يترقب العالم بحذر ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تحركات للهيئات الدولية والقوى الفاعلة فى المجتمع الدولى تجاه كوريا الشمالية التى أثارت الانتقادات بإعلانها عن إجراء تجربتها النووية الثالثة رغم خضوع هذه الدولة بالفعل لعقوبات خانقة. وجاءت التجربة النووية الجديدة لبيونج يانج، لثثبت أن كوريا الشمالية تصر على رفع راية التحدى والعناد عندما تتعرض للعقوبات بدلا من التراجع، وهو الأمر الذى أدانه مجلس الأمن الدولى بشدة، معتبرا التجربة النووية الثالثة لكوريا الشمالية انتهاكا للقرارات الدولية وعملا يشكل خطرا نوويا على الأمن العالمى. وبطبيعة الحال، أثارت التجربة استياء الحليف الصينى، واستدعت بكين السفير الكورى الشمالى لديها معربة عن استيائها الشديد من الخطوة الأخيرة التى اتخذتها بيونج يانج خاصة أن بكين هددتها فى السابق بقطع العلاقات فى حال إجراء تجربة نووية جديدة. ويرى محللون أن العلاقات بين بيونج يانج وبكين الحليف الدبلوماسى والاقتصادى الرئيسى تواجه الآن اختبارا صعبا بعد أن أصبحت تحت المجهر فى ظل موجة الاستنكار الدولى لخطوة كوريا الشمالية ليصبح الأمر مثيرا للقلق لدى الدبلوماسية الصينية التى وجدت نفسها فى حرج بالغ لأن ما سيحدث مستقبلا يتوقف معظمه على الصين التى ستضطر إما لممارسة نفوذها كجار كبير على بيونج يانج أو لقبول قيام دولة نووية خارجة عن السيطرة، خاصة أن هناك بعض الصينيين الذين يرون أن الوقت قد حان لوضع حد للدعم الصينى لكوريا الشمالية أو على الأقل خفضه فى الوقت الذى لا توجد فيه مؤشرات على أن الصين ستغير سياستها تجاه بيونج يانج، لأنه فى الوقت الذى تحتاج فيه كوريا الشمالية للمعونات والدعم الدبلوماسى الصينى تريد الصين من جانبها أن تتفادى انهيار الجار الكورى الشمالى لما قد يتسبب فيه من تدفق اللاجئين إلى مناطقها الشمالية الشرقية كما أنها تجد فى كوريا الشمالية منطقة عازلة تجنبها القوات الأمريكية فى كوريا الجنوبية. وقد ازدادت خطورة التجربة الكورية الشمالية مع دخول إيران على الخط بعد أن كشفت مصادر استخباراتية غربية عن وجود كبير العلماء النوويين الإيرانيين «محسن فخرى زاداه مهابادى» فى بيونج يانج أثناء إجراء الاختبارات النووية، حيث يعتقد أنه سافر الى كوريا لمشاهدة الاختبارات خاصة وأن مهابادى نادرا ما يغادر إيران، وتقول الصنداى تايمز إن وجود العالم النووى الإيرانى يلقى الضوء على التعاون الوثيق بين طهران وبيونج يانج ويؤجج المخاوف فى الغرب بشأن الاختبار النووى الشمالى من أن تسير ايران على خطى كوريا الشمالية نحو تنمية سلاحها النووى سرا. وفى محاولة لزيادة الضغط على كوريا الشمالية، وافقت حكومات الاتحاد الأوروبى على تشديد العقوبات التجارية والاقتصادية المفروضة عليها، بينما حث الرئيس الأمريكى باراك أوباما – الذى اعتبر التجربة الكورية تصرفا استفزازيا بشكل كبير يضرب استقرار المنطقة - أعضاء مجلس الأمن الدولى على فرض عقوبات جديدة على بيونج يانج. وبعد التجربة النووية الأخيرة، أعلن وزير الخارجية الاسترالى «بوب كار» أن بلاده لن تستقبل وفدا دبلوماسيا من كوريا الشمالية كان يسعى لفتح سفارة لبيونج يانج فى العاصمة كانبيرا، كما تسعى كوريا الجنوبية إلى إقناع مجلس الأمن بمعاقبة جارتها الشمالية على هذه الخطوة بإصدار قرار يتضمن بندا يفرض عقوبات عبر وسائل عسكرية. وتفرض الأممالمتحدة عقوبات ضد كوريا الشمالية تحظر عليها إجراء تجارب صاروخية أو نووية جديدة بعد تجربتين نوويتين أجرتهما بيونج يانج فى 2006 و2009.