطيرة التى نعانى منها.. وتضرب مثلا بأن كوبا استطاعت القضاء على عار الأمية فى سنة واحدة وجعلت الشباب يشتركون فى محو أمية الشعب الكوبى بعد أن أغلقت الجامعات.. فلماذا لا نطبق هذه التجربة فى برامج محو الأمية.. وأن ندعو الشباب فى العطلات الصيفية للمساهمة فى مواجهة هذا العار نظير مبلغ محدد يتقاضاه الشاب عندما يمحو أمية أحد المواطنين. أما عن قضية مواجهة العنف ضد المرأة والتصدى للتحرش.. فالمجلس طرح مشروع القانون على كل الهيئات والمنظمات والجمعيات الأهلية ليقولوا رأيهم وأفكارهم فى مواده.. حتى يمكن إنقاذ المرأة من حالات العنف ضدها سواء حرمانها من الميراث أو التعليم أو الرعاية الصحية. qqq صحيح أن سيدات المجلس القومى للمرأة «هوانم».. ولكن هوانم من نوع آخر يخرجن إلى المحافظات للوقوف بجانب الناس الغلابة فى بلدنا.. ويحاولن المساهمة فىحل مشاكلنا وما أكثرها.. عموما طريق الألف ميل يبدأ بخطوة تحققها الهوانم كما تعلمنا.