عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر والمرشح الرئاسى السابق والأمين العام السابق للجامعة العربية انشغل فى الأيام الأخيرة من العام فى طرح مبادرة للخروج بالوطن من النفق المظلم الذى دخلنا فيه، وبعد أن تراكمت- من وجهة نظره- الأزمات. ولم يتحمس موسى مثل غيره لشعارات إسقاط النظام، وأجاب عندما سألناه عن الوضع الراهن فقال إنه خانق، لكنه أكد أن مصر لن تسقط وأنها دولة عصيّة على التقسيم. وعن أحداث العام المنقضى 2012 أوضح موسى أنه لم يخل من إيجابيات، موضحا أن الايجابيات التى حملها عام 2012 هى بداية مسار العملية الديمقراطية فى مصر، بينما تكمن السلبيات فى فرملتها وعليه بدأت الفوضى تدب فى الكيان السياسى المصرى. ويرى موسى أن ثورة 25 يناير انحرفت عن تحقيق أهدافها التى استهدفت وحدة الشعب المصرى نحو المستقبل , فيما ذهب الحال بنا إلى الانقسام بسبب النزاع بين قوى دينية ومدنية وتقليدية وهذا النزاع طال حتى تحديد الأولويات وقدم موسى توصيفا لما حدث من سلبيات، مشيرا إلى أن أبرز اتجاهات الانقسام كانت بين أمرين هما دعم الحكم وإعادة بناء مصر، والاثنان كان يمكن ضبطهما إذا أخذ النظام فى اعتباره أولويات الديمقراطية وإعادة البناء وضرورة توافق كل المصريين على الخطوات الرئيسية القائمة، وضرب موسى مثالا على ذلك بأزمة الدستور الذى أظهر الانقسام وبداية النزاع مع الإعلان الدستورى والسرعة فى تحديد موعد الاستفتاء. وقال كل هذه الأمور كان من الممكن التغلب عليها. وأضاف الوصول إلى هذا الشرخ الكبير ما بين النظام والمعارضة انعكس على الدستور وانسحب على كل الجوانب الأخرى فى الحياة السياسية المصرية فى عام 2012. وتمنى ونحن ننتقل ونخطو نحو عام 2013 أن يبدأ العام الجديد وأن تكون مصر والدول العربية فى أفضل حال. وقال للأسف نحن نبدأ عام 2013 بأزمة اقتصادية خانقة تؤدى إلى ضرر بالغ بالشعب المصرى. واقترح لحل الأزمات المتراكمة منذ ثورة 25 يناير ضرورة الوصل إلى حل سياسى من منطلق أن الاستقرار السياسى يساعد على حل الأزمة الاقتصادية إلا أنه يرى شروطا لتحقيق هذا الاستقرار تبدأ بتوافق فى الآراء وتشكيل حكومة طوارئ برئاسة الرئيس محمد مرسى تشارك فيها القوى السياسية وعلى رأسها جبهة الإنقاذ وحزب الحرية والعدالة وأن تشكل من ذوى الخبرة والكفاءات وأن تكون قادرة على إدارة الأمور لفترة محددة يتفق عليها ولمدة عام واحد، وأوضح موسى أنه يجب أن يعمل الجميع معا لأن الكل فى زورق يكاد يغرق والإنقاذ يستدعى التفكير فى عمل جاد مع بداية عام 2013 وبمشاركة الجميع من منطلق شرعية رئيس الدولة ومشروعية المعارضة فى الوقت نفسه. ويرى أنه إذا اتفق على خطة العمل يمكن الإبحار بهذا الزورق والخروج من البحر المتلاطم. وحول الإعداد للانتخابات البرلمانية، أوضح أن هذا الجو يحتاج إلى نقاش وطنى تقوم به حكومة الطوارئ، مؤكدا أنه يتفق مع طرح الأستاذ محمد حسنين هيكل الذى تحدث عن حكومة برئاسة الرئيس محمد مرسى وأن تعتمد فى الاختيار على ذوى الخبرة والكفاءات والقدرة على إدارة الأمور وأن تكون لفترة محددة يتفق عليها ولتكن لمدة عام واحد. وقلل عمرو موسى من كثرة السيناريوهات التى تدور حول تقسيم عدد من الدول العربية، مؤكدا أن موضوع التقسيم سوف يفشل، كما فشلت الوحدة العربية وأن الحال سيبقى على ما هو عليه. وقال إن العالم العربى سينتفض ضد سياسة التقسيم وسيناريوهاته التى تدور حاليا حول عدد من الدول العربية. وأضاف أن الشعب العربى فى عمومه يرفض التقسيم وأن مصر عصية عليه ولن يحدث وحول توقعاته للوضع فى سوريا، أوضح أن الأزمة أخذت نصيبها من الدم الذى سال فى كل مكان ومن التشريد وهذا ما يجعلنى أتمنى انتهاء المأساة السورية وأن يتفهم النظام الظروف التى تمر بها المنطقة والعالم العربى بصفة خاصة، وأضاف ننتظر نتائج الجهود التى يقوم بها الأخضر الإبراهيمى لعلها توجد فرصا يوافق عليها الشعب السورى. سوسن أبو حسين