جاء اجتماع «أصدقاء سوريا» الذى عقد فى المغرب مؤخرا ليشكل خطوة مهمة وفعالة لجهود القوى الثورية للإطاحة بنظام الرئيس السورى بشار الأسد خاصة بعد تقديم الدعم السياسى للمجلس العسكرى السورى الذى ضم كافة القوى الثورية والمعارضة المقاتلة فى سوريا، ليكتب المجلس الشرعية ويصبح ممثلا للشعب السورى ومسئولًا مباشرة عن تلقى المساعدات والإمدادات العسكرية من خارج سوريا، فضلًا عن إنشاء لجنة قضائية لمناطق الثوار. وفى هذا السياق أكد العميد صفوت الزيات– الخبير العسكرى- أن حكومة الأسد تعيش أيامها الأخيرة وأنها لن تستمر مع استمرار سقوط أجزاء من البلاد فى أيدى المعارضة المسلحة, خاصة فى ظل تقدم المعارضة السورية المسلحة وتنظيم صفوفها بشكل جعلها تصيب أهدافاً حيوية واستراتيجية قريبة جداً من مقر نظام الأسد فى دمشق، إلى جانب تصاعد التصريحات الإقليمية والدولية حول الأسلحة الكيماوية التى يعتزم بشار الأسد استخدامها، الأمر الذى يؤكد اقتراب مشهد النهاية لزعيم حزب البعث, مضيفا أن الأسد لم تعد لديه القوة الكافية للسيطرة على جميع الأراضى السورية، وبالتالى سقوط الأسد أصبح قاب قوسين أو أدنى. وأضاف أن اجتماع المغرب لمجموعة «أصدقاء سوريا» قدم الدعم السياسى اللازم للائتلاف الوطنى الذى يضم مختلف شخصيات وفصائل المعارضة السورية والذى أصبح الممثل الشرعى للشعب السورى أمام المجتمع الدولى خاصة بعد اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبى به, مما يمهد الطريق ليصبح هذا الائتلاف حكومة انتقالية تهدف إلى إدارة المرحلة المقبلة وتمثل الشعب السورى وتلبى تطلعاته. وأوضح الزيات أن الاجتماع كان يهدف الى زيادة المساعدات الإنسانية للشعب السورى فى مرحلة أصبح فيها الوضع على الأرض مأساويا، حيث تزايد عدد القتلى بشكل كبير منذ آخر اجتماع لأصدقاء سوريا. وارتفع عدد القتلى من حوالى 16 ألفا إلى أكثر من 42 ألفا بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان. ومن بين أهداف الدول الصديقة للشعب السورى زيادة المساعدات الإنسانية، مع دخول فصل الشتاء، وذلك بعد أن قرر الاتحاد الأوروبى زيادة مساعداته للنازحين السوريين بمقدار 30 مليون يورو (39 مليون دولار) إضافية، مما يرفع مساهماته الكلية إلى 310 ملايين يورو. وتضم مجموعة أصدقاء الشعب أكثر من مئة دولة عربية وغربية ومنظمات دولية، وكذلك ممثلين عن المعارضة السوريا وذلك فى ظل تغير الظروف العسكرية والسياسية للمعارضة، لا سيما بعد تشكيل الائتلاف الوطنى وإعلان هيكل جديد للقيادة العسكرية بهدف توحيد صفوف المعارضة المسلحة، وذلك برئاسة العميد سليم إدريس وهو ضابط من مئات الضباط الذين انشقوا عن جيش الأسد والذى كانت محافظته حمص مسقط رأسه فى صدارة الانتفاضة السورية التى يقودها السنة. وانتخب 30 عضوا عسكريا ومدنيا فى القيادة المشتركة ويضم قادة الكتائب التى تقاتل النظام وخصوصا الجيش الحر، ويستثنى التنظيمات المتطرفة التى تشكل أقلية وسيمثل المجلس الجهة المعنية بإدارة المعارك وتلقى المساعدات والإمدادات العسكرية التى نحصل عليها من خارج سوريا والإشراف على توزيعها. وعن الاشتباكات الحدودية بين سوريا والأردن، يقول العميد صفوت الزيات إن الأردن يمتلك ثانى أطول حدود برية مع سورية، ويعد الأكثر تأثرا بمجرياتها وتطوراته لكن الأردن لن تدخل فى مواجهة مسلحة مع الجيش السورى لأن الأردن تعرف التوازنات جيدا. فيما استبعد الخبير العسكرى لجوء النظام السورى إلى خيار السلاح الكيماوى مع المعارضة العسكرية المسلحة، مشيرا إلى أن السوريين ممنوعون من استخدام السلاح الكيماوى، وفى حال استخدامهم فسيدخلون فى مواجهة مع العالم، وأعتقد أنهم لن يستخدموها لأنها ستجر عليهم ويلات حرب خارجية، هم بغنى عنها فى مثل هذه الظروف، وهى خطوة لن يسمح بها المجتمع الدولى. وحول موقف روسيا الداعم لنظام بشار الأسد توقع الخبير العسكرى تراجع الموقف الروسى تجاه دعم نظام الأسد خاصة بعد زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى إسطنبول ولقائه برئيس الوزراء التركى أردوغان وموافقة موسكو على منح تركيا الغاز من أجل بناء محطة نووية, كما حصلت أنقرة على دعم من قبل الناتو يتمثل فى وضع بطاريات صواريخ من طراز باتريوت على الأراضى التركية، للدفاع عنها من الصواريخ السورية ويحمل ذلك رسالة للنظام السورى مفادها أن تركيا ليست بمفردها من يقف ضد دمشق، موضحا أن المصالح الشخصية لكل دولة هى التى تتحكم فى السياسة الخارجية. وحول إمكانيات التحول الديمقراطى عقب سقوط بشار الأسد خاصة تحت وطأة المئات من المجموعات المسلحة أكد الخبير العسكرى أن سوريا تعيش حربا أهلية ضروسا، تفقد فيها يوميا المزيد من أبنائها وتاريخها، وستزداد دموية، وأن سقوط النظام لن يضع حدا لهذه الحرب، بل سيدفع بها نحو المزيد من التدهور على الأقل على المدى المنظور.