خشية الله تعالى من صفات المؤمن وتتفاوت هذه الصفة بقدر الإيمان، فللخشية مقام لا يصل إليها إلا المؤمنون، وأعلى الناس خشية من الله هم العلماء:( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ). والخشية تدل على العلم بالله، فالنبى أشدنا خشية من الله لأنه أعلم به سبحانه فيقول:«إنى لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية»، لذلك كان يقول لصحابته:«لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا.. ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون». لذلك قال الإمام أحمد إن كل من كان بالله أعلم، كان من الله أخوف، والواحد منا إذا خاف من شىء فر منه خوفا.. إلا الله إذا خشيناه حقيقة لا نفر منه بل نفر إليه فهو القائل:( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) ، وذلك باتباع القرآن والسُنة والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم. وخشية الله تعالى حقيقة تحول بين الخاشى من الله ومحارم الله وتحجزه عن المعاصى، فهى أعظم منزلة وأنفع للقلب، بل هى فرض على كل مؤمن، فتجعله لا يأكل حرامًا ولا يشهد زورًا ولا يخلف وعدًا ولا يخون عهدًا ولا يضغن حقدًا ولا يسخط رزقًا، ويرجع الأمر كله لله.. ولا بد أن تكون الخشية عملية لا كلاما فإن الخشية والإيمان صنوان، والإيمان ما وقر فى القلب وصدقه العمل، اللهم ارزقنا الخشية منك فى الدنيا والأمن يوم القيامة.