عقد مؤخراً بالجزائر مؤتمر العمل العربى فى دورته ال 40 فى ظل ظروف بالغة التعقيد وتحديات تواجه العمال العرب بسبب الظروف التى يمر بها الوطن العربى، بمشاركة 20 دولة عربية وما يقارب من 600 مشارك، بالإضافة إلى 32 اتحاداً ومنظمات عربية ودولية وأصحاب أعمال من الدول العربية المشاركة، وقد وجه الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة كلمة ألقاها نيابة عنه مستشاره محمد على بوغازى حىَّ فيها الوفود المشاركة وتمنى نجاح المؤتمر فى ظل الظروف الراهنة، وطالب المؤتمر بضرورة وضع أجندة عربية للنهوض بالتشغيل والحد من البطالة وضرورة وضع استراتيجية عربية.وناقش المؤتمر تقرير أحمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية والذى احتوى على أهم القضايا التى تهم أطراف العملية الإنتاجية (الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال) المشاركين فى المؤتمر وتأثير الثورات العربية على معدلات التشغيل وتراجع معدلاته وارتفاع نسبة البطالة إلى 16% فى الدول العربية بما يعادل 20 مليون عربى عاطل عن العمل نتيجة عدم تنقل العمالة العربية بين الأقطار الشقيقة وعدم توافر فرص عمل حقيقية، كما قدم تقريره عن التنمية المتوازنة وتطلعات الشباب لتأمين فرص عمل لائقة وتقريره الفنى حول التأمين ضد البطالة ومستقبل التشغيل فى ضوء المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية فى الوطن العربى وأكد لقمان أن الوضع الذى يمر به الوطن العربى خطير ويحتاج إلى تكاتف القوى السياسية والتحرك السريع لايجاد فرص عمل حقيقية لأكثر من 20 مليون عاطل عربى بسبب الأوضاع الاقتصادية التى تسود البلاد العربية، حيث ارتفعت البطالة بنسبة 3,2% عن العامين الماضيين خاصة بعد ثورات الربيع العربى. وأوضح لقمان فى كلمته التى ألقاها فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التى ترأسها الطيب لوح وزير العمل الجزائرى أن منظمة العمل العربى فى تقريرها وضعت رؤية لعرضها على المؤتمر وتنفذ من خلال آليات لتوفير فرص للعمل اللائق والتأمين ضد التعطل وضرورة تفصيل العقد الاجتماعى للتشغيل، وأوضح التقرير أيضاً دور القطاع الخاص فى منظومة التشغيل وأهميته. وحذر لقمان من تفاقم أزمة البطالة وطالب بضرورة تحرك سريع من أجل توليد واتاحة فرص عمل حقيقية لشباب الوطن العربى تنفيدا للعقد العربى للتشغيل وما يجب أن يتم تنفيذه لهذه المشروعات التى اتفق عليها فى المؤتمر العربى الأول لتشغيل الشباب والذى عقد بالجزائر عام 2009. وقال إن هذا المؤتمر يأتى لضرورة وضع خريطة لمستقبل تشغيل الشباب وآليات لرفع معدل النمو إلى 10%. وتحت عنوان «تشغيل الشباب» عقدت المائدة المستديرة بمشاركة أطراف العملية الانتاجية (حكومات - أصحاب أعمال - عمال) بهدف الوصول إلى نتائج وتوصيات وأفكار تدعم تشغيل الشباب وتوفير فرص العمل اللائق لهم، بالإضافة إلى مشروع الاتفاقية العربية بشأن الحماية الاجتماعية للعاملين بالقطاع غير المنتظمة وضرورة وضعهم تحت مظلة تأمينة وصحية. الأزهرى نائبا للرئيس تم انتخاب خالد الأزهرى وزير القوى العاملة والهجرة نائبا لرئيس مؤتمر العمل العربى الذى يرأسه الطيب لوح وزير العمل الجزائرى بصفته الدولة المضيفة للمؤتمر وأكد الأزهرى فى كلمته أن اختياره للمنصب ليس لشخصه بل لدور مصر المحورى فى كافة قضايا العمل والعمال على مستوى الوطن العربى. وشاركت مصر بوفد مكون من خالد الأزهرى وزير القوى العاملة ممثلاً لفريق الحكومات ونائبا لرئيس المؤتمر، أما جمال المراغى رئيس الاتحاد والعام لنقابات عمال