بالرغم من البلاغ الذى تقدم به د.محمد جميعه مدير عام الإعلام بالأزهر الشريف وأمين عام المكتب الفنى لشيخ الأزهر إلى النائب العام منذ عدة أسابيع ضد أحد الإعلاميين بإحدى القنوات يتهمه فيه بنشر الأكاذيب وترويج الاتهامات الباطلة ضد الازهر والتطاول عليه.. فإن الأمر لم ينته بل مازال البعض يتمادى فى هذا التطاول ووصف الأزهر وشيوخه وعلمائه بالعلمانيين وغيرها من الأكاذيب... فهل الأزهر بحاجة إلى التحصين وكيف يكون ذلك؟ د. عبد المقصود باشا رئيس قسم التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر يؤكد أن الأزهر الشريف قيمة وقامه ومن يرى غير ذلك فهو قصير النظر موضحًا أن الأزهر أنشىء ليكون منارة شيعية. لكن الله سبحانه وتعالى أرد أن يكون منارة للعالم الإسلامى كله ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو كما قال حكيم العرب قد تذكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم وأضاف أن الازهر هو القوى الناعمة التى يلتف حولها العالم الإسلامى كله بإستثناء فئة شاء الله لها الضلال وسولت لها نفسها بالسوء فناطحوا السحاب وحاولوا أن يتطاولوا برقابهم إلى عنان السماء. وما علموا أن هذا التطاول على الأزهر ومبادئه إنما هو كتطاول قوم لوط على نبيهم، مشيرًا إلى أن هؤلاء عندما يهاجمون الأزهر إنما يهاجمون الدين الإسلامى نفسه. وتساءل ألا يعلم هؤلاء الذين يريدون هدم وتشويه الأزهر من أجل الانتصار لمذهب بعينه أو لرأى فكرى فقهى يرونه صوابًا أن الأزهر يدرس المذاهب الدينية كلها من حنفية وشافعية ومالكية وحنابلة وإباضية وإثنا عشرية وزيدية وغيرها من المذاهب الإسلامية؟ بل نشأت عنه لجان متعددة تنادى بالتقارب الفقهى والوحدة فيما اتفق المسلمون فيه والبعد عما اختلفوا فيه، بل إنه حمل لواء الشافعى فى قوله «رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب»...بل إن شيخه الجليل محمود شلتوت أصدر فتواه مع هيئة كبار العلماء بإمكانية التعبد على المذهب الجعفرى.. بل أخذ من هذا المذهب بعض أحكامه الفقهية مثل مسألة الوصية الواجبة وغيرها... أبعد كل هذا يتطاولون على قدس أقداس الإسلام من أجل الانتصار أو جريًا وراء مصالح مادية تفرق عليهم من أجل نشر هذا المذهب. وبعث د.الباشا إلى هؤلاء برسالة قائلًا فيها: سيظل الازهر باقيًا، أما أنتم فكناطح صخرة ليوهنها فهم كالأفاعى وأقل من أقزام. واقترح وجود مادة نصية فى الدستور المصرى تحفظ للأزهر هيبته وتعيد له مكانته وتمحى عنه عار عهود سبقت حاولت أن تقّزمه فما استطاعت، وحاولت أن تهدمه فما تمكنت. مضيفًا أن المواد الموجودة فى الدستور الأخير غير كافية لكنها مرحلة من المراحل نبقى عليها كما هى ونرضى بها إلى وقت قد يهيئه الله بعد ذلك للأزهر ورجاله فيعطونه ما يستحق ويعطى لرجاله ما يستحقون إنهم حملة الشريعة والمدافعون عن شرع الله.. وكما كانت وثيقة المدينة التى أصدرها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ارتضى بها الجميع رغم اعتراض البعض فإننا أيضًا نرضى بما ورد فى الدستور الآن إلى أن يحين وقت تعديله. كما طالب بعودة هيئة كبار العلماء، وألا تقتصر على علماء مصر فقط بل ينضم إليها النابهون من كبار علماء العالم الإسلامى. من جانبه قال د.حمدى طه الاستاذ بجامعة الأزهر إن الأزهر مدرسة الوسطية فى العالم، وعندما كان يشتد الخلاف حول قضية تثير جدلًا فلا يجدوا مناصًا أمامهم إلا الأزهر. موضحًا أن الذين يناطحون الأزهر إنما يناطحون أعلى جبل فى العالم، له أوتاد موصولة فى نفوس المسلمين وغير المسلمين. وأشار إلى أنه يكفى الأزهر فخرًا أنه قبلة المسلمين فى العالم لأنه وإن كانت الكعبة قبلتهم فى الصلاة والعبادة فإن الأزهر قبلتهم العلمية التى حافظت على التراث واللغة وعلى الأديان الأخرى على مدى التاريخ بل على جميع العقائد السماوية وغير السماوية ففيه تدرس جميع التيارات سواء كانت مذاهب أو عقائد كما يقف الأزهر موقف المشّرف لكل مسلم فى العالم، ومصر على مدار التاريخ ومازالت تحترم بجانب مكانتها لوجود الأزهر الشريف فيها. فعندما تذكر مصر نذكر الأزهر وإذا ذكر الأزهر يعنى مصر. وأضاف د.حمدى أن الأزهر لا يهزه شىء قيل هنا أو هناك لأنه أسمى وأعلى من ذلك ولا يذيبه شىء والمتطاول عليه كمن يتطاول على الشمس فى وضح النهار فيقولون إنهم لم يروها وهذا من العمى الذى هم فيه،وها هى ذى أعظم قوى سياسية غير إسلامية فى العالم عندما اختلفت فى قضية من قضايا الديانات السماوية لجأوا إلى الأزهر الشريف ليسألوه:هل قتل اليهود السيد المسيح؟ فرد الازهر كما ورد فى القرآن الكريم «وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبه لهم» ولهذا فالذين يتطاولون على الأزهر إنما يتطاولون على أنفسهم.