لا أعتقد أن الفنانين المصريين يستفيدون كثيرا من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بسبب إحجامهم غير المبرر عن مشاهدة الأفلام التى يعرضها المهرجان من مدارس سينمائية مختلفة قد لا تتح لهم فرص مشاهدتها سوى فى المهرجانات، كما أنهم لا يشاركون فى الندوات التى تعقدها إدارة المهرجان سواء لمناقشة الأفلام المعروضة أو لتناول قضايا سينمائية مهمة، وهم حتى لا يشاركون فى الندوات التى تعقد لأفلامه المعروضة داخل المسابقة العربية، ويكتفون غالبا بحضور حفلى الافتتاح والختام لاستعراض الفساتين و»السواريهات» والتقاط الصور والإدلاء بالأحاديث والتصريحات لقنوات التليفزيون والفضائيات التى تلتف حولهم قبال وأثناء وبعد الحفل. وهذا الجانب السلبى لا يفوقه سوءا سوى عدم اهتمام إدارات المهرجان المتعاقبة بتعريف ضيوف المهرجان الأجانب بالسينما المصرية وتاريخها ومخرجيها وفنانيها وأهم الأفلام التى أنتجتها..ومعظم من تحدثت معهم من السينمائيين الأجانب الذين حضروا الى المهرجان هذا العام وفى الدورات السابقة لا يعلمون سوى القليل جدا عن السينما المصرية، ولم يهتم أحد هنا بأن يتيح لهم فرصة لمشاهدة إنتاجنا السينمائى بمناسبة وجودهم فى مصر، وكل ما يقدم لهم هو رحلات سياحية لمشاهدة الأهرامات وأبو الهول والمعالم السياحية الشهيرة دون أدنى اهتمام بأن نقدم لهم تراثنا الفنى ونماذج من إبداعنا، أو نتيح لهم فرصة الحوار مع السينمائيين المصريين من خلال الندوات أو المحاضرات، وبذلك نخسر شيئا مهما جدا، ونفقد نقطة لصالح وصولنا إلى العالمية..فلا يكفى أن نشارك بأفلامنا فى المهرجانات الدولية حتى يعرفنا العالم، ولكن من الممكن أن نستثمر وجود الفنانين الأجانب عندنا ونعطيهم فكرة ولو مبدئية وسريعة عن فنانينا ومبدعينا فى كافة المجالات وليس فى السينما فقط بأن ننظم لهم عروضا لأهم أفلامنا بعد ترجمتها الى أكثر من لغة، وبأن ننظم لهم ندوات عن الفن المصرى القديم والمعاصر وعن السينما المصرية، وهذا ما سيميزنا بالطبع عن المهرجانات العربية التى سحبت السجادة من تحت أقدامنا فى السنوات الأخيرة بفضل إمكانياتها المادية العالية جداً وحسن التنظيم وإغداق الأموال على النجوم العالميين، ولكن ليس لديهم هذا التراث الفنى والسينمائى الذى نملكه ولا نحسن تسويقه أو تعريف العالم به.