مصر فرأس وفد العمال المصرى وعبدالستار عشرة ممثلاً عن فريق أصحاب الأعمال فى اتحاد الغرف التجارية المصرية. وأشار الأزهرى إلى أن اختيار منظمة العمل العربية لموضوع (التنمية المتوازنة وتطلعات الشباب لتأمين فرص العمل اللائق) جاء مناسبا ليكون محوراً لمناقشات أعمال هذه الدورة من مؤتمر العمل العربى وهذا الموضوع جاء ملائما للشباب العربى لماله من أهمية تتماشى مع متطلبات هذه المرحلة والتى زادت معدلات البطالة فيهاس خاصة فى بلدان الربيع العربى وأشاد الأزهرى بدور منظمة العمل العربية وجهودها بشأن معالجة قضايا البطالة ودعم الشباب والتركيز عليه بشكل دائم وأن هذا يأتى ادراكا لأهمية تشغيل الشباب وايمانا من المنظمة بدورها فى عملية التنمية الشاملة. وأوضح الأزهرى فى كلمته أهمية التكامل العربى لتحقيق التنمية لكافة الشعوب العربية من خلال دعم العمل العربى المشترك، مشيراً إلى أن هذا لا يأتى إلا تحت مظلة الوحدة العربية التى نحن فى أشد الحاجة إليها الآن، واستعرض الوزير جهود الوزارة فى كثير من القضايا التى تهم العمل والعمال منها الحريات النقابية واهتمام الوزارة بقضية التدريب من أجل التشغيل، بالإضافة إلى خطة التوعية لتشغيل الشباب والتى تهدف إلى توعيتهم بأهمية التدريب المهنى والتحويلى والعمل الحر من خلال جهود الحكومة لخلق فرص عمل حقيقية للشباب حيث إن المستهدف لهذا العام 750 ألف فرصة عمل، فى نهاية هذا العام. مشروعات مشتركة وأكد المشاركون فى المؤتمر أن الوطن العربى الآن فى أمس الحاجة إلى إنشاء شركات عربية مشتركة تقوم بمشروعات منتجة وجاذبة للعمالة وتساهم فى العملية التنموية الحقيقية من أجل نقل البلاد العربية إلى موقع أفضل إسهاماً فى تخفيف حدة البطالة من خلال توفير فرص عمل حقيقية عن طريق هذه المشروعات العربية المشتركة، مؤكدين أن الظروف الآن مواتية للدول العربية حيث يتوافر رأس المال العربى المهاجر والمقيم والمواد الخام الأولة والرخيصة فى الوطن العربى الملىء بالثروات التعدينية والبترولية والأراضى الزراعية مع رخص العمالة العربية ودعا المشاركين لإنشاء سوق عربية مشتركة على غرار الاتحاد الأوروبى. تكريم 20 من الرواد _______________ كرمت منظمة العمل العربية عددا من رواد العمل العربى فى مختلف المجالات والاختصاصات الذين اسهموا فى تقديم خدمات للعمل المشترك وعلى رأسهم النقابى الكويتى حسين حسن أحد مؤسسى العمل النقابى بالكويت وكرمت 8 شخصيات ممثلين عن الحكومات و4 من أصحاب الأعمال و5 من العمال و3 من العاملين بمنظمة العمل العربية. الجدير بالذكر أن هذا التقليد فى تكريم الرواد يتم منذ ثلاث سنوات خاصة بعد تولى أحمد لقمان مديراً لمنظمة العمل العربية. غياب سوريا أكد أحمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية أن سوريا غير ممثلة فى هذه الهيئة ولا فى المنظمات الأخرى لجامعة الدول العربية بناء على تعليمات الأمانة العامة للجامعة العربية والتى تنص عدم التعامل مع الحكومة السورية، وأضاف أن التعليمات التى وصلتنا من الجامعة تنص على عدم التعامل مع الحكومة السورية وعدم قبول ممثلين آخرين فى منظمات الجامعة العربية، لذا قررت جامعة الدول العربية فى نهاية مارس فى «الدوحة» منح مقعد سوريا «الشاغر» منذ تعليق عضوية دمشق فى الجامعة منذ نوفمبر 2011 إلى الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية وتحفظت الجزائر على القرار، كما أن السفير السورى بالجزائر مازال يعمل بشكل عادى رغم السماح ببعض المظاهرات للجالية السورية المعارضة للنظام بذلك فى الجزائر.