عقب وفاة والده نهاية 2011، حامت الشكوك حول قدرة شاب فى مثل سنه الصغيرة (30 عاما) على الإمساك بزمام السلطة فى كوريا الشمالية، ذلك البلد الشمولى الفقير المعزول عن العالم، ولكن بعد مرور عام على توليه الحكم لم يعد هناك شك فى أن «كيم جونج أون» كان الاختيار الأمثل لأبيه الزعيم الراحل كيم كونج إيل لاستكمال نهجه السياسى وكأن شيئا لم يتغير. وجاء تنصيب «أون» بشكل سريع قائدا أعلى للبلاد ولحزب العمال الشيوعى الحاكم وللجيش، فور وفاة والده فى 19 ديسمبر 2011، وذكرت الافتتاحية السنوية التى تنشر فى الصحف الرسمية فى الأول من يناير من كل عام أن «كيم جونج أون هو بالضبط كيم جونج إيل العظيم وأنه يملك الشرعية لمواصلة المعركة الثورية التى بدأها جده كيم إيل سونج مؤسس كوريا الشمالية وطورها والده كيم جونج إيل». وكان ذلك بمثابة دليل مبكر على تمتع «أون» بنفوذ فعلى داخل الدولة رغم صغر سنه وقلة خبرته فى الحكم. واستكمل أون سياسات والده فيما يخص البرنامج الصاروخى لتنجح كوريا الشمالية قبل نهاية العام فى إطلاق صاروخ طويل المدى وتضع قمرا اصطناعيا للأحوال الجوية على المدار الأرضى. وفى وجه الإدانات والانتقادات الدولية، دعا أون خلال مأدبة لتكريم العلماء والفنيين وغيرهم ممن ساهموا فى إطلاق الصاروخ إلى إطلاق المزيد من الصواريخ والأقمار الاصطناعية. ومثل والده تماما، يعد أون شخصية غامضة لا يعرف عنها الكثير. ومن المعلومات القليلة المعروفة عنه أنه درس فى المدرسة الدولية بسويسرا حتى عام 1998 تحت اسم مستعار، ثم بعد عودته إلى بيونج يانج دخل جامعة كيم إيل سونج العسكرية وتخرج منها فى عام 2007. وفى يوليو الماضى، أعلنت وسائل إعلام محلية كورية عن زواج أون وأشير إلى أنها مغنية كورية شمالية تسمى رى سول- جو. وعلى عكس الأسلوب المتحفظ لوالده، يسمح أون لزوجته بالظهور إلى جانبه فى المناسبات، وهو ما يعتبر حتى الآن الاختلاف الوحيد بينه وبين الزعيم الراحل كيم كونج إيل.